أجمع خبراء الاعلام علي ان المنظومة الاعلامية أصابها خلل وتخبط وعدم تحري المصداقية فضلا عن قيام بعض الاعلاميين والمنتجين لقنوات فضائية معادية لمصر ببث الفتن واثارة المشاكل لتنفيذ مؤامرات خارجية وداخلية للاضرار بمصالح الدولة مطالبين بضرورة احترام ميثاق الشرف الاعلامي واحترام عقول المشاهدين. الاعلامي حمدي الكنيسي رئيس الاذاعة الأسبق ان ما حدث يثبت ان جماعة الاخوان المسلمين فقدوا تماما صلتهم وسيطرتهم السابقة علي الشارع والتي كانوا يتآمرون بها.. وعلي الرغم من وجود مواقع للتواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام الخاصة بهم وانضم اليهم بعض المشتاقين الي المناصب والمكاسب لركوب الموجة والذين دعوا الي التظاهر.. الا ان تلك الدعوات باءت بالفشل الذريع وكان هدفهم واضحاً لاحباط النتائج الرائعة لزيارة الملك سلمان في محاولة منهم لضرب استقرار الدولة مما قد يؤدي الي انهيار كيان الدولة كلها.. وللأسف هناك بعض وسائل الاعلام واصلت تخبطها وانزلقت في ترويد الأخبار والتصريحات العدائية ضد الدولة.. ومن هنا يجب الاسراع بالمنظومة الاعلامية الجديدة والتي نص عليها دستور .2014 ومن المؤكد ان رأس الحربة في هذه المنظومة ستكون نقابة الاعلاميين والتي تملك حق اصدار ميثاق الشرف الاعلامي والمراجعة والمتابعة ضد كل من يبحثون عن الاثارة وهو ما يعد أمرا مؤسفا وغير لائق خاصة في تلك المرحلة الصعبة التي تعيشها مصر وسط المؤامرات الداخلية والخارجية والتي يستغلها أعداؤنا بطريقة منظمة.. لذلك يجب الاسراع فورا بتقديم مشروع نقابة الاعلاميين الي مجلس النواب وانطلاقا من دورهم للشعب باختصار الزمن واصدار قانون للنقابة. وتضيف الدكتورة ليلي عبدالمجيد عميد كلية الاعلام الأسبق ان هناك قنوات تناولت أحداث يوم الجمعة الماضية بتغطية اعلامية مبالغ فيها أكثر مما ينبغي.. وذلك نظرا لحالة الفوضي التي تمر بها مصر فقد خرج بعض المتظاهرين ووقفوا أمام نقابة الصحفيين فهناك من احترم حرية التعبير عن الرأي والآخر تجاوز كل معالم الحرية ولكن رأينا بعض الاعلاميين يثيرون الفتن ويعطون للموضوع أكبر من حجمه وتصويره علي غير حقيقته وتلك الواقعة ليست الأولي في تناول الموضوعات الهامة اعلاميا ولكن تكررت العديد من السيناريوهات قبل ذلك للقضايا التي تمس مصر بصورة سيئة للغاية.. خاصة في تلك الظروف الصعبة والحساسة التي تمر بها البلاد فالوقت الحالي يحتاج الي تضافر جهود الشعب للبناء والتعمير.. أما القضايا الهامة والسياسية فهناك مجلس للنواب يتم عرضها عليه للدراسة وأخذ الرأي. وتشير الدكتورة غادة شكري.. المدرب بأكاديمية الأخبار إلي ان المنظومة الاعلامية في مصر انقسمت الي نوعي. فالنوع الأول يتمثل في الاعلام الحكومي بمختلف أشكاله سواء الجرائد القومية أو تليفزيون الدولة. والنصف الآخر من المنظومة الاعلامية يتمثل في القنوات الفضائية والجرائد الخاصة يملكها رجال أعمال والذين يسعون في المقام الأول لتحقيق مكاسب مادية وشخصية من خلالها ضاربين بمصلحة الوطن عرض الحائط وعن طريق خريطة برامج تلك القنوات يقومون ببث الفتن واثارة الرأي العام ضد الحكومة. ومن هنا تكمن الخطورة الكبري فالمتلقي للمادة الاعلامية سواء قارئاً أو مستمعاً أو مشاهداً علي حسب نوعية تعليمة يكون استقباله للمعلومة ومدي تأثيرهاعليه فمنهم من يستمد ثقافته من خلال كتابات بعض القراء والمذيعين وينتظرونهم بشغف حتي لو قاموا ببث اشاعات وترويج أكاذيب ستلاقي مصداقية عند المشاهد والذي يري في هذا الشخص مثلا وقدوة.. الي جانب وسائل ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تجذب كافة الفئات العمرية والشهادات المختلفة ولها تأثير قوي وفاعلية فالجميع يتسابق في نشر الأخبار سواء الصادقة أو الكاذبة من خلالها الا انها رغم خطورتها وعدم وجود رقابة عليها تعد المنفذ الوحيد لهؤلاء الشباب للتعبير عن آرائهم دون قيد أو خوف وعدم وجود وسيلة اعلامية تعبر عنهم وتتيح لهم الفرصة لعرض وجهات نظرهم. موضحة ان مصر من أوائل الدول العربية أدخلت التليفزيون ودور العرض السينمائي وظلت لسنوات كثيرة رائدة في تقديم البرامج المختلفة واعلاميين علي قدر كبير من الثقافة الا انه للأسف الشديد لم يبق هذا الوضع كثيرا وتراجع الأداء بشكل ملحوظ مما جعل بعض الدول العربية تتصدر المشهد من خلال قنوات فضائية سواء في الاعلام القطري أو الاماراتي. مطالبة الاعلاميين باحترام ميثاق الشرف الاعلامي وتحري المصداقية قبل نشر الخبر من خلال مصادر موثوق فيها خاصة في تلك الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد بعد ثورتين متتاليتين فالاعلام يلعب الدور الأكبر والهام في المراحل الانتقالية للشعوب وعليه دور خطير في بث الطمأنينة في نفوس المواطنين. بالاضافة الي ضرورة فتح قنوات اتصال من خلال عقد الندوات الثقافية ووسائل الاعلام المختلفة كتخصيص صحيفة مستقلة تعبر عن رأي الشارع أو برامج اذاعية تتناول جميع القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية.