وافقت الفصائل السورية المعارضة أمس علي هدنة لمدة اسبوعين أو ثلاثة شريطة وقف الغارات الروسية. وبحسب مصدر قريب من محادثات السلام التي تجري في جنيف فإن الهدنة قابلة للتجديد وتدعمها جميع أطراف النزاع باستثناء تنظيم داعش مشيرا إلي أنه سيتم تعليق وقف اطلاق النار مع وقف الغارات الجوية علي جبهة النصرة. أضاف قائلا أن المفاوضات بهذا الشأن تجري بين روسيا والولايات المتحدة. من جانبها أكدت موسكو أنها ستواصل مساعدة دمشق علي مقاتلة الإرهابيين علي أراضيها رغم انتقادات بأنها تستهدف المعارضة السورية المعتدلة. وأوضح ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين أن بلاده تواصل سياستها الثابتة التي تقوم علي مساعدة القوات المسلحة السورية في هجومها ضد الإرهابيين. كما أعرب عن أسفه حيال رفض مجلس الأمن الدولي مشروع قرار من أجل وقف العمليات العسكرية لتركيا في سوريا مشيرا إلي أن روسيا ستواصل سياسة تهدف الي ضمان استقرار ووحدة أراضي سوريا. كان مجلس الأمن الدولي قد رفض مشروع القرار الروسي لوقف القصف التركي في سوريا. والذي تطالب فيه روسيا بوقف فوري للقصف العابر للحدود. ومنع التدخل الأجنبي البري في سوريا. من جانبه دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما في اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان السلطات التركية ووحدات حماية الشعب الكردية السورية الي ضبط النفس في شمال سوريا. وأكد أوباما أنه لا ينبغي لوحدات حماية الشعب أن تستغل الظروف في هذه المنطقة للاستيلاء علي أراض جديدة ودعا تركيا الي التحلي بضبط النفس المتبادل من خلال وقف القصف المدفعي للمنطقة. وكانت تركيا قد وسعت مجال قصفها الي عدة مناطق في محافظة حلب تقع تحت سيطرة قوات كردية سورية. مؤكدة أن ذلك يأتي ردا علي اعتداء بسيارة مفخخة أوقع 28 قتيلا في وسط أنقرة وتبنته مجموعة "صقور حرية كردستان" القريبة من حزب العمال الكردستاني. ويسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي أبرز القوي الكردية السورية وقواته "قوات حماية الشعب الكردية" القوتان اللتان تصفهما أنقرة ب "الارهابيتين" علي ثلاثة أرباع الحدود السورية مع تركيا. لكن التنظيمين يتلقيان دعما أمريكا بسبب تصيدهما لمسلحي تنظيم داعش. وعلي صعيد آخر صعدت روسيا حملة التجسس الالكتروني ضد جماعات المعارضة السورية والمنظمات غير الحكومية فيما تسعي موسكو للتأثير علي المعلومات بشأن الأزمة الإنسانية في سوريا. وعرقلة تلك المتعلقة بعملياتها العسكرية في الدولة التي تمزقها الحرب منذ نحو 5 سنوات. وتشمل المواقع المستهدفة من الحرب الالكترونية الروسية بعض أبرز المنظمات الإنسانية وجماعات الإغاثة والمساعدات في سوريا. مثل المرصد السوري لحقوق الإنسان. الذي يصدر تقارير بشأن الأحداث العسكرية في سوريا وغالبا ما تقتبس عنه وسائل الاعلام الغربية معلوماتها.