يسأل ممدوح ابراهيم علي من شبرا الخيمة: ارتكب رجل الفاحشة.. فذهب الي الشيخ فقال له لابد ان تعذب في الآخرة رغم توبتك فهل هذا صحيح؟!! يجيب الشيخ أنا محمد ابراهيم الواعظ بالأزهر الشريف: هذا المجيب إن قال ذلك فقد جانبه الصواب تماماً ففي الحديث القدسي "من ذا الذي يتأل علي فلان أني لا أغفر له قد غفرت له وأحبطت عملك" أخرجه أبو داوود فقد حذرنا الله عز وجل من أن نزرع اليأس في قلوب عباده حتي لو كانوا علي معصية من حيث الظاهر لما لها من عواقب وخيمة تعود علي السائل جراء فعل ذلك مرة ثانية وثالثة طالما ان المولي سبحانه وتعالي لن يغفر له وعلنا نذكر حديث البخاري ومسلم الذي يدل علي عظمة رحمة الله عز وجل قال صلي الله عليه وسلم "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفساً فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل علي راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفساً فهل له من توبة؟ فقال: لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل من أعلم أهل الأرض فدل علي رجل عالم فقال: إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة؟ فقال: نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلي أرض كذا وكذا فإن بها اناساً يعبدون الله تعالي فاعبد الله معهم ولا ترجع الي أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتي إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقال ملائكة الرحمة: جاء تائباً مقبلاً تقبله الله تعالي وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيراً قط فآتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم حكماً. فقال: قيسوا ما بين الأرضين فإلي أيتهما كان أدني فهو له. فقاسوا فوجدوه أدني إلي الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة". ممثلو أحمدية لاهور بأمريكا خلال زيارتهم لمصر: نجوب العالم ندعو للسلام.. وجهاد النفس بدلاً من العنف قال ممثلو جماعة الأحمدية اللاهوتية التي تتخذ من أمريكا مقراً لها إن زيارتنا لدول العالم هدفها حوار المثقفين من أصحاب الأديان حول ضرورة السلام لأمان العالم واستقراره والتأكيد علي ان الكل خاسر في ظل الزج بالدين في صراعات السياسة. أضافوا ان من أهم ما يشغلنا الآن نشر الصورة الحقيقية عن سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم خاصة في الدول الغربية التي ينظر الكثيرون منها الي ديننا علي انه دين عنف. أكدوا ان مصر تمثل حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار لأنها قيادة دينية كبيرة لما للأزهر الشريف من مكانة عظيمة بين المسلمين لذا فان زيارتنا للأزهر بدأت منذ 17 عاماً حيث نحصل من مجمع البحوث الإسلامية علي تصريحات بنشر كتبنا. وكثيراً ما يقدم شيخ الأزهر هذه المؤلفات. قالوا: ان الجماعة التي نمثلها بمثابة الحركة التصحيحية لانحرافات القاديانية بعد وفاة زعيمها الأول ميرزا غلام أحمد الثاني مولانا محمد علي. وهي انحرافات تقع فيها الجماعات سواء من حيث الاعتقاد أو من حيث الأهداف والتفسيرات لبعض النصوص.. كانت البداية في مؤتمر أعلنت الجماعة عن اقامته بفندق سفير بالقاهرة إلا أن الظروف الأمنية حالت دون اتمامه فتمت اقامته في الطريقة