الدول العربية تسكن في قلب كل مصري حب عميق.. ربما تزداد الغلاوة بعض الشيء للسعودية والإمارات والكويت والمغرب وتونس. وعندما يلعب فريق مصري في دولة عربية فإننا نشعر أنه يلعب في بلده فعلاً ويسعد جمهورنا عندما يلعب فريقان مصريان علي أرض دولة عربية شقيقة فإننا نكون في غاية السعادة لأن للفرق المصرية شعبية كبري في كل البلدان العربية خاصة ناديي الأهلي والزمالك.. لكن من حق الشعب المصري أن يستمتع أبناؤه بإقامة المباريات علي ملاعب مصرية.. من هنا نبدي دهشتنا لإقامة مباراة الأهلي وروما الإيطالي "روما محمد صلاح" في دولة الإمارات العربية يوم 20 مايو الجاري. وأتساءل: لماذا لا تقام هذه المباراة هنا في القاهرة أو في الإسكندرية؟ هل لأن الشركة الراعية المنظمة للمباراة تري أن إقامتها في الإمارات تحقق عائداً مادياً أكثر مما لو أقيمت في مصر؟ بسبب منع الجمهور من حضور المباريات؟ والسؤال: إلي متي سيظل الأمن يرفض إقامة المباريات بالجمهور؟ أثق في قدرات وإمكانات الشرطة المصرية ورجال وزارة الداخلية أنه باستطاعتهم تنظيم مباراة للأهلي والزمالك بالجمهور علي ملعب استاد القاهرة والمسألة لا تحتاج أكثر من بوابات تفتيش للحضور قبل الوصول إلي الاستاد وقد حضرت بنفسي مباراة مصر وزيمبابوي بمدينة ليون بفرنسا "المباراة الفاصلة في تصفيات كأس العالم" وتعرضنا للتفتيش خمس مرات ولم يعترض أحد وأقيمت المباراة في سلام وأمان وخرجنا من التصفيات ولم تحدث أي قلق أو شغب وانصرف الجميع في هدوء. مباراة كأس السوبر المصري أقيمت بين الأهلي والزمالك باستاد هزاع بن زايد بمدينة العين في دولة الإمارات "أضخم وأعظم استاد في العالم" من حيث التنظيم وسهولة الدخول والخروج من المدرجات. ومباريات السوبر في معظم بلدان العالم تقام عادة في دولة محايدة وهي ليست بدعة.. كان منظر جمهور الأهلي والزمالك في مدرجات كأس السوبر بالعين يفرح القلب.. كل جمهور في مدرجات مستقلة عن جماهير الفريق الآخر وفاز الأهلي وحصل علي الكأس ولم يحدث أي هفوة.. بل خرجت الجماهير في مظهر حضاري مشرف لمصر. هذا بالنسبة لمباراة كأس السوبر.. لكن المباريات الودية كتلك التي ستقام بين الأهلي وروما الإيطالي لماذا تقام في الإمارات ولا تقام في مصر. لماذا لا تعلن وزارة الداخلية المصرية وكلي ثقة في كفاءة رجالها.. لماذا لا تعلن استعدادها لإقامة هذه المباراة وغيرها من المباريات الودية علي أرض مصر. هل حرام أن تستمتع الجماهير المصرية بمشاهدة وتشجيع ابنها محمد صلاح وهو يلعب مع أحد أكبر الأندية الأوروبية في بلده ليشعر هو بالفخر والزهو. سنرحب بإقامة مباراة الأهلي وروما في الإمارات لكن المفروض أن أي مباراة ودية أخري لفريق مصري مع فريق عالمي أوروبي أو برازيلي يجب أن تقام في مصر وقد أقيمت عشرات المباريات الودية للأهلي والزمالك مع فرق أوروبية وبرازيلية في مصر استمتعنا بها فلعب الزمالك مع ريال مدريد مرتين ولعب الأهلي أيضاً مع ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ الألماني وبنفيكا البرتغالي ونجمه الأسطوري إيزيبيو وفاز الأهلي بالاستاد 2/3 ولعب الأهلي مع سانتوي البرازيلي ونجمه الأسطوري التي لا تتقدر بيليه. أيضاً فاز الزمالك علي ويستهام الانجليزي بطل كأس انجلترا ونجمه العالمي بوبي حور كابتن منتخب انجلترا ومعه جيف هيرست هداف كأس العالم. ولعب الزمالك مع فاشاش المجري وأوستريا النمساوي وبوتافاجو البرازيلي وعشرات من الأندية الأوروبية واستمتعنا بها أيما استمتاع. هل تعلن وزارة الداخلية ترحيبها واستعدادها بإقامة أي مباراة للأهلي أو الزمالك مع فريق عالمي في مصر. أثق أن وزير الداخلية سيعلن ذلك قريباً!