قررت محكمة جنح قصر النيل أمس تأجيل محاكمة يحيي قلاش نقيب الصحفيين وجمال عبدالرحيم السكرتير العام وخالد البلشي وكيل المجلس لجلسة 18 يونيو الجاري للاطلاع وتنفيذ طلبات الدفاع علي خلفية اتهامهم بايواء عناصر صادر بحقهم أمر قضائي بالضبط والاحضار داخل النقابة. عقدت الجلسة في مجمع محاكم عابدين في العاشرة من صباح أمس وسط تواجد اعلامي مكثف من وسائل الاعلام المحلية والأجنبية وحضور عشرات الصحفيين الذين قاموا برفع لافتات مدون عليها "الصحافة مش جريمة" و"ارفع رأسك فوق انت صحفي" وقاموا بترديد الهتافات لمؤازرة نقيب وأعضاء المجلس. كما حضر العديد من المحامين ومحامي نقابة الصحفيين للترافع عن النقيب وأعضاء النقابة وطلبوا التأجيل للاطلاع والموافقة بالحصول علي صورة رسمية من محضر القبض علي المتهمين عمرو بدر ومحمد السقا من النقابة وصورة من أوراق الدعوي. وقامت قوات الأمن بفرض "كردون" أمني منذ الصباح الباكر أمس تحسباً لأي خروج علي القانون كما أمر رئيس المحكمة بمنع حضور الصحفيين ووسائل الاعلام جلسات المحاكمة. وفور انتهاء أولي جلسات المحاكمة. نظم عدد من الصحفيين مسيرة حاشدة. وخلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب المحاكمة أكد من مقر محكمة عابدين وحتي نقابة الصحفيين بشارع عبدالخالق ثروت سيراً علي الأقدام فيما رفع الصحفيون خلال مسيرتهم الاقلام ورددوا هتافات منها "عاش نضال الصحفيين". "الصحافة مش بتخاف". "يا نقيب يا قلاش يا حرية يا إما بلاش". "ارفع رأسك فوق انت صحفي". قال يحيي قلاش نقيب الصحفيين إن ملابسات القضية لا تخفي علي احد. وتتلخص في قوة القانون في مواجهة قانون القوة وقلب الحقائق في تاريخ نقابة تحتفل بيوبيلها الماسي. أضاف قلاش نحن نعتبر اقتحام النقابة انتهاكا للقانون لافتا الي أن مجلس النقابة تقدم ببلاغات ولم يتم التحقيق فيها حتي الآن مؤكدا علي ضرورة محاكمة المسئول عن إدخالنا هذه الأزمة. وأشار الي أن النقابة ليست حزبا سياسيا ولكننا نحترم كياننا النقابي لافتا الي أن اي نقيب يحترم تاريخه وتاريخ نقابته. وهذا الكيان كان سيتصرف كما تصرفنا بشكل طبيعي دفاعا عن كرامتنا. ونوه "قلاش" الي أن الجمعية العمومية قررت ودفعت مجلس النقابة للوقوف أمام هذه الأزمة بكل قوة. مشيرا الي أن يوم "الاربعاء التاريخي" الذي احتشد فيه الصحفيون ولد جيل جديد من أبناء المهنة لن يسمح لأحد بالتفريط في كرامة هذه النقابة أو هدم هذا الكيان العريق. ونوه الي أن الأزمة لن تكون صراع مؤسسة أمام موسسة أخري من مؤسسات الدولة. لافتا الي ضرورة ان يكون للقانون حصانة وعلي رأسه ريشة وليس للصحفيين أو نقابتهم. وقال نقيب الصحفيين نتمني أن نجد أمام المحكمة ما افتقدناه في النيابة وأشار الي أن كل ما يفعله مجلس الصحفيين هدفه ترك راية النقابة مرفوعة وتسليمها للاجيال المقبلة. مؤكدا أن هذا الجيل من الصحفيين لم يفرط في حقه. واضاف أن أي أحد يحاول انحراف هذه القضية عن الطريق الذي سلكناه يعد إنكارا للحقيقة. لافتا الي أن النقابة مختصمة وزارة الداخلية بهدف استرداد حقنا وللبحث عن الحقيقة. ووجه "قلاش" الشكر لهيئة الدفاع التي تطوعت وعدد من المحامين الذين نفتخر بهم وهناك عشرات آخرون جاءوا ايضا للدفاع عن قضية نقابة الصحفيين ومهما فعلنا لن نستطيع أن نوفيهم حقهم. مؤكدا دفاعنا عن النقابة دفاع مشروع. وسنظل نطالب باحترام القانون. ورايتنا هي قوة القانون في مواجهة قانون القوة. فيما بعث جمال عبدالرحيم برسالة تحية لوقفة الجمعية العموية للنقابة. والزملاء الذين اعتصموا بمقر النقابة منذ بدء هذه الأزمة وتحية لمن احتشدوا خلال التحقيق في نيابة وسط القاهرة واليوم أمام محكمة عابدين مشددا أنهم لم يكونوا علي علم بالكفالة. التي تم تسديدها في النيابة. وكنا جاهزون للحبس. فيما قال خالد البلشي وكيل نقابة الصحفيين ان ملخص هذه الأزمة ان هناك هجوما علي حرية الصحافة والصحفيين. بدءا من حصار النقابة والانتهاكات التي يتعرض لها زملاؤنا الذين يقومون بأداء عملهم ونقل الحقيقة. وشدد "البلشي" ان وقفة الجمعية العمومية القوية اثناء هذه الأزمة هو المؤشر الأهم. مؤكدا سنكون اقوياء بحضورها وحرية الرأي والتعبير ستكون قضيتنا أما قضية إيواء المتهمين ستكون امام القضاء. السادات : مطلوب حل عاجل للأزمة أوضح د.محمد أنور السادات رئيس لجنة حقوق الإنسان أن الجميع أخطأ في تعامله مع أزمة نقابة الصحفيين بما فيهم مجلس النواب. فالتصعيد ليس حلا. وليس في مصلحة أحد وسيكون له ثمنه داخليا وخارجيا. لذا يجب سرعة تدارك واحتواء الموقف وتدخل الدولة. مشيرا إلي أن هذه الأزمات تجعلنا لا نشعر بنجاحات تحققها الدولة آخرها انتهاء مشروع حي الأسمرات وتطوير العشوائيات.