العزمية بالقاهرة وهو مؤتمر حضره ممثلون عن الطريقة. وعن الأزهر وكذلك عن الطريقة العزمية وبعض المفكرين المهتمين بهذا الشأن. وأخذ الحديث عن الإسلام كدين عالمي كامل اختتمت به الرسالات وسيدنا محمد كآخر الأنبياء قسطاً وافراً منه فضلاً عن معني الجهاد في منهج الجماعة باعتباره المعني الحقيقي وهو مجاهدة النفس وعدم الاعتداء علي الآخرين لذا كان هذا الحوار خاصة وان الكلام عن ادعاءات القاديانية بأن هناك أنبياء بعد سيدنا محمد كلام مشهور وأن ميرزا غلام أحمد كان نبيا.. الحوار كان مع السيدة سمينة ثابت نائب رئيس الجمعية ونعمان أمين الصندوق وقد قام بالترجمة بيننا الدكتور حسين علي رئيس قسم اللغويات بالجامعة الأمريكية. * ما الفرق بين القاديانية والأحمدية؟ ** إن مؤسس الجمعية ميرزا غلام أحمد كان يقول عن نفسه أنه مجدد القرن الرابع عشر ومعلوم لدي المسلمين ان هناك مجددين للدين علي رأس كل مائة عام كما أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه النبوي. وبعد وفاة ميرزا عام 1908م تولي المسئولية حكيم نور الدين الذي توفي في 1948 وكان سكرتير الجمعية أو الحركة محمد علي الذي كان محرراً لجريدة الأديان التي تصدرها الجمعية وهي جريدة كانت توزع في كل أنحاء العالم لكن بعد وفاة حكيم خرج ابن ميرزا غلام أحمد وكان سنه 16 عاما بادعاء أن اباه لم يكن مجدداً وإنما كان نبياً فعارضه مولانا محمد علي ورفض ادعاءه وانتقل من الهند حيث مقر الحركة الي لاهور بباكستان. وأسس جماعة الأحمدية كشكل من أشكال تصحيح الخطأ. ورفض ان يكون ميرزا غلام أحمد نبياً مؤكداً انه لا نبي بعد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم إلا ان محمود ابن ميرزا غلام لم يكتف بادعاء ان أباه كان نبياً وانما كفر من يرفض نبوته وهي فكرة تناقض تعاليم الإسلام. * إذن تعتقدون أن محمود كافر؟ ** لا.. لا نعتقد هذا لأن من يؤمن بأنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فهو مسلم لا يجوز تكفيره وعملية تكفير المخالفين آفة شديدة الخطر من شأنها ان تخلق صراعاً في الأمة الواحدة لا ينتهي بدليل تاريخ الخوارج وأثره في تفرقة الأمة. * لماذا اتبع الناس محمود ميرزا غلام أحمد وهو يقول بما ليس في دين الله؟ ** عادة عندما يكون هناك زعيم ديني يتصور الناس خاصة البسطاء أن ابنه امتداد له في وراثة علمه وإيمانه وبالتالي يتبعونه دون تمحيص. * ربما لذلك شاءت إرادة الله أن يموت أبناء سيدنا محمد خاصة الذكور قبله. بل إن السيدة فاطمة لم تمكث بعده إلا شهوراً..؟ ** هذا صواب وهي حكمة الله البالغة في عباده ولذلك حرص النبي صلوات الله وسلامه عليه علي ان ميراث الأنبياء هو العلم كما حدد الورثة بالعلماء وقد انتبه مولانا محمد علي إلي ذلك فقال بانتخاب بين علماء الطائفة ولذلك لم يتول أبنه بعده. * فعلاً فنحن في مصر لدينا أزمة توريث لدي الصوفية انتهت باضعاف الطرق فصار الشيخ المفروض ان يوجه ويعلم أضعف من في الطريقة فخسرت الطرق الصوفية الكثير ولكن قرأت في تعريفكم بشيخ الجماعة بأن الله كلفه بدعوة البشر ألا يعني هذا أنكم ترونه رسولاً. ** الحقيقة ان المكتوب عهد إليه وليس كلفه وعهد إليه هي الجملة القديمة وحرصنا علي كتابتها كما هي لأن الله شاءت ارادته أن يكون تواصله