علاج أمراض المنطقة العربية من فقر وجهل وتطرف لن يتحقق إلا من خلال التوصل لحالة من التكامل بين الدول العربية وبخاصة إذا ما تم التركيز علي إعلاء شأن تحقيق التنمية الشاملة التي دعت لها القمة العربية الأخيرة بموريتانيا للوصول إلي الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي لتوفير سبل الحياة الكريمة و"لقمة" العيش لملايين المواطنين العرب ورغم كافة الاستثمارات العربية البينية بين العالم العربي إلا أننا مازلنا نفتقر إلي الرؤية الشاملة التي تضعنا علي خريطة التجمعات الاقتصادية الدولية. ** وينبغي أن تتماشي رؤية العرب في تحقيق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية مع خطط المواجهة السياسية والعسكرية والأمنية لقوي الظلام التي تتغذي علي إحباطات المواطن العربي. ** ولكن ليس من المتصور أن يتم عقد القمم العربية في ظل توترات بين الدول العربية وبعضها. بعد أن تابعنا مؤخراً رفض العاهل المغربي لاستقبال وزير الخارجية الموريتاني. ثم قيام نواكشوط بطرد موظفين مغاربة من شركة الاتصالات المغربية الموريتانية. وأيضاً التوترات مع الجزائر بعد تعليق الأخيرة للتعاون العسكري مع نواكشوط بسبب انخراط موريتانيا في مجموعة دول الساحل علي حساب دور الجزائر بالمنطقة. ** إننا بحاجة لتقريب وجهات النظر بين الأشقاء العرب وبعضهم. وإلا فإن سياسة الاستعمار الأزلية والمعروفة ب"فَرِّق تَسُد" سوف تؤتي بثمارها لصالح الغرب. علي حساب مصالح شعوبنا. ** وليس من المقبول أن يمر نحو 66 عاماً علي اتفاقية الدفاع العربي المشترك. التي تم توقيعها عام 1950. ولا تزال حلماً "سريالياً" بعد أن تحولت إلي حبر علي ورق. وركنها علي الأرفف حتي تراكم الغبار عليها وصدأت محتوياتها من كثرة النسيان!! ** نحن بحاجة لتدعيم فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة المزمع تشكيلها. خاصة أن هذه القوة ليست موجهة ضد أي طرف. والهدف من إنشائها تحقيق الاستقرار المنشود والحفاظ علي وحدة الأمة العربية ومقدراتها. وتلبية احتياجات وطموحات وآمال شعوب الأمة العربية. خاصة أن المنطقة تمر بمرحلة شديدة الخطورة من الاضطراب والاستقطاب!! ** وربما يواجه الفكرة تحديات ومعوقات. وبالتالي من المقبول أن يتم تأسيس تحالف يجمع بين كل من مصر والسعودية والإمارات والأردن والبحرين والكويت لتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك كخطوة في بداية الطريق علي أن يتم تقريب وجهات النظر للفكرة مع الدولة التي لها نقاط خلافية حول القضايا والموضوعات الإقليمية لتجاوزها من أجل دعم الأمن القومي العربي. بالإضافة إلي الضغط علي الحلفاء الدوليين لتأييد مقترح القوة الموحدة. *. ينبغي علي العالم العربي إدراك أن الوقت ليس في صالحهم.. فالقضاء علي الإرهاب معركة حياة أو موت. وينبغي أن تتم المواجهة السريعة لشيطان التطرف والعنف الدموي الذي هبط علي أرض المنطقة لكي يعيث فيها فساداً وشراً وقبحاً. لا يمكن تحمله. ** يبدو أن نجاح أو فشل القمم العربية مرهون بكم ونوع الحضور من الملوك والرؤساء!!