تفاقمت أزمة انتشار الكلاب الضالة في المدن الجديدة التي تملك ظهيرا صحراويا مثل أكتوبر والقاهرة الجديدة والشيخ زايد وأصبح سكان هذه المناطق يعيشون في حالة رعب مستمرة بعد أن انتشرت الكلاب بشكل لم يسبق له مثيل وأصبحت تهاجم المواطنين والأطفال أثناء خروجهم من منازلهم أو سيرهم في الشوارع. وقد حذر الأطباء من فيروس "السعار" الذي يصيب المخ بالتشنجات منبهين علي ضرورة تعاطي المصل فور الاصابة بينما أكد المسئولون أن حملات مكافحة الكلاب الضالة مستمرة للقضاء عليها!! يقول فتحي عبدالحميد موظف من سكان التجمع الثالث بالقاهرة الجديدة انتشرت الكلاب الضالة بأعداد كبيرة وأصبحت تسير في أسراب وتهاجم الأطفال وتظل تنبح طوال الليل داخل الحدائق المحيطة بالعقارات مما حول حياتنا لجحيم أبلغنا جهاز المدينة كثيرا دون جدوي مشيرا الي أنها كلاب ضخمة الحجم أتت الي المدينة من جبال القطامية المجاورة لنا لتمنع السكان من الخروج من منازلهم ليلا. يتفق معه محمد حسين عامل قائلا أثناء عودتي من العمل ليلا أحمل عصي لأن الكلاب أصبحت تتحرك داخل شوارع المدينة في مجموعات وأحيانا كثيرة أجد أطفال بالشارع تبكي خائفة من السير لوجود كلب في أول الشارع فآخذهم معي حتي يصلوا لمنازلهم مضيفا ان الكلاب تختبيء أسفل السيارات وتخرج فجأة لتنبح علي المارة وتجري خلفهم. وتروي هند محمد موظفة تجربتها قائلة ابني عمره 6 سنوات توجه الاسبوع الماضي مع أخيه الأكبر الي المسجد لأداء صلاة الجمعة وكنت أرقبهما من الشرفة فوجئت بكلب كبير هجم علي ابني وجري خلفه ووسط صراخه وذعره كدت ألقي بنفسي من الطابق الرابع لأنقذه لولا تدخل أحد المصلين الذي حمل ابني وضرب الكلب الذي فر هاربا ومنذ ذلك اليوم وأولادي في حالة رعب مستمرة ويرفضون الخروج من باب المنزل بمفردهم. وفي الشيخ زايد يزداد الوضع سوءا حيث تشكو هناء ابراهيم موظفة من اختباء الكلاب داخل مداخل العقارات مؤكدة ان أعدادهم كبيرة وأحجامهم مخيفة تجري خلف الأطفال والكبار الذين يحملون الأطعمة والمأكولات وهذا يحدث بصفة يومية والمشكلة تفاقمت منذ 6 شهور بعد بناء مساكن جديدة في الصحراء المجاورة للحي السادس عشر لاحظنا هجوم عشرات بل مئات الكلاب التي كانت تستوطن الصحراء. يشاركها الرأي وائل أحمد موظف قائلا أسكن بالمدينة منذ 12 عاما وهذه المشكلة نعاني منها منذ سنوات ولكن في الآونة الأخيرة زاد عددهم بسبب عدم وجود أي طرق للمكافحة مما أدي الي تكاثرهم وانجاب أعداد كبيرة جدا من الكلاب الصغيرة التي تنذر بكارثة في السنوات القادمة مضيفا انه منذ اسبوعين هجم كلب علي طفل في اسكان المستقبل وأصابه اصابات بالغة وخطيرة. وتضيف فاطمة الزهراء عبدالجواد أنها أصبحت ظاهرة مرعبة في منطقة بدر الدين فهذا الحي علي أطراف المدينة والكلاب تظهر في تجمعات مخيفة في الصباح وأثناء الغروب مما يمثل خطرا شديدا علي الأطفال مطالبة المسئولين بسرعة التدخل وشن حملة للقضاء علي هذه الظاهرة رحمة بسكان المدينة من حوادث هجوم الكلاب المسعورة التي أصبحت متكررة. وتعاني أمل بحيري محاسبة من ازدياد أعدادهم خاصة في المجاورات التي لا يوجد بها عدد كبير من المارة قائلة تعرضت جارتي لهجوم أحد الكلاب أثناء سيرها في الشارع وسحلها علي الأرض وعقرها من ساقها وظلت أسبوعين بالمنزل تتلقي العلاج ولا تستطيع الخروج. وتضيف ثناء أبو المعاطي ربة منزل علي الرغم من أن