زنا المحارم أو سفاح ذوي القربي: من الجرائم البشعة التي ظهرت مؤخراً وأحدثت شرخاً يهدم حصانة حرمات الأسرة. سفاح المحارم الذي يدنس العلاقة المقدسة بارتكاب الفاحشة من القريب وهو السند والعائل علي بناته. أو أخواته. مما حول الأمان بينهم إلي خوف. والطمأنينة والسكينة إلي توتر ورعب. إذ تذبح الفضيلة علي مسرح الأهلين وأولي الأرحام. وينتهك المقدس من حراس الفضيلة. والأمناء علي الأعراض. ومن الأمراض التي اخترقت مجتمعاتنا المسلمة وتورط فيه شباب من الجنسين جريمة إدمان المخدرات والعقاقير المدمرة للمخ والأعصاب والصحة والمال بطريق الشرب أو الحقن أو البلع.. وهو ما يسهل ارتكاب الجرائم الأخري ويفتح باب الشر علي مصراعيه فيقع الإنسان في الجريمة لأنه فقد وعيه وهي بمفردها لذا يستحق مقترف جريمة زنا المحارم العقوبة وهو ما أشار إليه الإمام علي بقوله: نراه إذا سكر هذي وإذا هذي افتري وحد المفتري ثمانون جلدة. وبسبب هذا الفعل الشنيع تنقلب موازين السلام والأمان العائلي لأنه يهدد مقدسات شرعية. ومصالح اجتماعية. وروابط إنسانية. وصلات حميمية تضرب الفضيلة في مقتل وتحيل العلاقة بين ذوي القربي. إلي كابوس مخيف وهو ما جعل جريمة زنا المحارم تمثل بحق جريمة حرابة عند الشافعية. فيقول الخطيب أن الحرابة قد تكون بالاعتداء علي البضع المحرم. إذ أن التعرض للبضع مجاهرة حرابة يشيب من هولها الولدان. وينرع الأمان. فهي خيانة مروعة للأمانة. ومعلوم أن عقوبة الحرابة قد تجمع عقوبات القتل أو الصلب أو القطع أو النفي. بجانب الخزي والمهانة في الدنيا وعذاب الآخرة. ومن الجرائم أيضاً التي أصبحت مشكلة جريمة التحرش. وانتشرت بين فئات مختلفة مما يكدر السلم والأمن الاجتماعي ويهدد المرأة في قيامها علي الشئون المجتمعية والحياتية. ومن اللافت للنظر حدوث هذه الظاهرة في المناسبات كالأعياد كما حدث مراراً عقب انتهاء شهر رمضان المعظم بما يخل بقيمة وقدسية الشهر الكريم. ويتم بالمضايقات الجنسية أو التلويح بالرذيلة أو التعدي بالقول أو باعتراض الأنثي أو الاحتكاك بها. أو بالايحاءات أو الاشارات أو السلوكيات التي تكشف عن الرغبة الجنسية وما علي شاكلتها. وسلوك المتحرش يقع تحت طائلة الشريعة والقانون. فما روي عن الرسول صلي الله عليه وسلم في قوله: إياكم والجلوس في الطرقات. قالوا ما لنا منها بد يا رسول الله. قال: فإن أبيتم فأعطوا الطريق حقها. قالوا: وما حق الطريق. قال: "غض البصر. وكف الأذي. ورد السلام". ولا شك أن التحرش بالأنثي فيه أذي واضرار وتحدي لشرف الأنثي. وإخلال بالحياء العام.