في موقف هو الأكثر حرجا للحياة الثقافية المصرية طوال مسيرتها الحديثة. ووسط هجمة ضارية تنهش في الهوامش القليلة لحرية الفكر والإبداع بدأت بحبس ثلاثة كتاب ولن تنتهي إلا بالعودة لعصر الظلام. يغيب اتحاد كتاب مصر عن المشهد بفعل الصراعات الصغيرة والمعارك الكلامية التي تهدد بانهياره بالكامل. البداية كانت أملا في عهد جديد يدشنه المثقف الجاد والمحترم الشاعر الدكتور علاء عبد الهادي عضو لجنة تعديل الدستور. لاستكمال ما قدمه الكاتب الكبير محمد سلماوي من جهد طوال سنوات عشر هي الأبرز في مسيرة اتحاد الكتاب الذي عاني طويلا من النسيان. ثم أضاء كل أنواره بالندوات الثقافية الجادة والخدمات "المعقولة" لأعضائه. واستعاد أمانة اتحاد الكتاب العرب للقاهرة بعد سنوات من الغياب وبدا أنه علي مقربة من انجاز حلم العمر ليتحول لنقابة حقيقية ترعي الأدباء والمثقفين وتحافظ علي حقوقهم.. ولكن كل هذا تبخر فجأة. أين المشكلة ؟.. أتحداك أن تضع يدك علي معلومات حقيقية تدين أحدا وتنصف الآخر. فقد اشتعل الأمر فجأة بمعارك كلامية لها خلفيات تبدو سياسية. ولكن الحقيقة الوحيدة أن كل عضو من بين الأعضاء الثلاثين لمجلس إدارة اتحاد الكتاب اكتشف فجأة أنه علي مشارف جمعية عمومية قاسية بلا انجازات الا الخلافات والمعارك التي أكلت الأخضر واليابس وتركت الاتحاد في وضع أكثر تدهورا مما عهدناه منذ سنوات عشر. أين الحل؟ يظن البعض من أعضاء المجلس أن الحل في تقديم الاستقالة والقفز من المركب الغارقة طلبا للأمان. ولكن هذا ليس حلا فقانون الاتحاد العقيم لا يعرف مصطلح حل مجلس الإدارة. ولا يمنح الجمعية العمومية فرصة لتغيير المجلس بالكامل. ووفقا لقانون تأسيسه تضيع آثار الاستقالة بتصعيد التالي في الأصوات من آخر انتخابات للتجديد النصفي. وهو ما يعني أن المجلس الجديد سيكون ممن حصلوا علي أصوات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.