نهلة وفاطمة ومروة ثلاث فتيات كفيفات لا يعترفن بالإعاقة ويتعاملن مع المجتمع الذي لا يعرف الاستفادة من طاقات ذوي القدرات الخاصة. التي تفوق الحدود بمنتهي الثقة والكبرياء. ويتعاملن مع أحدث أنواع التكنولوجيا. وتخرجن في كليات القمة كالإعلام والألسن. وسجلت "الجمهورية" تجربتهن مع الحياة والتحدي والتفوق ومحاربة الموروث الشعبي الساذج والبالي مع متحديات الإعاقة. في البداية تقول نهلة سليمان: ولدت كفيفة أنا وأختي لمرض غامض لكن رزقنا الله تعالي بأب وأم غاية في الحنان والاهتمام فحصلت أمي علي إجازة من عملها لتراعنا. وعملت مشرفة في الحضانة لتكون بجوارنا ونقل أبي حل سكننا لنكون قريبين من مدرسة النور والأمل التي التحقنا بها وانضممنا الي أوركسترا النور الأمل وعزفنا علي الكمان وطفنا العالم وتفوقت في دراستي وحصلت علي درجة الامتياز مع مرتبة الشرف من كلية الاعلام جامعة القاهرة. وتضيف نهلة: رغم انني عملت في عدة مهن مختلفة كانوا يعتقدون أنني لن أصلح فيها ولكني نجحت فيها بمنتهي السهولة. بل فهم أصحاب هذه الأعمال لأول مرة في حياتهم أن المجتمع هو الذي ينظر بالخطأ إلي أصحاب الإعاقة وليس العكس. لأنهم لم يقتنعوا بي من الأول وثبت العكس تماما. إلا انني لم أعمل بمهنة الاعلام التي أعشقها رغم أنني أكتب في عدة صحف ومواقع الكترونية. لأن توزيعات جهاز التنظيم والادارة وزعت زملائي علي إدارات اعلامية ابعدتنا عن المؤسسات الصحفية والاذاعة والتليفزيون لكن عشقي للكتابة لم ينته وقدرتي علي التواصل مع العالم تزيد بالتكنولوجيا الحديثة التي أتعامل بها بكل سهولة.. وتلتقط منها شقيقتها مروة خيط الحوار بقولها: تخرجت في كلية الالسن قسم اللغة الانجليزية عام 2010 وأعد الآن رسالة الماجستير في اللغويات وهو مجال في منتهي الصعوبة ولكني قادرة علي النجاح والتفوق فيه. بالاضافة الي عضويتي بأوركسترا النور والأمل منذ أن كان عمري 8 سنوات وطفت معه العالم. وتضيف مروة: حلمي تحقق منذ أن عملت بالكلية لأساعد زملائي المكفوفين خاصة أنني تعبت جدا في بداية دراستي لأن المواد كانت في كتب وأوراق لابد أن يقرأها أحد لي وما بالك اذا كانت بلغة أجنبية. ولكن أصبح الأساتذة الآن يعطون الطلبة المواد علي الكومبيوتر فتذاكر بسهولة علي جهاز القاريء الالكتروني الذي نقلنا لعالم آخر في الدراسة والفهم والتحصيل. وتكمل قائلة: حلمي أن يملك كل كفيف جهازاً الكترونياً يري به العالم. ليس منحة أو هدية من الدولة بل من خلال عمل حقيقي يعمله ولا يحتاج إلي عطف أو منحة. فالكفيف الآن يعمل في البرمجة والتسويق الالكتروني. ويتعاملون مع شركات عالمية عن طريق الانترنت. بفضل التكنولوجيا الحديثة. التي يعترف بها العالم ولا نعترف بها في بلدنا. لذا أتمني من دور النشر أن تطبع اسطوانات مدمجة وتطرحها في الاسواق ليستفيد بها الكفيف ويقرأ مثل المبصر مثل موقع "أمازون"العالمي. أما فاطمة السيد الطالبة بكلية الألسن قسم إسباني فتقول: فقدت بصري في الصف الثاني الثانوي بسبب خطأ طبي ولكن لم أعترف