أربعة أمجاد أخذناها بالإيمان بقيامة السيد المسيح وسنأخذها بالعيان في الأبدية السعيدة وهذه الأمجاد هي: 1- مجد القداسة: فالكل قديسون. في حضرة القدوس وفي عالم القداسة الكاملة. لهذا رأي يوحنا الحبيب المفديين في ثياب بيض "رؤ 7:9" علامة الطهر والنقاوة فهيهات ان تطاول الخطيئة الأجساد النورانية والأرواح المكملة وسكان السماء! 2- مجد السعادة: إذ سيسمع كل مؤمن يصل إلي مشارف العالم الآخر كلمات الرب: "نعما أيها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا علي القليل. فأقيمك علي الكثير. ادخل إلي فرح سيدك" "مت 25:23" وهكذا نشترك جميعا في عشاء عرس الحمل "رؤ 19:7" مرنمين ومسبحين فادينا المحب. حينما يتحد الرب العريس بكنيسته العروس. 3- مجد الشركة: فنحن الآن في محفل أبرار مكملين إذا هناك نلتقي بالملائكة والقدسين وعلي الكل أم النور سيدة الطهر والنقاء وكل من ساروا علي دربها من القديسين هناك نلتقي بالآباء ابراهيم واسحق ويعقوب والأنبياء كبار والصغار والرسل تلاميذ الحمل والشهداء الذين سفكوا دماءهم علي اسم المسيح والقديسين الذين ادروا بالأرض ليمتلكوا السماء. 4- مجد الخلود: فالحياة هناك ليس لها نهاية.. انها الخروج من الزمن والدخول إلي الأبدية واللامحدود. هناك نتحد بالله في خلود مقيم تحقيقا لوعده الصادق والأمين: اني أنا حي فأنتم ستحيون "يوم 14:19" من آمن بي ولو مات فسيحيا "يو 25:11" من يأكد جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير "يو 6:54". فليعطنا الرب ان نقوم مع المسيح القائم منفذين وصية بولس الرسول "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح فأطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. اهتموا بما فوق لا بما علي الأرض. لأنكم قد متم وحياتكم مستترة مع المسيح في الله. متي أظهر المسيح حياتنا فحينئذ تظهرون أنتم ايضا معه في المجد "كو 3: 1-4" وهكذا تمتد فرحتنا بعيد القيامة المجيد من فرحة يوم بذاته إلي فرحة عمر شامل.. إلي فرحة أبدية سعيدة. فلنحتفل بقيامة الرب المجيدة ذاكرين تجسده العجيب وفدائه الباذل وقيامته المباركة ومجيئه الثاني ليأخذنا إليه. ألم يقل لنا "أنا أمضي لأعد لكم مكانا.. وان مضيت واعددت لكم مكانا آتي.. وأخذكم إلي حتي أكون أنا تكونون أنتم أيضا". وكل عام وأنتم بخير كيف تقوم الأجساد؟ بقلم: الأنبا سارافيم أسقف الإسماعيلية نحن نؤمن بالقيامة العامة في اليوم الأخير - قيامة الأجساد من الموت وهذه عقيدة واضحة في الكتاب المقدس "راجع 1 كو 15" وفي قانون الإيمان نقول: "ننتظر قيامة الأموت وحياة الدهر الآتي". وكان اليهود عامة يؤمنون بالقيامة غير ان الصدوقيين لم كونوا يؤمنون بالقيامة في ذلك اليوم جاء إليه صدوقيون الذين يقولون ليس قيامة "مت 22- 23" ولقد شرح لهم السيد المسيح هذا الأمر. وفي الكتاب المقدس آيات كثيرة جدا عن هذه العقيدة الهامة لعل أوضحها ما جاء في "1 كو 15" الذي يتحدث عن هذا الموضوع باستضافة. سؤال: كيف تقوم الأجساد؟ الاجابة قيامة الأجساد في اليوم الأخير تعد من أكبر المعجزات الالهية وهي تثبت قدرة الله غير المحدودة والتي لا يستطيع العقل البشري ان يدركها. أولا: القيامة هي قيامة للأجساد فقط وليس للأرواح لأن الأرواح لا تموت وهذه الحقيقة تنطبق علي جميع الناس الأبرار والأشرار معا. "يرجع التراب إلي الأرض كما كان وترجع الروح إلي الله الذي اعطاها" "جا 12-7" "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون ان يقتلوها" "مت 10- 28" مع ملاحظة ان اجساد الحيوانات ليست لها قيامة لأن أنفسها غير خالدة. ثانيا: الأجساد تقوم كلها في وقت واحد حدده الله وهو وحده يعرفه بالتدقيق. "تحيا أمواتك. تقوم الجثث" "إش 26- 19" "في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير فإنه سيبوق فيقام الأموات" "1كو 15-52" ولقد شهد السيد المسيح لذلك "فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صفوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلي قيامة الحياة والذين فعلوا السيئات إلي قيامة الدينونة" "يو 5-28". ثالثا: تتحد كل روح بجسدها. في الموت رجعت الروح إلي الله الذي أعطاها "جا 12- 7" وفي القيامة يأمر الله الأرواح ان تتحد مرة أخري بأجسادها كل روح بالجسد الذي كانت متحدة به اثناء حياتها علي الأرض. رابعا: الله يعطي أجسادنا في القيامة عند اتحادها بأرواحنا سمات جديدة أو صفات جديدة لم تكن تتحلي بها علي الأرض فما هي هذه السمات الجديدة؟ سمات جسد القيامة "1كو 15" لكن يقول قائل: كيف يقام الأموات وبأي جسد يأتون؟ "1كو 15- 35" 01 أجساد سماوية: ليس كل جسد جدا واحدا بل للناس جسد واحد وللبهائم جسد آخر وللسمك آخر وللطير آخر وأجسام سماوية وأجسام أرضية لكن مجد السماويات شيء ومجد الأرضيات آخر. 2- أجساد روحانية: "يزرع جسما حيوانيا ويقام جسما روحانيا. يوجد جسم حيواني ويوجد حسم روحاني. هكذا مكتوب ايضا صار آدم الإنسان الأول نفسا حية وادم الأخير روحا محييا لكن ليس الروحاني أولا بل الحيواني وبعد ذلكم الروحاني" "1كو 15-44- 46". 3- أجساد نورانية: "حينئذ يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم" "مت 13: 43" "الفاهمون يضيئون كضياء الجلد والذين ردوا كثيرين إلي البر كالكواكب إلي أبد الدهور "دا 12:3" 4- أجساد غير قابلة للفساد: "يزرع في فساد ويقام في عدم فساد "1كو 15- 42" فساد الجسد البشري بعد الموت راجع للخطية لذلك جسد المسيح في القبر لم يرد فسادا لسببين: 1- كونه بلا خطية. 2- اتحاده باللاهوت. جسد القيامة ليست فيه مادة خاضعة للفساد وايضا "يكتسي بالبر والروحانية والقداسة". 5- أجساد ممجدة: "يزرع في هوان ويقام في مجد" "1كو15- 43" أي لا يتعرض للهوان: لا من الخطية ولا من الشيطان ولا من الآخرين ولا من الضيقات أو الأمراض أو الاحتياج.. إنما يكون جسدا ممجدا. 6- اجساد قوية: "يزرع في ضعف ويقام في قوة" "1كو 15- 43" إذ لا يصيبها ضعف أو شيخوخة أو مرضي أو تعب أو اعاقة أو نقص فهي أجساد لا تكل ولا تنغس. 7- أجساد خالدة: "وهذا المائت لابد ان يلبس عدم موت" "1كو 15- 53" وهذه الصفة تنطبق علي الأبرار والأشرار معا "فيمضيء هؤلاء إلي عذاب أبدي والأبرار إلي حياة أبدية" "مت 25- 46". الجسد الإنساني سوف يقوم هو نفسه ويلبس الخلود إما ان يتنعم مع روحه في نعيم الأبرار أو يتعذب مع روحه في جهنم النار الأبدية وذلك من أجل العدل الالهي. ان الأجساد التي تعبت لأجله علي الأرض تكافأ في الأبدية والأجساد التي اخطأت علي الأرض تعاقب في الأبدية.