مع الناس بعدة أمور منها من وراء حجاب أو الإلهام أو عن طريق سيدنا جبريل ونزول سيدنا جبريل انتهي بالرسالة الخاتمة أما الوحي فمنه الرؤيا المنامية والإلهام الذي يأتي في ذهن صاحبه لقضايا معينة والبشرية مليئة بتجارب دعاها أصحابها عن هذا أي ان تخطر في الذهن فكرة معينة يقوم بتنفيذها صاحبها والاجتهاد في تحقيقها وقد أشار إلي ذلك القرآن في قوله: "وأوحينا الي أم موسي أن ارضعيه فإذا خفت عليه فالقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني".. وكذلك "وأوحي ربك الي النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون" والوحي هنا هو الإلهام الفطري كما جاء في القواميس. * لكن لماذا لا تقولوا هداه الله أو أنعم عليه بنعمة الدعوة بدلاً من عهد إليه الله كأنه نبي.. خاصةوأن ادعاء بعض اتباعه نبوته أمر ماثل في أذهان المسلمين؟ ** فعلاً اقتراحكم مهم وسنعمل به خاصة وأن حوار دار بيننا وبين الشيخ علاء أبو العزايم أشار فيه إلي ما تقول كذلك علماء الأزهر الذين التقيناهم.. لكن كنا لا نلتفت إلي مثل هذا التصحيح لأن كتاباتنا متخصصة تخاطب العلماء ونعرف أن العلماء يدركون معاني الكلمات التي تختلف باختلاف سياق الجملة ومع ذلك فقد تحدث لغطاً مع العامة. * باعتباري متخصص أعرف قضية الإلهام هذه ويعرفها أصحاب التجارب الصوفية لكنها أمور لا يمكن اثباتها لذا فلا يقبلها إلا المؤمنون بها ولا يصح الكلام بها مع غير أصحاب التجارب أليس كذلك..؟ ** معك حق لاننا لو تكلمنا مع العامة واستخدمنا كلمة وحي أو إلهام ونحن لا نستطيع تقديم ما يثبت كلامنا قد يضيع جهدنا هباء.. لذا سوف نستخدم كلمة هداية. * هناك علامات استفهام كبيرة حول التنظيمات الدينية والحركات الإسلامية في أمريكا؟ ** الحكومة الأمريكية طبقاً للدستور لا يمكن أن تدعم أي جماعة وفي ظل وجود حرية للأديان فأي جماعة من حقها أن تمارس نشاطها طبقاً للقانون. * ما يقوله القانون شئ وما يتم علي الواقع شئ آخر فهناك من يتهم الشيخ فتح الله كولن الزعيم التركي المعارض لأردوغان بدعم أمريكا له وكذلك جماعات كالقرآنيين الذين يتزعمهم أحمد صبحي منصور المصري الذي يعيش بأمريكا وكذلك الإخوان المسلمين. والقاديانية التي لها انتشار كبير؟ ** هناك أشخاص قد يقومون بالدعم لكن الحكومة لا تستطيع ان تفعل ذلك لأن الدستور يمنع مثل هذا التصرف أما نحن فنقوم بالإنفاق من قبل الأعضاء في الجماعة. * الأحمدية هي الأكثر انتشار أم القاديانية في العالم؟ ** القاديانية. * لماذا..؟ ** في بداية حدوث الانفصال الذي تم من قبل الأعضاء الذين انكروا ادعاء نبوة ميرزا غلام بقيادة مولانا محمد علي كان من اكتشف خطأ محمود بن ميرزا غلام هم الفاهمون وكانوا أقلية أما الأغلبية فقد ظلوا وراءه باعتباره امتداداً لوالده وتكريماً له كما سعت القاديانية الي تجميع الناس حولها بصرف النظر عن الاقناع الفكري أو نشر فكر مؤسسها أما الأحمدية اللاهورية فركزت علي الكيف وليس الكم فاهتمت بنشر مؤلفات ميرزا غلام. * باعتباركم القادة الحاليين للأحمدية اللاهورية فهل ولدتم في باكستان أم في أمريكا؟ ** نعمان مالك ولد في باكستان وسمينة في نيوزلاند. * الجماعة نشأت في باكستان وباكستان اشتهر عنها جماعات العنف السياسي لكنكم ترفعون راية المسالمة وجهاد النفس وتجنب العمل بالسياسة فيم تفسرون ذلك؟ ** جماعات العنف السياسي تسيئ فهم الإسلام وبذلك تسئ الي الدين من دون أن تدري لأنها تتبع تفسيراً غير صحيح للقرآن الكريم فكلمة الجهاد ذكرت كثيراً في الفترة المكية التي بلغت 13 سنة من عمر الدعوة رغم أن المسلمين لم يؤمروا بقتال ولم تكن هناك حروب لذا فإن أقرب المعاني هي جهاد النفس وبذل الجهد في تهذيبها وإلزامها بالقيم العليا وتعويدها علي الإيثار والعطاء والصدق والأمانة وهدفنا ان نعيد الناس الي فهمهم للجهاد وانه مقاومة الشهوات ونعيدهم الي خلق المسلم الذي ينشر الخير والأمن والسلام في المجتمع. * ولكن بم تفسرون وجود الجماعات الإسلامية السياسية المسلحة في باكستان؟ ** لأن باكستان ظلت تحت الاحتلال البريطاني 150 سنة ولم يكن لدي الباكستانيين ثقافة حكم واسعة بعد انتهاء الاحتلال كما وصلت إليهم أفكار متشددة من أصحاب شركات البترول ساعدهم في ذلك قوي كبري لأهداف معينة وأصبح التفسير الخاطئ لكلمة الجهاد وكلمة دار الحرب ودار الأمان هو الأشهر. * كيف جئتم مصر وهل كنتم تسمعون عن الأزهر قبل زيارة مصر منذ 17 عاما؟ ** جئنا مصر فعلاً منذ 17 سنة لأن مترجماً اتصل بنا وعرض علينا تجرمة الموقع الخاص بالجماعة إلي العربية ورغم أننا زرنا مصر لهذا السبب فلم نلتق بالرجل لكن سمعنا عن الأزهر فذهبنا إليه فالتقيت بمسئول مكتبة الأزهر الأستاذ أحمد خليفة وعرفنا منه وجود نسخة مترجمة لكتاب مولانا محمد علي بالمكتبة. * هل كان لديكم فكرة عن مصر؟ ** لم تكن لدينا أية معلومات. * ماذا كان رد الأزهر عندما عرف أنكم تابعون لفكر ميرزا غلام؟ ** الحقيقة أن ذهابنا للأزهر ركز حول الحصول علي النسخة المترجمة هناك في مكتبته بعد أن عرفنا وجودها فلما دخلنا مكتب الشيخ استدعي مترجمه فأخبره بما نريد فأحضر لنا الكتاب. * ماذا كان رد فعل الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي عندما علم بكم وهل كان لديه معرفة بمنهجكم التصحيحي لأخطاء القاديانية؟ ** الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي كانت لديه الأفكار الشائعة عن انحرافات القاديانية لكنه لم يكن يعرف بحركتنا التصحيحية المختلفة تماماً لكن عندما تسلمنا النسخة من مكتبة الأزهر التي كانت غير كاملة وقمنا بترجمة الكتاب كاملاً وقدمناه الي الإمام الأكبر عكف عليه حتي قرأه فكتب مقدمة له لأنه أعجب به كما منحنا مجمع البحوث تصريحاً بطبعه بل ان الإمام الأكبر عندما رد علي البابا في المانيا "بندكت" الذي هاجم الإسلام استخدم ما قاله مولانا محمد علي عن الجهاد بنصه من الكتاب وأشار إلي هذا الاقتباس في المقالة التي ترجمت الي لغات كثيرة. * بعد مرور هذه السنوات منذ اللحظة الأولي لتعرفكم علي مصر.. هل تغيرت مصر في نظركم.. وماذا يعجبكم فيها؟ ** أكثر ما يعجبنا هم المصريون لأننا عندما نلتقيهم نتصور اننا نعرفهم من قبل بسبب روح المودة التي يعاملون بها الناس. كما أن العلماء فيها لديهم قدرة علي الاستماع وقبول الأفكار المتنوعة ولا يرفضون شيئاً بشكل مبدئي بل ينصتون للمتحدث أو يقرأون ما كتب ثم يحكمون. * ما الذي لم يعجبكم..؟ ** الزحام الشديد. * أظرف ما رأيتموه في مصر؟ ** زرنا الهرم وركنا الحمير فكانت تجربة جميلة. * آخر جهودكم الفكرية؟ ** اصدار ترجمة معاني القرآن وتفسير بالعربية الذي كتبه مولانا محمد علي بالانجليزية وقد قام به الدكتور حسين علي الأستاذ بالجامعة الأمريكية. رداً علي ما يروجه العابثون بالفتاوي الحقائق القرآنية في زي المرأة التوراة والإنجيل والقرآن أجمعت علي وجوب سترها فتحي الصراوي كثيرون ممن لا يعرفون الفتوي ولا يملكون شروطها يصرون علي الافتاء في هذه القضية.. وكلما سكت الحديث عنها يتم تجديدها مرة أخري وكأنها معضلة الزمان التي لا يستطيع أحد حلها. القضية هي زي المرأة.. والحديث عنها مكرر ولكنه يقلق كثيرين ممن يصرون علي اصدار الفتاوي في هذه المسألة وتخصص لهم الفضائيات والصحف مساحات هائلة للترويج لآراء باطلة بزعم حرية الفكر.. فمنهم من يزعم ان الإسلام لم يلزم المرأة بزي معين وهي كلمة حق أريد بها باطل.. ومنهم من يدعي أن شعر المرأة لا علاقة له بالزينة الواردة في قوله تعالي "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" ومنهم من يقول إن حجاب المرأةلا علاقة له بالإسلام وأن الحجاب الوارد في سورة الأحزاب خاص بكيفية مخاطبة الصحابة لنساء الرسول صلي الله عليه وسلم. إضافة الي كل ذلك دخلت قضية النقاب علي الخط وهل هو ضرورة إسلامية أم لا خاصة بعدما بدأت جامعة القاهرة في تطبيق قرارها بمنع النقاب في الجامعة. القرآن الكريم كما يؤكد الدكتور نجيب عوضين رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة لم يترك الناس حياري في هذه المسألة.. ولكن الآيات القرآنية وهي قطعية الدلالة قطعية الثبوت بينت ذلك تماماً في أكثر من موضع وخاصة في صورتي النور والأحزاب.. غير أن تكرار الحديث في هذا الموضوع له أغراض أخري ليس منها الوصول الي الحق. أضاف ان آيات سورة النور التي بدأت بالأمر الإلهي للرجال والنساء بضرورة غض البصر عن النظر الي ما حرم الله وكأنها تريد التأكيد علي علاج القضية برمتها.. والأمر هنا للرجال والنساء بالتساوي.. ثم استطردت الآيات لتركز علي مسألة زي المرأة بالتفصيل لتتحدث عن الحرام والحلال في ابداء واظهار المرأة لزينتها.. مرة عن المقدار المباح والذي لا حرج علي المرأة في إظهاره أمام الرجال والأخري في الأشخاص الذين لا حرج علي المرأة في ان تظهر زينتها أمامهم. أضاف الدكتور عوضين ان المقصود بقوله تعالي "ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها" حدده الرسول صلي الله عليه وسلم في حديث صحيح فقال هما الوجه والكفان والرسول هنا مأمور من قبل الله عز وجل ببيان ما نزل من القرآن "ونزلنا عليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم" والبيان في أحاديث صحيحة بسند صحيح مدروس لا يشكك فيه أحد إلا لأغراض معينة.. لأن السنة النبوية الشريفة لها منهج في الاثبات لم يتوافر لأي أحداث أو أقوال أو وقائع أو أفعال أخري في العالم.. فهو منهج متفرد أراد الله له ذلك لأنه يتعلق ببيان أهم كتاب في الوجود وأخطر وآخر رسالة من السماء الي العالم وهي القرآن الكريم لذلك كانت السنة النبوية لها علم مخصوص اسمه علم الحديث يتم فيه تدريس هذا العلم لمعرفة الصحيح من الغريب من الموضوع.. وهي مسائل لا يصح لأحد ان يتعرض إليها إلا المتخصصون الدارسون لهذا العلم. ذكر الدكتور عوضين أن الأحاديث