مرة أخري أكتب عن قناة ¢النيل للأخبار¢.. التي أحسبها واحدة من أهم جبهات القتال في معركة الأمن القومي المصري.. خط دفاع أساسي في مواجهة الحرب الإعلامية المفتوحة علي مصر من جبهات شتي.. بالتالي لابد أن يكون مستوي الأداء في هذه ¢الجبهة¢. أعلي من مستوي الأداء في الجبهات المضادة.. وإلا سوف نخسر المعركة..!! - ما دفعني للكتابة هذه المرة.. هو عدم تقدير القائمين علي إدارة القناة لخطورة الدور المنوط بها.. وأنها ¢جبهة قتال¢.. وليست ¢نادياً إجتماعياً¢.. نستضيف فيه الأحبة والأصدقاء.. !! - ما دفعني للكتابة.. أنه مازال لدي ¢أمل¢ في إمكانية التطوير.. لاسيما أن قناة ¢النيل للأخبار¢ بها كفاءات علي أعلي مستوي من المذيعين والمعدين والمخرجين والفنيين.. كل ما ينقصها هو كيفية توظيف هذه الكفاءات التوظيف الصحيح للحصول علي آداء متميز.. - ألف باء ¢التوظيف الصحيح¢ في إدارة أي مؤسسة.. هو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب.. هذا يتطلب الحرص علي أن يتخصص كل شخص في مجال معين. ويتعمق فيه. من أجل تقديم أفضل أداء ممكن.. - في القنوات العالمية نجد المذيع يقدم نوعية واحدة من البرامج.. إما برامج سياسية. أو إقتصادية. أو ثقافية. أو فنية. أو رياضية.. لذلك يصبح المذيع خبيرا في مجال تخصصه.. ملما بكل التفاصيل والأحداث.. قادرا علي إدارة حوار قوي مع ضيوفه.. - حتي البرامج الخاصة بقراءة الصحف.. لها مذيعون متخصصون في تقديم الفقرات الخاصة بقراءة الصحف فقط.. علي سبيل المثال: محمد رمال. وهيثم أبوصالح. ورانيا حلبي في قناة ¢الجزيرة¢ لا يقدمون إلا قراءة الصحف فقط.. وهكذا في الكثير من القنوات.. - لكن في قناة ¢النيل للأخبار¢.. نجد المذيع يقدم الفقرة الإقتصادية.. ثم ينتقل الي الجانب الآخر من الأستوديو لتقديم الفقرة الرياضية في نفس النشرة!.. وأي مذيع ممكن يقدم فقرة قراءة الصحف في برنامج ¢هذا الصباح¢.. فتكون النتيجة الوقوع في أخطاء كارثية. أقل ما يمكن أن توصف به كلمة ¢عيب¢.. الأمثلة علي ذلك كثيرة جدا.. ولولا ضيق مساحة المقال لذكرتها كلها بالإسم واليوم والساعة.. لكن يمكن الرجوع الي موقع القناة علي شبكة ¢الإنترنت¢ لإكتشاف هذه الأخطاء المعيبة..!! *** - لدي من الملاحظات ما يملأ عدة صفحات في الجريدة.. لذلك سأختصر.. وسأبدأ بالشعار الذي إتخذته قناة ¢النيل للأخبار¢ لنفسها.. وتضعه علي الشاشة في اليوم الواحد أكثر من 20 مرة مع موسيقي عالية ¢ترلم ترلم¢.. وهو ¢الأقرب إليك¢.. - هذا الشعار لايصلح أبدا لقناة إخبارية.. إنما يصلح لمطعم يقدم الوجبات السريعة.. مطعم لديه خدمة توصيل الطلبات للزبائن ¢ديلفري¢.. لذلك يقول لزبائنه نحن ¢الأقرب إليك¢.. لكن القناة الإخبارية يجب أن تكون الأقرب الي الحدث.. وليس الأقرب الي المشاهد..!! - الملاحظة الثانية: تتعلق ب ¢البروموهات¢ التي أنتجتها القناة مؤخرا. وتذيعها بين البرامج.. مجموعة من المذيعات والمذيعين المحترمين يشتركون في تقديم دعاية لبرامج القناة.. المشكلة أن ظهور كل منهم علي الشاشة لا يستغرق سوي جزء فقط من الثانية.. ثم تتحول عنه الكاميرا بسرعة. فلا نكاد نميز المذيع من المذيعة.. أنا لا أعرف من الذي أخرج هذه ¢البروموهات¢. لكني أقول له إن طريقة الإخراج هذه. قد تصلح لإخراج أغاني المطربات المليئة بالرقص والحركات السريعة.. لكن إخراج ¢البروموهات¢ شئ مختلف.. لماذا ؟.. لأن ¢البرومو¢ يحمل رسالة للمشاهد.. البرومو يجب أن يؤسس لنشوء علاقة تربط المشاهد بالمذيع أو المذيعة.. لذلك لابد من إعطاء فرصة لعين المشاهد لإستقبال الرسالة.. - إن نجاح أي قناة تليفزيونية الآن. أصبح يعتمد في جانب منه علي صناعة المذيع النجم.. بالضبط مثل الأفلام السينمائية: لابد من وجود نجم كبير يجذب المشاهدين لكي ينجح الفيلم.. - صناعة المذيع أو المذيعة النجمة.. تحتاج الي وجود عقلية إعلامية كبيرة تخطط وتتابع وتدرك أن المذيع النجم أقوي تأثيرا في المشاهدين. وأكثر قدرة علي نقل الرسالة الإعلامية.. إذن لابد من وجوده.. - الدليل علي ذلك أن القنوات التليفزيونية الكبري.. بدأت مؤخرا في إنتاج ¢برومو¢ خاص لكل مذيع.. يتحدث فيه للمشاهدين عن نفسه.. وعن مشواره