بفقد البصر وأعيش حياة كاملة وتفوقت لأني أحب التفوق والنجاح وحققت حلمي بدخول كلية الألسن بمجموع كبير والتي حلمت بدخولها منذ طفولتي. والدتي لها فضل كبير علي خاصة وقد كنت في مدرسة داخلية للمكفوفين والآن أنا أعيش في المدينة الجامعية وهي في بلدتي بالمحلة وتتمني أن تنتقل للقاهرة لتبقي بجانبي وهي التي علمتني وأبي التفوق والنجاح لأكون مثل إخوتي. دائماً أتذكر مقولة الشيخ مصطفي حسني التي تقول "لابد من صفحة في كتاب" وأنا أريد أن يكون لي مكان تحت الشمس لذلك لا أعترف بالاعاقة ولا أري نفسي كفيفة بل مبصرة وسأعود مبصرة بإذن الله تعالي. وأتمني أن تلغي هذه الكلمات من حياتنا. وتقول في النهاية: لا أحلم لأحد ولكني أري أن يحقق صاحب القدرة الخاصة هدفه فهو ليس ضعيفاً. ولابد أن يشعر بأن له كياناً ويحقق ذاته لأنه متميز.ولا يفقد روحه في التواصل مع المجتمع الذي لابد من أن يتعلم الا بتجنب التعامل مع صاحب القدرات الخاصة. تدريب معلمي متحدي الإعاقة علي الأساليب التربوية بالمنوفية نظمته ادارة التربية الخاصة بتعليم المنوفية برنامجا لتدريب المعلمين علي أساليب التعامل مع الطلاب المدمجين من ذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم في التعليم العام ويستفيد منها 200 معلم.. قال حسن أبوحلوة مدير عام التعليم بالمنوفية إن التدريب يتضمن آلياتالتعامل والطرق التربوية لذوي الاحتياجات وأساليب الدمج الكلي أو الجزئي لذوي الاحتياجات.. قالت تهاني خليفة مديرادارة التربية الخاصة بالمنوفية انه تم تكريم المتميزين بمدارس النور والزمل بمدينة السادات وذلك لتفوقهم الرياضي وكذلك دعم مدارس التربية الفكرية بالأجهزة والمعدات والالات التي تساعد الطلاب علي النمو العقلي والفكري. أكد المهندس أحمد الشناوي مدير عام ادارة شبين الكوم التعليمية ان مدارس التربية الخاصة بالادارة وهي مدارس النور والأمل والتربية الفكرية أعدت خطة للنهوض بذوي الاحتياجات الخاصة من ناحية تدريب المتميزين منهم والاهتمام بالأنشطة المختلفة وتكريم الفائقين ومساعدة التلاميذ علي الحياة السليمة بالاضافة الي وضع برامج ترفيهية لهم والاهتمام بالحالات الداخلية ومشاركة الجمعيات الاهلية للنهوض بهؤلاء الأطفال ومراعاة جانب النظافة الشخصية والعامة في تلك المدارس والتعاون مع أولياء الأمور لحل مشكلاتهم وكذلك اعداد فريق للمشاركة في الاولمبياد الخاص. مواهب فنية للصم والبكم المنوفية- عبدالفتاح البقلي: نفذت الطالبة أميرة حمدي عبدالستار بالصف الثالث بمدرسة الأمل للصم وضعاف السمع بشبين الكوم. بعض الخدع البصرية. حيث قامت بخدعة إخفاء نصف إصبعها. وأخري بواسطة عملة معدنية وقال فتحي حامد مندور. مدرس بالمدرسة. إن هناك عدة لمواهب للصم والبكم منها مواهب فنية وثقافية ورياضية وأيضاً موهبة الخداع البصري وهو ما يطلق عليه البعض "سحر" حيث قامت الطالبة لميس السيد عبدالعال باستعراضات علي ذبذبات الموسيقي والطالب معاذ نبيه محمد عنتر باستعراض فني موسيقي باشراف خالد السخاوي مدير المدرسة.