يوجد في مصر 102 حزب سياسي ظهر اغلبها بعد ثورة يناير 2011 حيث لم يكن عدد الاحزاب في عهد حسني مبارك الا 23 حزبا ابرزهم الحزب الوطني الحاكم والذي تم حله بعد الثورة واسقاط النظام. والوفد والتجمع والعربي الناصري والاحرار. وكانت توصف باقي الاحزاب بانها كرتونية او مصنوعة داخل الاجهزة الامنية. لكن بعد ثورة يناير ومع اقرار تأسيس الاحزاب بالاخطار وصلت الي 102 حزب. خاض 50 حزبا فقط منها الانتخابات البرلمانية. ولم ينجح سوي 20 حزباً في اقتناص ممثلين لهم في البرلمان اكبرها المصريين الاحرار ب 65 مقعدا ثم مستقبل وطن 51 مقعدا. والوفد 43 مقعدا. ولم يحصل حزب النور السلفي ممثل تيار الاسلام السياسي الا علي 11 مقعدا في اضعف مشاركة لهذا التيار خاصة بعد ابعاد جماعة الاخوان منذ ثورة 30 يونيو وصدور احكام قضائية بانها جماعة ارهابية. وصولا لمقعد واحد لكل من احزاب التجمع و¢الاصلاح والتنمية¢ والصرح والحراس الثورة. باجمالي 239 مقعدا حزبيا من بين 598 مقعدا داخل مجلس النواب. ليفتح الباب واسعا عن مستقبل الحياة الحزبية في مصر. حصلت ¢الجمهورية¢ علي تقرير سري لإحدي الجهات السيادية ينتهي الي ضرورة التخلص من هذا الكم الهائل من الاحزاب. والابقاء علي عدد محدود منها لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة لتعبر عن المدارس السياسية الرئيسية. واكد التقرير ان الدولة المصرية ليست في حاجة الي هذا العدد الهائل من الاحزاب الكرتونية. والوهمية والتي اصبحت وسيلة للشو الاعلامي والابتزاز السياسي. وانه يجب ان تتحرك الدولة في سبيل وضع استراتيجيات وخطط لانتهاء تلك السيولة الحزبية والتخلص من سماسرة السياسة الذين حصلوا علي توكيلات رسمية من الدولة دون وجه حق وبلا تأثير حقيقي مفيد للوطن او المواطن. التقرير اوصي بان هناك 5 احزاب قابلة للاستمرار. كما ان النظام يحتاج لوجود بعضها في المشهد السياسي. اول الاحزاب هو حزب الوفد العريق الذي اسسه سعد باشا زغلول ورفاقه في اثناء ثورة 1919. والذي تحول الي بيت للامة المصرية باكملها. ورغم وجود مشاكل عديدة في الحزب حاليا. الا ان ميراثه التاريخي واحتلاله المرتبة الثالثة في البرلمان وقبوله الشعبي يجعله رقما لا يمكن الاستغناء عنه. بل يري التقرير انه يمكن ان يكون الحزب الحاكم مستقبلا. وثاني تلك الاحزاب هو التجمع باعتباره يمثل الصورة الكلاسيكية لليسار المصري. رغم تعدد الاحزاب اليسارية ومشاكل التجمع الا انه يظل الصورة الاكثر رسوخا لليسار في الوجدان المصري. واوصي التقرير بالتعامل مع حزب المصريين الاحرار كواقع لما يمتلكه الحزب من رصيد شعبي ¢65 نائبا¢. ورصيد مالي يقوده مؤسس الحزب رجل الاعمال نجيب ساويرس والذي نجح في الاستحواذ علي ثقة الاقباط باعتباره معبرا عنهم في الحياة السياسية. علاوة علي ¢النور السلفي¢ كممثل لا غني عنه لتيار الاسلام السياسي الذي ابعد عن المشهد بعد ثورة 30 يونيو 2013 لتعمد عدد كبير من احزابه وجماعاته علي انتهاج العنف ضد الدولة. ورغم اخطاء حزب مستقبل وطن الا انه يظل رقما مهما في الحياة السياسية المصرية. وتم التوصية بالابقاء علية عملا بمنطق ان الدولة لا تأكل اولادها خاصة انه يمتلك قياداته علاقات وثيقة مع النظام. لتبقي من عنقود الاحزاب. انتظاراً لميلاد حزب معارض علي أسس وطنية. وهو الخيار الاخير امام من يبحثون عن العمل السياسي في مصر.