تشرفت أن أحظي بشرف أن أكون أحد أبناء الجريدة العريقة "الجمهورية" من خلال التعبير بكلمات من القلب وتجربة جديدة أنقل من خلالها تحياتي من دولتي الحبيبة "الإمارات العربية المتحدة". إلي معشوقتي أم الدنيا. وأرض الكنانة إلي "مصرنا الحبيبة" قيادة وشعباً. إلي البلد الذي كنت وما أزال أحتفظ بذكريات جميلة ترسخت في الأعماق منذ الصغر. وأفخر بأنها نمت بعلاقات مستمرة ووطيدة مع زملاء وإخوة أعزاء من أرض الكنانة. ولا أبالغ هنا عندما أتحدث عن بساطة أهل مصر. وجمال الروح. وحس الدعابة التي أعشقها. كما لا أبالغ عندما أشير إلي أن الإعلام قد لعب الدور الأكبر في نقل تلك الصورة الإيجابية والمحببة عن مصر. حتي قبل أن أتشرف بزيارتها. حيث كان الإعلام وقتها ينقل لنا عبر الأخبار والتقارير المرئية. وأيضاً من خلال السينما والدراما التليفزيونية كل ما هو إيجابي عن مصر. ويُعمق من حبنا لهذا البلد الرائع. الذي كنا نتشوق إلي زيارته. ونتابع بشغف قصص وحكايات من يعودون من القاهرة والإسكندرية. وباقي المحافظات. سواء كانوا طلاب علم أو من يسافرون للسياحة. وزيارة الأهل. لنعيش معهم ونتخيل عبر رواياتهم وذكرياتهم شوارع مصر والأحياء القديمة. والأماكن الأثرية. وغيرها.. ومع هذا كله أهلها الكرماء أصحاب النكتة الحقيقية والابتسامة الدائمة. وخفة الدم. والشهامة والجدعنة. وقتها كانت وسائل الإعلام التقليدية كما نعرفها هي: التليفزيون. والإذاعة. والصحف. بينما كان الأثر الأكبر للدراما المصرية عبر التليفزيون والإذاعة في تلك الأيام. بما يقدمان من أعمال وبرامج. تعكس الدور الإيجابي المأمول من الإعلام والفن الحقيقي. وينقلان لنا من خلاله الصورة الجميلة. والكلمة المسموعة. مما يجعلنا نهيم عشقاً لمصر وأهلها. وكأننا أبطال وشركاء في الأفلام والدراما المصرية في تلك الفترة. ولعلكم تتذكرون أن الإعلام المصري كان له دوره الرائد أيضاً في تصوير مدي الحب الأزلي لكل مصري مع وطنه. وأن مصلحة مصر تفوق علي الدوام مصلحة أي فرد. أو جماعة. ووقتها كنا نتأمل بكل الإعجاب والتقدير عشق أهل مصر لوطنهم. ونشاركهم أيضاً هذا الحب. ولأن الأوضاع والأمور قد تغيرت كثيراً بل وخرجت عما عهدناه وبحكم المتابع من الخارج أجد أن من واجبي نقل تلك الصورة لكم من الخارج. ومن وجهة نظر محبة لكم. فليس من المعقول أن يتحمل الإعلام والفن المصري المسئولية وحدهما عن هذا التغيير. ولا يمكن أن نوجه لهما وحدهما أصابع الاتهام بالمسئولية عن تلك الضبابية في المشهد. واختلاف الحال بدرجة كبيرة عما عهدناه وما نراه. وصولاً للتغيير في مفردات وخصائص الشخصية المصرية. رغم مسئولية الإعلام والفن الأولي عن ذلك. وهنا يجعلني حبي لمصر وأهلها وبكل صدق أقارن بين دور ومفهوم وواقع الإعلام الذي التمسته في مصر الماضي. وما نراه الآن. وبنظرة متعمقة بعض الشيء. نجد أن بعض البرامج إن لم يكن معظمها ووسائل إعلام أخري تسهم وتنقل وبتعمد صورة سلبية لحالات فردية يمكن أن تراها في مجتمعات كثيرة. وتعممها علي أنها واقع جماعي "البلطجة. تدخين الحشيش. التحرش. وغيرها".. وكأن الجميع في مصر يمارسون "البلطجة". أو يدخنون "الحشيش" ويتحرشون بالنساء. رغم أن من يمارسون مثل هذه العادات السيئة هم وبكل تأكيد قلة تكاد لا تذكر. أو تقارن في مجتمع يضم أكثر من تسعين مليون نسمة. نعم بكل الحب هم لا يمثلون الشعب المصري الأصيل. صاحب الحضارة والعراقة والريادة. فقد تعلمت في المدارس وفي الجامعة علي أيدي أساتذة مصريين. وللعلم. إن أعز أصدقائي كانوا ولا يزالون "مصريين". ووصل بي العشق لهذا البلد وأهله. أني أتحدث اللهجة المصرية. وكأني من أهلها. وأستخدم المصطلحات التي لا يفهمها إلا أبنائها فيما بينهم. وهنا أتذكر في إحدي زياراتي لأم الدنيا ومحاولتي الحقيقة لتعلم لغة التفاهم بين سائقي السيارات الخاصة والأجرة "التاكسي" والنقل من خلال صوت "الكلاكس". وماذا تعني كل ضربة من صوت آلة التنبيه. ولا ننسي علي سبيل الذكر الفيلم المصري الذي يجسد مفهوم الأمن من خلال عسكري الدورية الذي يقوم بعمله بالحراسة في الشوارع. ويعلو صوته مردداً "مين هناك"؟!!.. فمازال كل ذلك ماثلاً أمام عيني. ويملأ ذاكرتي في وقت كانت الدعابة والضحكة والابتسامة وحلاوة الروح المصرية من أجمل ما تجده هنا. فماذا حدث؟!! نعود لنقطة البداية في الدور الحقيقي الذي لعبه الإعلام في الماضي. وما يلعبه اليوم. فقد اختلطت الأمور في ظل الطفرة الإعلامية أو كما يقال حرية الإعلام متناسين أن هناك قنوات فضائية وصحف بعينها تسيء لمصر. والمصريين. رغم أنها مصرية!!! ولخطورة دور الإعلام فضلت أن أبدأ سلسلة مقالاتي برسالة لكل صاحب قرار في الإعلام. وإلي ضمير كل مذيع أو مخرج. أو مؤلف. أو ممثل. بأن يضع نُصب عينيه "حب الوطن" الذي عهدناه سمة للمصريين. فالشفافية في الإعلام لا تعني إعطاء الصورة السلبية التي نراها لحالات فردية. وعينة بسيطة. لتعمم علي شعب بأكمله. فلم نعد نري مصر التي نعرفها ونعشقها. بل مشاهد وأفعال سلبية في كافة وسائل الإعلام الحديث. ووسائل التواصل الاجتماعي. ما يسعدني حقاً. ويسعد كل عربي أن يعود الإعلام والفن المصري الرائد لسابق عهده. لنري أهل الكنانة يتفقون ويتعاونون مع قيادات الدولة لنقل الصورة الإيجابية عن مصر التي أعشقها وحبها يسري في دمي.. فهل وصلت الرسالة؟!!!