الإعلامي. وأهم الأعمال التي قدمها.. بل وصل الأمر الي أن هذه القنوات أنتجت أفلاما تسجيلية عن حياة بعض المذيعات.. تتحدث فيها المذيعة عن نفسها. وأهم المحطات التي مرت بها في حياتها حتي وصلت الي شاشة التليفزيون.. ثم تدخل الكاميرا بيت المذيعة.. لتقدم لنا زوجها وأولادها.. فنري جانبا آخر من شخصية المذيعة.. الزوجة والأم التي تعتني بزوجها وأولادها.. وتطوف الكاميرا في أرجاء البيت.. بين غرف المعيشة والطعام والمطبخ.. هكذا حتي يتعلق المشاهد بهذه المذيعة ويتمني أن يراها. فينتظر موعد ظهورها علي الشاشة.. - بعض القنوات سلكت طريقا آخر لصناعة المذيع النجم كقناة العربية مثلا التي جعلت المذيع أو المذيعة يظهر كل يوم علي الشاشة في موعد ثابت لايتغير.. فينتظره المشاهدون.. *** - الملاحظة الثالثة تتعلق بضيوف البرامج في قناة ¢النيل للأخبار¢.. قليل منهم المتميز الذي يمتلك المعلومة الصحيحة ويقدمها بلغة رصينة ومهذبة.. لكن بعض الضيوف لسانه ¢فالت¢.. يتحدث وكأننا جالسون علي مقهي نحتسي ¢البيرة¢.. مثل هذا الضيف يجب إنهاء الحوار معه فورا وعدم استضافته علي شاشة القناة مرة أخري.. أما أن يصبح هو الضيف المفضل لدي القناة في البرامج ونشرات الأخبار.. فتلك مصيبة كبري..! - المثال علي ذلك هو ¢ب . ا¢ عضو الإئتلاف الوطني السوري.. ضيف برنامج ¢المشهد¢ يوم الأحد الموافق 20/9/2015 الذي كانت تقدمه المذيعة ¢مي صالح¢.. كان موضوع الحلقة ¢الأزمة السورية والدور الروسي¢.. أخذ الضيف يحكي قصة اللقاء بين مدير أمن ¢درعا¢ وأولياء أمور 12 شابا سوريا تم إلقاء القبض عليهم في ¢درعا¢ بداية الثورة السورية وتعذيبهم. لأنهم كتبوا علي الجدران ¢الشعب يريد إسقاط النظام¢.. ذهب أولياء الأمور الي مدير الأمن يطلبون الإفراج عن أولادهم مقابل التوقيع علي إقرارات بعدم تكرار ذلك.. فإذا بالضيف يقول بالحرف الواحد أن مدير الأمن قال لأولياء الأمور: ¢ إبعتوا لنا نسوانكم بنحبلهم ونرجعهم لكم. أو تنسوا ولادكم¢.. !! - كان يجب علي المذيعة ¢مي صالح¢ قطع الحوار مع الضيف في هذه اللحظة.. وتلفت نظره الي أن مثل هذه الألفاظ لا يسمح بها أبدا علي شاشة ¢النيل للأخبار¢. لأنها تتنافي مع المبادئ والقيم التي تحرص القناة علي الإلتزام بها في الحوار علي الشاشة.. ثم تقدم بعد ذلك الإعتذار للمشاهدين.. لكن ¢مي صالح¢ ارتبكت.. ربما لأنها فوجئت. وهي الآنسة الرقيقة المهذبة جدا. خريجة كلية الإقتصاد والعلوم السياسية التي تستعد حاليا لنيل درجة الدكتوراة.. فاللغة غريبة عليها.. وهي خجولة جدا.. لكن هذا الخجل ما كان ينبغي أبدا أن يمنعها من قطع الحوار مع الضيف.. - نفس الرجل كان ضيفا في نشرة أخبار الثامنة مساء السبت 6/2/2016.. كانت تقرأ النشرة المذيعة ¢ريهام الديب¢.. التي تتميز بالهدوء الشديد والأدب الجم والذكاء الحاد.. سألته عما إذا كانت المعارضة السورية قد أعدت أوراق ضغط جديدة علي المجتمع الدولي بعد تأجيل محادثات جنيف 3.. فأخذ يجيب علي السؤال حتي قال بالحرف الواحد: ¢اللعبة الوسخة اللي يلعبها ديمستورا¢.. هنا أنهت ¢ريهام الديب¢ الحوار معه بصورة قاطعة تبين رفضها لهذه اللغة المتدنية.. التحية واجبة للمذيعة ¢ريهام الديب¢.. - الغريب أن نفس الرجل دائم الظهور علي شاشة ¢النيل للأخبار¢.. الأسبوع الماضي فقط سمعته عدة مرات..! *** - نوع آخر من الضيوف.. سأشير اليه في عجالة.. الضيف الذي استضافته القناة في برنامج ¢المشهد¢ يوم السبت 2/1/2016 للحديث عن تسلم مصر مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن.. كانت المذيعة ¢إيمان منصور¢ تخاطبه ب ¢سيادة السفير¢.. وكان مكتوبا علي شريط الشاشة تحت اسمه ¢مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة سابقا¢.. هذا الرجل ليس سفيرا.. ولم يكن مندوبا لمصر في الأممالمتحدة في أي يوم من الأيام.. وليس له أي علاقة بوزارة الخارجية من قريب أو من بعيد.. هو كان موظفا بدرجة ¢وزير مفوض¢ في هيئة الإستعلامات فقط لاغير.. الغريب أنه كثير الظهور في برامج القناة.. ويقدمونه بصفته مساعد وزير الخارجية سابقا.. - ملاحظات أخري في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالي..