المخرج الكبير "محمد شافعي" دخل مجال المسرح عام 1977 وعمل مع العديد من كبار المخرجين أمثال السيد راضي وسعد أردش وكرم مطاوع وعبدالغفار عودة ورشاد عثمان ود. هاني مطاوع ود. عوض محمد عوض.. وعمل مساعداً ومخرجاً منفذاً لأكثر من مائة عرض وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية بتقدير جيد جداً وأول الدفعة والمشروع بامتياز وحاصل علي ليسانس حقوق ودبلوم دراسات عليا وتمهيدي ماجستير وأخرج العديد من الأعمال المسرحية في الجامعات والمدارس والقطاعين العام والخاص أبرزها عرض "دليلة وشربات" للدكتور كمال يونس و"ليلة القبض علي شاعر الجندول" و"بيت وحمار وغيط في خيط" و"الرجل الذي فكر لنفسه".. وأنشأ وأسس مسرح الحديقة الدولية وكان خبير التجهيزات لدور العرض بالمملكة العربية السعودية ومحاضر متخصص في جامعة الملك عبدالعزيز آل سعود بالرياض تحت قيادة الدكتور كمال عيد وتولي قيادة مدير عام دور عرض لأكثر من مسرح الحديقة الدولية والمسرح العايم وبيرم التونسي والطليعة وميامي والعايم الكبير "المسرح الكوميدي" وكان لنا معه هذا الحوار. * ماهية ومواصفات رئيس المسرح المصري؟ ** قال: أولاً مساحة الاختيار ضيقة جداً والعناصر المتاحة أقل خبرة وأقل كفاءة إدارية والبيت الفني للمسرح يحتاج رجل إدارة ومواقف وعادلاً لإعادة بريق الفرق بالعدالة بين الفرق ولا يميز فرقة علي أخري أو يوجه الإنتاج بكثافة لفرقة علي حساب فرقة أخري. كما كان يحدث.. وعلي الفرق الكبيرة انتاج عروض متميزة والفرق الصغيرة عروض شبابية وتجريبية وفرق الأطفال والعرائس تركز في إنتاج يساعد علي تطوير فكر الطفل. * المسرح المصري يسير إلي أين؟ ** قال المخرج محمد شافعي: المسرح المصري يسير إلي مرحلة الانهيار والتآكل الذاتي بسبب كثرة الفرق المسرحية سواء التابعة لوزارة الثقافة. فهناك فرق متشابهة مثل الشباب والطليعة والغد وملك والساحة وهذه الفرق يجب دمجها لتقليل الميزانية واستغلال المسارح كدور عرض فقط. فالمسارح حالياً للأسف كلها في مرحلة الصيانة والتطوير والتجديد والإصلاح وهي متروبول والعايم الكبير والصغير والعرائس وبيرم التونسي بالإسكندرية وإغلاق مسرح السلاح بالقاهرة بسبب مشاكل الدفاع المدني ونحن الآن في ذروة الموسم الصيفي واختيار الرئيس الأسبق للبيت اختيار خاطيء وقد سألته في هذا الموضوع قبل خروجه للمعاش بأيام فقال لي ساخرا "الإدارة بليدة" هي سبب دخول المسارح الصيانة.. من الأفضل عودة المواسم المسرحية مثل الموسم الصيفي والموسم الشتوي وبينهم مراحل الصيانة حتي يتم عودة الحركة المسرحية إلي أصولها. * أضاف شافعي: وأيضاً البيت الفني للفنون الشعبية وبه فرق تحت 18 وفرقة الآلات الشعبية وأنغام الشباب والقومية ورضا والغنائية الاستعراضية وللأسف لا يوجد انتاج متميز لأي فرق خلال الفترة السابقة باستثناء عرض أو اثنين وان كان السيرك هو الوحيد المتميز وأيضاً إغلاق مسرح البالون بسبب الدفاع المدني. * وأين الوزارة من هذا كله؟ ** قال: الوزير وأي وزير منذ ثورة 25 يناير لم يكن في حيز اهتمامه فن المسرح عموماً بدليل سوء الاختيارات منذ عام 2011 وحتي الآن وتحكم الإداريين التحكم الكامل في شئون الإبداع وأصبح الفن والإبداع آخر شيء يفكرون فيه خاصة بعد قانون السخرة المدنية ومع احترامي الكامل لكل الزملاء الذين تولوا رئاسة البيت الفني للمسرح منذ عام 2011 وحتي الآن تحول الأمر إلي أن الإدارة المركزية تتحكم في كل شيء ويا ليت هي الحقيقة. بل ان رئيس البيت مجرد بوسطجي لمن يرأسه. فيجب إعادة الصلاحيات لرئيس البيت الفني للمسرح ومحاسبته في نهاية كل عام والعمل علي زيادة الموارد من خلال تعاقدات مع أحد شركات الاتصال وأيضاً القنوات الفضائية لتصوير العروض المتميزة وأيضاً تطوير المواقع وأن يكون المدير مسئولاً عن الإنتاج الفني ويحاسب كل مدير بنهاية كل عام وأن تكون الخطط شاملة العروض في القاهرة والإسكندرية والتجوال في المحافظات وليس العرض فقط في القاهرة. * هل هناك نجوم فنانون وموظفون ولا يعملون ولماذا لا يعملون؟ ** قال محمد شافعي: هناك نجوم كثيرون ولكن للأسف رئيس البيت أو مدير الفرقة يخشي أن يطلبهم للعمل لأنهم زملاء المهنة ولكن ينبغي أن يطبق عليهم العمل ولو كل عامين تبرعاً وزكاة لماله الذي يحصل عليه بلا عمل لكان أفضل وأرحم؟ فهناك فنانون خرجوا علي المعاش ولم يعتلوا خشبة المسرح تمثيلاً أو إخراجاً أو حتي إدارة وكانوا يحصلون علي رواتبهم كاملة وأيضاً الحوافز وكانوا يحولون مستحقاتهم علي البنوك. بل كانوا يسافرون للخارج ويعودون يستحلون رواتبهم دون أن يحصلوا علي اجازة بدون مرتب أو اجازة اعتيادية أو عارضة؟ فلابد من وضع نظام يتحكم في هذه الاشكالية. * هل هناك معايير معينة لاختيار القيادات بالبيت الفني للمسرح؟ ** قال: للأسف لا يوجد معايير أو ضوابط لطرق الاختيار وأغلبها مجاملات. فمثلاً هناك وظائف قيادية كادت أن تنقرض مثل رئيس الأقسام الفنية والتي يجب أن يتولاها مهندس ديكور ذو خبرة وكفاءة وللأسف عندما تبحث عن أحد لا تجد وحتي الأجيال الشابة الذين يتشدقون بها ليس لديها شخصية للسيطرة علي العمال والعمالة الفنية من نجارين وكهربائية وفنيي الصوت والميكانيستية.. الأمر الذيي تسبب في تقليل عدد العمالة الفنية والذين دخلوا عن طريق الأجر اليومي. أيضاً وظيفة مدير عام دور العرض تنقرض هي الأخري ولا توجد كوادر جاهزة لتولي القيادة وخصوصاً ان خلال هذا العام يخرج للمعاش ثلاثة زملاء في ثلاثة مواقع وطالبت تكراراً ومراراً من مدير عام دور العرض جمال حجاج عمل دورات تدريبية لمن يرغب في تولي منصب مدير دور عرض لكنه رفض. * ما رأيك في كثرة المهرجانات المسرحية وهل له دور في تطوير المسرح المصري؟ ** قال المخرج محمد شافعي: للأسف الشديد تضر المسرح المصري عموماً وتسيء لسمعة المسرح المصري داخلياً وخارجياً. فمثلاً المهرجان القومي للمسرح المصري يقام سنوياً ويشارك فيه عروض ذات الفصل الواحد أو العرض الست كوم لمدة ساعة أو ساعة ونصف الساعة وهناك المسرح العربي للهواة وهناك مهرجان آفاق والشارقة التابع للشباب والرياضة ومهرجانات الثقافة الجماهيرية ومهرجان مسرح الشباب في الغردقة والنتيجة لا شيء ويجب علي إدارة المهرجانات مراجعة وتقييم كل هذه المهرجانات لتحديد من يخدم الحركة المسرحية وعموماً كل المهرجانات يتم إقامتها من أجل السبوبة والمكافآت والإثابات. * أين مسرح الدولة من الفضائية وهل هناك عروض تم تصويرها أم لا تصلح للتصوير؟ ** قال محمد شافعي: الحقيقة ان العروض التي تقدم لا تصلح للتصوير التليفزيوني فكلها نظام تيك أواي لمدة 15 يوماً واقلب وهناك عروض يتم إنتاجها مجاملة لبعض الأصدقاء والمقربين أو إنتاج عروض سبوبة وأكل العيش لبعض الزملاء وبعدها تدخل المخازن ويغلق عليها والعدد في الليمون وهناك عروض تم إنتاجها ولا تتناسب مع هوية بعض الفرق وهناك عروض هي في حد ذاتها جريمة في حق المسرح المصري لخروجها عن العادات والتقاليد والمناخ المصري وبعض الألفاظ الخارجة التي تسيء للعائلة المصرية وهناك مخرجون يهبطون بالباراشوت علي الفرق بأوامر عليا رغم أنف المدير وإلا الإقالة أو العزل أو تشويه صورته. قال: يجب تشغيل الباحثين المسرحيين في كل الفرق لاختيار النصوص التي تتناسب مع هوية كل فرقة وهكذا.