تحمي الشفافية المجتمع من أي بوادر للخلاف والانقسام خاصة إذا كانت فيما يتعلق بأرض مصر وترابها الغالي. والمعروف عن المصريين أنهم يحبون وطنهم ولا يمكنهم التفريط في أي حبة رمل من رماله. ولكن جاء قرار اعادة جزيرتي "تيران وصنافير" إلي المملكة العربية السعودية أثناء زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخية لمصر. بمثابة الشرارة التي أصابت عقول المصريين فانقسموا بين مؤيد لعودتها للسعودية بمبدأ رد الحق وأداء الأمانة إلي أهلها. بينما عارض البعض الآخر الاتفاقية باعتبار أنهما مصريتان ويجب أن يظلا ملكنا. ولكن حسم الخلاف كان لأساتذة التاريخ والجغرافيا والسياسيين ولجان التقسيمات الدولية للحدود والوثائق التاريخية وسائل الإعلام أكدوا ملكية السعودية للجزيرتين اللتين طلب الملك عبدالعزيز آل سعود من الرذيس الراحل جمال عبدالناصر في الخمسينيات حمايتهما لأنها لم تكن تملك قوة بحرية تحمي بها حدودها ثم احتلتهما اسرائيل اثناء العدوان الثلاثي عام 1956 وفي يونيو 1967 عادا لمصر ضمن اتفاقية كاميد ديفيد وتحميهما قوة عسكرية مصرية وقوات دولية. ومنذ ست سنوات بدأت لجنة ترسيم الحدود عملها فانتهت إلي حقيقة ملكية السعودية لهما. فكانت الاتفاقية لاعادتهما للمملكة أثناء زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز التاريخية لمصر. لقد تناول التليفزيون هذه القضية في عدة برامج. منها برنامج "أنا مصر" الذي أذيع مساء الاثنين الماضي علي القناة الأولي وقدمه المذيع شريف فؤاد واستضاف فيه علي الهواء الأستاذين الجامعيين عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث. والدكتور محمود توفيق أستاذ الجغرافيا السياسية اللذين تحدثا عن تاريخ وعلاقة مصر بهاتين الجزيرتين مما قطع الشك باليقين في حسن تصرف الرئيس السيسي في اعادتهما للسعودية لتبدأ بناء الجسر الذي سيربط بين الدولتين ويقارب بين الشعبين. ويخلق التكامل العربي الاقتصادي الذي طالما حلمنا به لكونه سيصبح ممرا تجاريا يربط البلاد العربية 22 دولة لتعم الفائدة عليهم تجاريا وسياحيا وثقافيا ونقضي به علي حلم أعدائنا في رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط. وأعود إلي أحاديث أخري أثبتت ملكية السعودية للجزيرتين منها الحديث الهاتفي لوزير الخارجية "سامح شكري" لبرنامج "القاهرة اليوم" الذي أكد فيه علي تولي مصر حماية الجزيرتين منذ عام 1950 كما نفي تنازل مصر عنهما كمايتردد مقابل الحصول علي أموال من المملكة. وأشار إلي القرار الجمهوري الذي صدر عام 1990 ونشر في الجريدة الرسمية يحدد نقاط حدود مصر البحرية والذي لم يتضمن "تيران وصنافير" كجزر مصرية وأضاف أن وثيقة الدكتور عصمت عبدالمجيد وزير الخارجية عام 1990 التي أرسلها لرئيس الوزراء عاطف صدقي تؤكد ذلك أيضا كما ان مقال الدكتور محمد البرادعي الذي نشرته محطة "سي. إن. إن" الأمريكية يؤكد فيه ملكية السعودية للجزيرتين. وأيضا بيانات مجلس الوزراء عن موقع الجزيرتين ولمن كانت ملكيتهما ووضعهما تحت الحماية قبل ثورة 1952. لكل هذه الاثباتات فلنتوقف عن تخوين الرئيس السيسي والادعاد بأنه قد باع الجزيرتين المصريتين لأنه أطاح أثناء توليه وزارة الدفاع بمشروع الاخوان لبيع سيناء للفلسطينيين. وقضي علي المؤامرة العالمية ضد تقسيم مصر بمساندة المصريين له في ثورة 30 يونيه 2013. فكيف بعد ان استجاب لارادة الشعب وأصبح رئيسا يبيع أرض مصر؟ ان اتفاقية ترسيم الحدود المصرية ستعرض علي مجلس النواب لاقرارها أو رفضها وحتي يتم ذلك علينا ان نحكم عقولنا ولا ننقسم. ودعونا من مواقع التواصل الاجتماعي التي يفتي فيها البعض لأغراض دفينة في النفوس أو لصالح جهات معادية لمصر ولنظل موحدين للدفاع عن بلدنا أمام المؤامرات العالمية لتقسيمها.