الحي الأول ليس مثل باقي الأحياء القريبة من المنطقة الجبلية الا انه لم يسلم من تسلل الكلاب الضالة التي تجري خلف الأطفال ليلا وتهددهم وتهاجم المصلين أثناء نزولهم لصلاة الفجر والخطر الأكبر علي أطفال المدارس في الصباح الباكر مطالبة بوجود حل قبل شهر رمضان حتي لا تمنع المصلين من التوجه للمساجد. وفي أحياء مدينة السادس من أكتوبر تواصل الكلاب الضالة تهديداتها للسكان وازعاجها المستمر هذا ما أكده أحمد سعيد محاسب قائلا: قدمنا مئات الشكاوي لجهاز المدينة بسبب انتشار الكلاب الضالة وما تشكله من مخاطر حيث تهاجم الأطفال والنساء بشكل مستمر ولكن دون جدوي مما اضطر البعض الي رفع شكواهم لأعضاء مجلس النواب للتدخل ووضع حد لهذه المأساة. يشاركه الرأي حاتم محمد مدرس مؤكدا ضرورة ان يكون للدولة دور حاسم وقوي في مواجهة هذه الظاهرة فالطرق التي تتخذها الدولة تحت ضغط جمعيات حقوق الحيوان مثل تعقيم الكلاب أو توفير أماكن لهم في مديريات الطب البيطري لعلاجهم من السعار طرق غير فعالة ولا تتناسب مع الأعداد الكبيرة كما انها تتم علي نطاق ضيق لعدم توافر الامكانيات المادية خاصة اننا دولة نامية والمبالغ التي يتم بها شراء الأمصال سنويا تستنزف جزءا كبيرا من ميزانية وزارة الصحة أولي بها توفير أسرة للمرضي في وحدات الرعاية المركزة لانقاذ حياتهم من الموت. دكتور محمد الجارحي رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية الأسبق ان عقر كلب مصاب بالسعار لانسان عواقبه وخيمة حيث ينقل له فيروس ليس له علاج يصيب المخ ويسبب حالة عصبية وتشنجات مستمرة حتي الموت كما ان فترة حضانة المرض طويلة ممكن أن تمتد من أسابيع لسنوات بمعني أن يكون الشخص حامل للفيروس وتظهر أعراضه بعد فترة طويلة منبهاً الي ضرورة اجراء اسعافات أولية للشخص المصاب بغسل مكان الجرح جيدا بالماء والصابون والمطهر وربطه بشاش حتي لا ينتقل الفيروس والتوجه لأقرب مستشفي لتلقي العلاج وتعاطي 3 حقن من مصل السعار مطالبا الطب البيطري والمحليات والمواطنين بالتكاتف للتخلص من مشكلة الكلاب الضالة حيث ان هناك بعض المشروعات موجودة علي نطاق ضعيف مثل عمليات "التعقيم الصناعي" للكلاب لا تستطيع مواجهة هذه الظاهرة فضلا عن ضرورة زيادة الوعي الصحي لدي المواطنين والتخلص من القمامة والمخلفات التي تساعد علي انتشار الكلاب. يشير مهندس جمال طلعت رئيس جهاز مدينة الشيخ زايد ان مكافحة الكلاب الضالة مسئولية مشتركة بين الجهاز وادارة الطب البيطري التي توفر السموم والطعوم المطلوبة بميزانية من مجلس أمناء المدينة طبقا للمطلوب ولسد الاحتياجات لفترة زمنية مناسبة حيث تقوم ثلاث حملات أسبوعية من العاملين بإدارة البيئة بالجهاز وطبيب شئون الطب البيطري يعملون بالمناطق طبقا لشكاوي المواطنين والبلاغات المقدمة من رؤساء الأحياء مؤكدا ان الحملات تقاوم من ناحية ومن ناحية أخري هناك تربية للكلاب الصغيرة بكثافة من الخفراء المتواجدين القادمين من محافظات أخري لحماية المنازل تحت الانشاء ويتم التنبيه عليهم ولكنهم لا يستوعبون خطورة الأمر ويخبئون الكلاب أثناء مرور اللجان داخل العشش والمنازل ويطلقونها بعد ذلك ومنها ما ينتشر داخل المدينة مشيرا الي أنه علي المواطن ابلاغ جهاز المدينة مباشرة بمكتب خدمة المواطنين في حالة أي شكوي أو ابلاغ رئيس القطاع "الحي" الذي يتبعه ليتم التعامل مع الشكوي علي الفور.