مشروع سد النهضة الإثيوبي لن يؤثر بأي حال من الأحوال علي حصة مصر في مياه النيل.. هكذا صرح الدكتور محمد بهي العيسوي عضو المجلس العلمي الاستشاري التابع لرئاسة الجمهورية. إذن.. لماذا خلقنا مشكلة من لا مشكلة.. وكتب خبراء المياه في مصر وكتاب الصحف مقالات هاجمنا فيها إثيوبيا ومعها السودان بأنهما تتواطآن علي الإضرار بحصة مصر في مياه النيل والعمل علي تعطيش شعبها. واتهمنا إسرائيل بأنها وراء هذا المخطط لتركيع أكبر دولة في المنطقة تقف في طريق أطماعها وتوسعها؟! أقمنا الدنيا ولم نقعدها لأن السد الذي أوشك علي الانتهاء منه في العام القادم يتضمن فتحتين فقط لتصريف المياه.. وقلنا إنهما لا يكفيان لهذا الغرض حتي تحصل مصر علي حصتها كاملة. وطالبنا بأن تكون الفتحات أربعة وليست اثنتين فقط.. ولكن السيف سبق العزل ولم يعد ممكناً إضافة فتحتين جديدتين!! إذن ما هي المشكلة في رأي الدكتور محمد بهي العيسوي؟ يقول عضو المجلس العلمي الاستشاري للرئاسة إن سوء إدارة الملف هو ما تسبب في تضخيم الأمور. كيف يا دكتور؟! قال إن هدف إثيوبيا من بناء السد هو توليد الكهرباء لا سيما أن لديها فائضاً في المياه كل عام يبلغ 650 مليار متر مكعب مهدرة.. والأزمة هنا في إدارة الملف. والجهل الذي تعامل به عدد من المسئولين في تضخيم الأمر. وإظهاره بأنه سيعرض مصر للعطش. وأن البلاد علي شفا حرب مع إثيوبيا. ثم قال: بل إن هؤلاء المسئولين حصروا الأمر في مطالبة إثيوبيا بوقف بناء السد علي الفور!! وكانت الأزمة التي افتعلها نظام محمد مرسي والتصريحات الهوجاء من بعض المسئولين في ذلك الوقت هما السبب.. وكان الأولي علي المفاوض المصري أن يبدأ في التفاوض مع الحكومة الإثيوبية علي طريقة ملء السد لحفظ حقوق مصر فحسب.. بحيث يتم الملء علي مدي ثماني سنوات وليس أربع سنوات علي سبيل المثال بحيث لا تتأثر حصة الفرد لكن كما ذكرت الجهل وسوء الإدارة هما السبب الرئيسي في الأزمة!! وهنا يجب أن نتوجه بسؤال إلي الدكتور محمد بهي العيسوي: مادام الأمر كذلك وأنت رجل مقرب من الرئاسة لماذا تركت الناس يتكلمون وكأننا مقبلون علي حقبة من العطش بعد بناء هذا السد؟! لماذا لم يصدر المجلس العلمي الاستشاري للرئاسة بياناً يطمئن المواطنين علي حصة مصر من مياه النيل. وأنه لن يضار أحد من بناء هنا السد؟! هل تقدمتم يا دكتور محمد بمذكرة للرئيس تحصرون فيها الخلاف مع إثيوبيا حول مدة ملء خزان السد بالمياه.. وأن التفاوض يجري علي هذا الأساس؟! لقد طالبنا مراراً وتكراراً بأن الوفد المفاوض في هذه المحادثات يجب أن يتضمن عدداً من الخبراء المختصين.. ولم نكن نعلم أن من بين مستشاري الرئاسة رجلاً متكلما يحاول أن يدخل الطمأنينة علي قلوبنا.. فلماذا تركتمونا نقع في "حيص بيص" كما يقول المثل الشعبي؟! هل يطمئن الشعب المصري علي مستقبله في مياه النيل طبقاً لكلامك؟! وما هي الخطة التي نصحتم بها المفاوض المصري لكي يتفق مع إثيوبيا علي ملء الخزان في 8 سنوات بدلاً من أربعة؟! وهل ستوافق أديس أبابا علي هذا الطلب أم لا؟! وما الحل إذا رفضت وأصرت علي ملء الخزان في 4 سنوات؟! وهل ستتعرض مصر في هذه الحالة إلي الموت عطشاً؟! هل هناك قانون ملزم لإثيوبيا بألا تتسبب في تعطيش الشعب المصري بحيث نلجأ إليه؟! إنكم تحصرون مشاكلنا نحن المصريين كما ذكرت في حديثك مع الموقع الإلكتروني ل "البوابة نيوز" في الزيادة السكانية والتعليم الذي طالبتم بإصلاحه.. فالجميع يتحدث عن إصلاح التعليم ولم نتفق حتي الآن علي الكيفية التي يتم بها ذلك.. ونرجو ألا نتحدث عن ذلك إلي ما لا نهاية دون الوصول إلي حل!!.