الصبر صفة جميلة يعقبها الوصول للهدف وراحة في الفعل والنساء دائماً أكثر صبراً من الرجال ولهذا عهد إليهن تربية النشء ويحدثنا التاريخ الإسلامي بنماذج عدة للمرأة الصابرة ويتضح هذا في سيرة "يوكابد" زوجة عمران وأم موسي وهارون عليهم السلام واخته مريم. ويمتد نسب يوكابد إلي نبي الله يعقوب عليه السلام ويقول المولي عز وجل في كتابه الكريم "وأوحينا إلي أم موسي أن أرضعيه فإذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني إن رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين" صدق الله العظيم وهنا يخاطب المولي عز وجل أم موسي بصفة الأمومة التي كرمها بها. ولم يكن وليدها مولوداً عادياً بل كان نبياً مرسلاً. وكان حمل موسي محفوفاً بالمخاطر لنبوءة فرعون واتفقت مع ابنتها الكبري مريم اخفاء سر حملها وكانت لأمها خير معين. وولد موسي نبي الله وربط الله علي قلب الأم بالإيمان والصبر ولم يكن بين الشدة والفرج إلا يوم وليلة حين ألقت "يوكابد" طفلها في صندوق وعصي علي المراضع إلي أن دلتهم مريم أخته علي واحدة يمكن ارضاعه وهي أمه ورجع المولود إلي حضن امه وذلك لصبرها علي رميه في اليم والله يجعل لمن اتقاه مخرجا من الهم.