اشتعلت أمس معركة التصريحات بين الحملات الدعائية المؤيدة لبقاء بريطانيا في عضوية الاتحاد الأوروبي أو المعارضة له قبل بدء التصويت علي الاستفتاء التاريخي المقرر بعد غد الخميس فيما أظهرت استطلاعات الرأي تناصفاً بين المؤيدين والمعارضين. تعرض رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أبرز المعارضين للانفصال لهجوم عنيف إذ اتهمه كثير من المؤيدين للخروج بأنه لا يستطيع ضمان تنفيذ الاتفاق الذي توصل إليه مع قادة الاتحاد الأوروبي في فبراير الماضي بشأن الحصول علي مزايا خاصة لبريطانيا في حال صوتت لصالح البقاء في عضوية الاتحاد. ورد كاميرون بأن رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحاد وافقوا علي هذا الاتفاق وتعهدوا بتطبيقه إذا صوت البريطانيون لصالح البقاء في الاتحاد. ويستغل مؤيدو الانفصال تدفق اللاجئين السوريين كورقة ضغط للابتعاد عن الاتحاد الأوروبي وقد أقر كاميرون بأنه سيكون من الصعب التحكم في اللاجئين القادمين إلي بريطانيا لكنه أصر علي أن بلاده تظل داخل منظومة الاتحاد الأوروبي. واستدعي كاميرون روح وينستون تشرشل الذي قال إنه اتخذ قرار الحرب ضد النازية في الحرب العالمية الثانية ولم يقرر التخلي عن أوروبا ولا حريتها ولا ديمقراطيتها. من جهة أخري حظيت حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي بدعم قوي بانضمام البارونة سعيدة وارسي إحدي قيادات حزب المحافظين وعضو مجلس اللوردات والوزيرة السابقة بوزارة الخارجية البريطانية. وكانت وارسي من المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي لكنها أعلنت مساء الأحد تغيير موقفها بسبب الملصق الإعلاني الذي استخدمه نايجل فاراج زعيم حزب الاستقلال أحد أعضاء حملة الخروج الذي وصفته بأنه ينشر الكراهية والخوف من الأجانب. ويصور الملصق مجموعة من اللاجئين يتدفقون علي المملكة المتحدة يحملون متاعهم مع عبارة "نقطة فارقة" في محاولة للقول إن التصويت لصالح الخروج هو السبيل الوحيد لوقف تدفق اللاجئين. وفي خطوة تستهدف إقناع بريطانيا بالبقاء داخل الاتحاد الأوروبي نظمت مجموعات أوروبية حملات للقيل في كل من لندنوبرلين وباريس وروما. في لندن قامت مجموعات من الشباب والبنات بتبادل قبلات ساخنة أمام البرلمان فيما وصفوه بأنه مبادرة لحث البريطانيين علي التصويت لصالح البقاء داخل الاتحاد. وقال القائمون علي الحملة إن 420 شخصاً شاركوا في "سلسلة التقبيل" في لندن فيما جرت حملات مماثلة في برلين وباريس ولندن. وقالت مجموعة "افاز" المنظمة لهذه الحملة إن المبادرة تهدف إلي توصيل رسالة مفادها أن علاقة الود قوية بين يريطانيا وأوروبا ولنبذ حملات الكراهية والوحدة ضمن تنوعنا.