جوائز بأسماء شهداء بني سويف في الدورة ال8 تعكس حالة التخبط والجدل التي صاحبت اختيار البيت الفني للمسرح لعروضه المشاركة في الدورة الثامنة للمهرجان القومي للمسرح، التي تنطلق 20 أغسطس الجاري، عشوائية قرارات رئيس البيت الفني للمسرح، الفنان فتوح أحمد، ومنها إدارة أزمة المسرح القومي الذي تم افتتاحه، رغم شبهات الفساد وانتقادات كثير من المسرحيين، ليعاد إغلاقه مرة أخرى لاستكمال إنشاءاته. من تداعيات العشوائية، إعلان الناقد جرجس شكري انسحابه من اللجنة العليا وفعاليات المهرجان، اعتراضًا على تجاهل رئيس البيت لاختيارات النقاد للعروض الممثلة للبيت، متهمًا فتوح بالتلاعب باللجنة، وتضامن معه باقي الأعضاء، حسن عطية، خالد رسلان، محمد مسعد، معلنين الانسحاب مثله من فعاليات المهرجان كافة. كان رئيس البيت قد طلب من الناقد أحمد خميس، استطلاع آراء النقاد في اختيار عروض البيت في المهرجان، كما حدث العام الماضي. شكَّل خميس لجنة قامت بالتصويت إلكترونيًّا، انتهت إلى اختيار مسرحيات: "روح" إخراج باسم قناوي، "وبحلم يا مصر" إخراج عصام السيد ،"سهرة ملوكي" إخراج خالد حسونة، "رجالة وستات" إخراج إسلام إمام، و"حلم ليلة صيف" إخراج مازن الغرباوي. «فتوح» تجاهل اختيارات اللجنة، قائلًا إنها ليست لجنة اختيار، واستبعد "وبحلم يا مصر"؛ لأن مخرجه عضو باللجنة العليا للمهرجان، رغم إعلان عصام السيد انسحابه من التنافس على جائزة الإخراج. ومعروف أن رئيس البيت الفني لم يكن متحمسًا لهذا العرض الذي افتتح به المسرح القومي، بطلب من وزير الثقافة السابق، جابر عصفور. واستبعد أيضًا "سهرة ملوكي" إنتاج مسرح الشباب، بدعوى أنه شارك بنفس الألحان والمخرج باسم جامعة المنصورة في الدورة السادسة للمهرجان، وهو ما نفاه المخرج خالد حسونة، مطالبًا بالتحقيق، مذكرًا بأن العروض التي شاركت بدورات المهرجان موثقة. اختار «فتوح» بديلًا للمستبعدين، عرضًا "هنا انتيجون" للمخرج تامر كرم، و"ثري دي" للمخرج محمد علام، وكلاهما من إنتاج مسرح الطليعة، الذي يمثله ثلاثة عروض من الخمسة التي تمثل البيت الفني، ما رآه البعض إهدارًا لعدالة تمثيل فرق البيت، مع الإقرار بنشاط مكثف ومتميز لفرقة مسرح الطليعة برئاسة الفنان محمد الدسوقي، وكانت مع نظيرتها «الشباب» أنشط فرق البيت خلال هذا العام. فتوح برر موقفه بأن النقاد لا يعدون لجنة اختيار، وإنما رأيهم استرشادي تتلخص فكرته في مشاركتهم فيما يشبه استبيان عن العروض لآرائهم وآراء مديري فرق البيت الفني، ويتم وفقًا له اختيار العروض التي تحصد أعلى الدرجات خلال التصويت لتمثيل البيت في المهرجان. هذا الموقف تكرر بحذافيره العام الماضي حيث اختارت لجنة نقاد شكَّلها أحمد خميس العروض ممثلة البيت، فاستبعد فتوح "مارا-صاد" للمخرج سعيد سليمان. لائحة المهرجان تنص على أن جهة الإنتاج لها حق اختيار آلية العروض التي تمثلها، ولم يكن رئيس البيت بحاجة لكل هذا الجدل والتخبط، إذ كان يمكنه اختيار ما يراه دون الحاجة للجنة، ويدخل المهرجان في حالة تخبط، تجلت من قبل في إدارة فتوح لأزمة المسرح القومي، حيث أعلن أكثر من مرة عن افتتاح عرض ألف ليلة وليلة، بطولة يحيى الفخراني، خلال رمضان، ثم في العيد، فيما لايزال المسرح غير جاهز لاستلامه هندسيًّا. يتمثل أحد جوانب أزمة اختيار عروض البيت الفني