واليوم حديثنا عن العلاقات المصرية- الصينية. تتملكني رغبة عارمة أن أصرخ في وجوه أرباب الانتاج من أهل مصر: اتجهوا صوب الصين أغرقوها بمنتجاتكم بأنواعها المختلفة. ومستوياتها المتعددة. ثقيلة أو خفيفة. بسيطة أو معقدة. مادية أو معنوية. ولكل من يهمهم خيرهذا الوطن: افتحوا أبواب مصر وشبابيكها علي مصاريعها للثقافة الصينية والأدب الصيني والفن الصيني.. لنتقرب إلي الصينيين أكثر ونصادقهم أكثر وأكثر. فالمصالح متبادلة والمنفعة آتية لا محالة ولا يستساغ الا تكون هناك صداقة متميزة وعلاقات حميمة بيننا وبين دولة تضم أكثر من خمس سكان العالم لاسيما بعد الطفرة العظيمة التي حدثت في العلاقات المصرية- الصينية في الأسابيع الماضية وتعالوا نستدعي مسيرة العلاقات بين مصر والصين للوقوف علي سلبياتها وإيجابياتها. ** تؤكد مجريات التاريخ المعاصر ان مؤتمر قمة باندونج باندونيسيا في 18/4/1955 الذي كان تجمعا لدول عدم الانحياز. هو الذي ألَّف بين الزعيمين الراحلين جمال عبدالناصزر و"شواين لاي" رئيس وزراء الصين- آنذاك- ومن هنا انطلقت العلاقات لتشق طريقها نحو صداقة مثمرة بين العملاقين كان لها مردودها لخير البلدين مصر والصين. ** وفي 16/5/1956 اعترفت مصر "عبدالناصر" بدولة "الصين الشعبية" وليس "فرموزا" وأعلنت أسباب هذا الاعتراف وهي: 1- أن حكومة الصين الشعبية تمثل 600 مليون نسمة "تعداد الصين في ذلك الحين". 2- أن الصين الشعبية احدي دول مؤتمر باندونج. 3- ولأن 23 دولة اعترفت بها. 4- ولأنها اشترت من مصر قطناً بمبلغ 15مليوناً من الجنيهات. ** وفي الثلاثين من مايو 1956 أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين وبذلك تم كسر الحصار المضروب حول الصين من قبل الدول الغربية بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية.. وازدهرت العلاقات المصرية- الصينية طوال عصر عبدالناصر وتنوعت العلاقات من سياسية إلي اقتصادية وثقافية "أدبية وفنية" وعلمية وما لبث ان لازمها الركود والفتور بعد وفاته.. ويذكر ان مصر "السادات" قد طردت الخبراء الروس قبيل حرب أكتوبر 1973 فضلاً عن مقولة الرئيس السادات ان 99% من أوراق مشكلة الشرق الأوسط في أيدي أمريكا مما يعني اتجاه مصر صوب الغرب بينما أهملت العلاقات المصرية- السوفيتية والعلاقات المصرية- الصينية فضلاً عن العلاقات المصرية- الافريقية.. والحديث يتواصل.