بعد فشل الحكومة علي مدار عشرات السنوات في حل مشكلة القمامة وتطهير الشوارع من المقالب العمومية والفرعية بدأت إحدي الجمعيات الشبابية بالتعاون مع اتحاد العمال المصري في تنفيذ مبادرة جديدة يطلق عليها طفطف البيئة لجمع وفصل القمامة من المنبع وإحياء المبادرة القديمة التي أعلنتها محافظتي القاهرة والجيزة قبل عامين ولم يكتب لها النجاح. بدأت الجمعية عملها بعقد لقاءات مع الأهالي لتوعيتهم وشرح المخطط لإنجاح التجربة الجديدة علي أن تكون البداية بمنطقة كوتسيكا بالمعادي. تقول أسماء مصطفي ربة منزل: فوجئنا بدعوة من مجموعة شباب من الجمعية لحضور ندوة توعية داخل المقر بكوتسيكا حتي نتعلم كيفية فصل مخلفات القمامة وسلموا لكل منزل أكياساً بلاستيكية لفصل القمامة من المنبع وبالفعل ذهبت أنا وجيراني واستفدنا من نصائحهم وتوعيتهم لنا. وتعرب فردوس أحمد موظفة عن سعادتها لتلك المبادرة التي من المتوقع أن تحقق ناتجاً قومياً إضافياً للبلاد بعد أن كانت القمامة عبئاً علي المواطن المصري والمسئولين نظراً لتراكمها المستمر مما يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة والحشرات وتفشي الأمراض. يري طارق سعيد موظف ان عوادم السيارات ومخلفات القمامة والتعدي علي نهر النيل ما هو إلا تلوث بيئي يحتاج لتلك المبادرات البناءة التي من خلالها ستخلق بيئة نظيفة لنستطيع أن نتنفس هواء نقياً. يؤكد سعيد عبدالله معاش أن هذه الخطوة إيجابية في وسط أمور مهملة في الدولة حيث ان فصل القمامة يعتبر الحل الوحيد والأمثل نظراً لأن أكثر المعاناة التي كنا نراها يومياً في شوارعنا هو انتشار القمامة بشكل مقزز يشوه المنظر العام لأي منطقة سكنية. يشاركه أحمد صبري مهندس قائلاً: انها تجربة تربي الأجيال الجديدة علي ثقافة احترام البيئة والقضاء علي مشكلة القمامة في المستقبل خاصة ان نظافة الشوارع تدل علي تحضر الشعوب حيث أقوم بتشجيع أبنائي علي فصل القمامة خاصة زجاجات المياه الغازية والعصائر. وتعتبر إنجي علي ربة منزل ان التجرية جيدة ويجب تعميمها في جميع المناطق السكنية لتشغيل الشباب بشكل متحضر حيث تطبق في المولات الكبري بتخصيص صناديق للمواد الصلبة وأخري للبلاستيك وأحدثت نتيجة فعلية علي النظافة في المكان كما ان المبادرة تدرب علي الالتزام بالفصل فعلياً أفضل من المناشدات الكلامية. ومن جانبه يقول أحمد معوض رئيس جمعية عين البيئة: ان المبادرة بدأت بتدريب السيدات علي كيفية الفصل لتسليمهن أدوات يمكن من خلالها تنفيذ المشروع من سلة للمطبخ للمخلفات العضوية وجركن لزيوت الأكل المستعمل وأكياساً زرقاء للمخلفات الصلبة من خلال وحدات الفصل الملونة من الأكياس البلاستيكية مما ساهم في تغير نظرتهم لجامعي القمامة وتثقيفهم كونهم شركاء في المنظومة ثم نبلغهم بمرحلة الجمع ويتم من خلال "طفطف البيئة" الذي تم تصميمه بمواصفات خاصة تتناسب مع المنظومة من خلال احتوائه علي حاوية خضراء للمخلفات العضوية وحاوية زرقاء للمخلفات الصلبة وهي عبارة عن شكل كانز وخلفية الطفطف وأماميته علي شكل زجاجة مياه ولاقي الطفطف اعجاب الكثير من الأهالي بالشوارع ورحبوا بتسجيل أسمائهم وبلغ عددهم 150 أسرة. ويضيف معوض: ان هذه المبادرة تمهد إلي تنفيذ المشروع الأكبر للجمعية وهو تحويل أول منطقة عشوائية إلي منطقة خضراء حيث نقوم بأخذ مخلفات القمامة ونعيد تدويرها بواسطة شباب الجمعية فدائماً قبل أن نقول للجميع لا تلقوا القمامة في الشارع علينا أولا أن نوفر لهم البديل ولهذا قمنا بصنع طفطف البيئة حتي نستطيع دخول الشوارع الضيقة ويقسم إلي صندوق خاص بالمخلفات الصلبة وآخر للمخلفات العضوية ومكان مخصص لزيت الطعام والورق وهو عبارة عن موتوسيكل عادي وتم تصنيع صندوق مقسم لأكثر من جزء علي أيدي شباب الجمعية المتطوعين ويمر علي أهالي المنطقة في اليوم أكثر من مرة..ويضيف معوض: أننا قمنا بصناعة عشرات المنتجات من القمامة الصلبة ومن هذه المنتجات أعمدة انارة وأغطية البالوعات للصرف الصحي كما قمنا بصناعة بلاط للأرصفة من القمامة وخشب الكونتر ومن مخلفات حطب القطن بدلاً من حرقه وكل ذلك بواسطة المهندس سامي برسوم استشاري تدوير المخلفات الصلبة الذي قام بإعادة تدوير المخلفات الصلبة والزراعية واستخدام الطرق العلمية والتكنولوجية في عملية التدوير وإنشاء وتوفير فرص عمل للشباب خاصة ان نسبة إعادة التدوير للمخلفات في مصر لا تتعدي ال 5% وهي نسبة ضئيلة للغاية مقارنة بالأرباح الناتجة عن عملية التدوير.