للمسرح في تقليص عدد العروض التي تمثله في المهرجان إلى خمسة عروض، ضمن خفض طال عدد المسرحيات المشاركة بالمهرجان، مما أثار شكوى فناني الثقافة الجماهيرية؛ بسبب ضخامة إنتاج الهيئة مقارنة بإنتاج البيت، لكنهما يتساويان في حجم المشاركة المسموح بها. كانت اللجنة العليا للمهرجان قد غيرت لائحته، وقلصت عدد العروض من 45 إلى 32، بناء على توصية من لجنة التحكيم، لاختيار أفضل العروض للتنافس، ولظروف التنقل بين المسارح التي تؤخر العروض، وتسبب إرهاق لجنة التحكيم. وتنص اللائحة على أن جهات الإنتاج التي تلتزم بمسابقات سنوية، تشترك بالعروض الفائزة فيها وفقًا للعدد المخصص لكل منها: خمسة عروض لكل من البيت الفني للمسرح وقصور الثقافة والمسرح المستقل. وعرضان لمراكز الإبداع، المعهد العالي للفنون المسرحية، قطاع الفنون الشعبية الجامعات، منظمات المجتمع المدني، الشركات والمسرح العمالي. يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان: عرضي "تحيا مصر" إخراج عاصم نجاتي، و"بارانويا" إخراج محسن حلمي وبطولة ريم حجاب، من إنتاج مسرح الهناجر. و"الفيل الأزرق" للمخرج مناضل عنتر المدير الفنى لفرقة الرقص المسرحى الحديث، و"نساء من مصر" للمخرج طارق حسن المدير الفني لفرقة فرسان الشرق من إنتاج دار الأوبرا. ومن إنتاج صندوق التنمية الثقافية يشارك مركز الإبداع الفنى بدار الأوبرا ب"بعد الليل" إخراج خالد جلال، وبطولة الدفعة الأولى من طلبة ستوديو المواهب، وعرض "الأمير" للمخرج محمد مرسي، من مركز إبداع قصر الأمير طاز. وستشارك بالمسابقة خمس مسرحيات تابعة لفرق قصور الثقافة، سيتم تحديدها بناء على نتيجة المهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية، 8 أغسطس الجاري. وقالت دعاء منصور، مدير ادارة المسرح: إنها العروض الثلاثة الفائزة بالمركز الأول في المهرجان، لفرق البيوت والقصور والقوميات، والعرضان الفائزان في المهرجانين الأخيرين لفرق نوادي المسرح. وتختار عروض الجامعات ومراكز الشباب والشركات والجمعيات الأهلية وعروض المسرح المستقل لجنة مشاهدة، ترأسها الدكتورة نهاد صليحة، ويفترض أن تنهي أعمالها بعد مثول الجريدة للطبع. رئيس المهرجان، المخرج ناصر عبد المنعم، قال: إن دورة هذا العام مهداة إلى اسم الفنان خالد صالح، ويكرم خلالها ثمانية مسرحيين هم: الناقد الدكتور حسن عطية، الكاتب لينين الرملي، المخرج الدكتور هاني مطاوع، والدكتور سمير أحمد، أستاذ الديكور بأكاديمية الفنون، والراحلون: محمد عوض، والفنانة سناء جميل، الفنان حسن مصطفى، والناقد محمد الشربيني الذي أسهم في توثيق حركة مسرح الثقافة الجماهيرية لأكثر من ربع قرن. ختام المهرجان سيوافق يوم المسرح المصري، 5 سبتمبر، والذكرى العاشرة لمحرقة مسرح قصر ثقافة بني سويف، لذلك تقرر إطلاق أسماء ثلاثة من شهداء المحرقة على جوائز المهرجان: التأليف باسم الكاتب الدكتور محسن مصيلحي، والدراماتورج باسم المخرج حازم شحاتة، والإخراج باسم الدكتور صالح سعد. وكشف عبد المنعم عن مضاعفة القيمة المادية للجوائز. وأنه تم اختيار المخرج الدكتور جمال ياقوت، الذي فاز بعدة جوائز من المهرجان، لإخراج حفل الختام، وهو أحد الناجين من محرقة بني سويف. وأضاف: أسعى لتثبيت موعد ختام المهرجان سنويًّا، ليظل موعدًا لإحياء ذكرى شهداء المسرح المصري.