إنجيل هذا الأحد من "يوحنا 4: 1-24" وهو ¢أحد السامرية¢ حيث السيد المسيح يلتقي فيه المرأةَ السامرية فيقودها شيئًا فشيئًا إلي التوبة» لتصبح أول مبشرة بالسيد المسيح في العالم. وفي قصة السامرية نلاحظ: * محبة الله التي تسعي لاجتذاب النفس الإنسانية المعتادة علي الخطيئة حتي أصبحت جزءًا منها. ولا تفكر في العودة إلي حِضن ¢الآب¢. إننا في الأحد الماضي. قد رأينا الابن الضال وهو يفكر ويقرر العودة إلي حياته الأولي. ليجد الآب في انتظاره. إلا أننا نجد اليوم نموذجًا مختلفًا. إذ نلتقي نفسًا لا تعرِف الله. وقد عاشت حياتها بعيدًا عنه. فتتقدم محبة الله لتجتذب تلك النفس من ظلمتها» يقول الكتاب: "وكان لا بد له أن يجتاز السامرة" نعم كان لا بد للسيد المسيح إذ توجد نفس تحتاج إليه ومفتقرة إلي التوبة أن يسعي هو لها من أجل خلاصها. * أن الله "يريد أن الجميع يَخلُصون. وإلي معرفة الحق يقبلون" "1تي 3:2-4" فيحب كل نفس بشرية ويُسَرّ بتوبتها وعودتها. مهما ازدادت خطيئتها جدًّا! إذ رحمته أوسع ومحبته أكبر. يقول المرنم داود: "لأن رحمتك قد عظُمت فوق السماوات. وإلي الغَمام حقك" "مز 801: 4" وهكذا. ينادي الله كل نفس: "هلم نتحاجَجْ يقول الرب. إن كانت خطاياكم كالقِرمز تبْيَضّ كالثلج. إن كانت حمراء كالدُّودِيّ تَصير كالصوف" "إش 1: 81" * ان مرة ثانية. نجد محبة الله تحترم حرية الإنسان: فكما احترمت محبة الأب ابنه ورغبته في تركه. وظل منتظرًا عودته برغبته. هكذا لم تجبر محبة الله المرأة السامرية الخاطئة علي التوبة» فنجد أن السيد المسيح يقتادها إلي التوبة في حواره معها. لتترك في نهايته جَرَّتها وتُسارع بأن تبشر أهل السامرة أنها قد وجدت ¢المَسِيا¢ المخلِّص! * الله يري كل نفس ويُدرِك أعماقها» وفيما هو يفعل ذلك. هو أيضًا يري ما فيها من إيجابيات ويمتدحها لكي ما يقتادها إلي التوبة الحقيقية الصادقة» ففي حوار السيد المسيح مع السامرية. امتدح صدقها: ¢هذا قلتِ بالصدق¢. وهكذا اقتادها إلي التوبة. لا تقلق. فمحبة الله للبشر عظيمة. وهو يبحث عن تلك النقاط المضيئة في حياتك ليقتادك في طريق الأبدية» فإن قصبة مرضوضة لا يَقصِف وفتيلة خامدة لا يُطفيء.