النبوية لا تكتفي أحياناً بذكر الأقوال فقط ولكنها تتعرض للاشارات أيضاً والطريقة التي تم بها ذكر الحديث والسياق الذي قيلت فيه ومن هذه الأحاديث ما ورد في مسألة زينة المرأة عندما قال الرسول صلي الله عليه وسلم لاسماء بنت أبي بكر "إذا بلغت المرأة المحيض فلا يجوز أن يظهر منها إلا هذا وذاك" وأشار الي الوجه والكفين. كان يمكن لراوي الحديث ان ينكر نصاً آخر بأن يقول مثلاً لا يظهر منها إلا الوجه والكفان ولكنه يلتزم بالنص الوارد من فم المصطفي ويذكر الاشارة التي أشار بها.. لأن الراوي يعلم أن هذا سيكون تشريعاً للأمة إلي يوم الدين ولابد ان يذكره بنصه واشاراته والسياق الذي قيل فيه والشخص الذي قال له الرسول ذلك.. في تدقيق واضح لبيان سنة الرسول صلي الله عليه وسلم بالكيفية والطريقة التي قيلت بها. أشار الدكتور نجيب عوضين الي قوله تعالي "وليضربن بخمرهن علي جيوبهن" وقال ان الخمار كان موجوداً في الجاهلية للتميز بين الأمة والحرة حيث أن لكل منهما طريقة في ارتدائه وكان ملتصقاً بالثوب من ناحية الرقبة ترسله الحرة علي شعرها دون الأمة فأمر الله بأن تغطي المرأة به صدرها ورأسها.. والجيوب هي مكان الصدر وكانت تتركه المرأة في الجاهلية مكشوفاً. ومن هنا كان خمار المرأة فرضاً مثل الصلاة غرضه المحافظة علي عرض وشرف المرأة. ذكر الدكتور نجيب ان سورة الأحزاب أضافت شيئاً آخر الي زي المرأة في قوله تعالي "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" والجلباب هو اللباس الفضفاض الذي يغطي جسد المرأة كله. الأخطر من ذلك ان القرآن أشار الي نقطتين مهمتين وهما الكيفية التي تتحدث بها المرأة مع الرجل والأخري الطريقة التي تمشي بها المرأة في الشارع أو في العمل مثلاً فقال "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن" والآية تشير الي المرأة التي تحدث صوتاً بنعلها وهي تسير حتي تلفت نظر الرجال وكانت في الجاهلية تحدث هذا الصوت بالخلخال الذي تلبسه في القدمين قبل ان يعرف النساء الكعب العالي. أما كيفية حديث المرأة مع الرجال فقد حددته الآية الكريمة في قوله تعالي "إن اتقين فلا تخضعن في القول فيطمع الذي في قلبه مرض" والآية وإن كانت خاصة بزوجات النبي إلا انها تفيد العموم. أما الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر فيشير الي ان الخمار هو ما يغطي الرأس والأذنين والرقبة وصفحتي العنق ولكنه يؤكد علي مسألة أخري خاصة بالنقاب فيقول إن الرسول صلي الله عليه وسلم قال في حق المرأة المحرمة "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين" ويعلق علي ذلك بأن معني هذا الحديث ان النقاب كان موجوداً في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم وانه منع المرأة من ارتدائه عندما تكون محرمة فقط. أضاف الدكتور عبد الفتاح إدريس ان نقاب المرأة ليس موجوداً في الإسلام فقط ولكنه منصوص عليه في كافة الشرائع السماوية وكانت تلبسه المسيحيات في أوروبا حتي زمن قريب وهناك طائفة يهودية يلتزمن بارتدائه. أشار إلي ان جميع الكتب السماوية حرصت علي ان تستر المرأة جسدها لا فرق في ذلك بين التوراة والانجيل والقرآن.. والانحراف عن ذلك لا علاقة له بالدين ولا بالموروث الثقافي لأن الجذور الثقافية لهذه الشرائع تحث وتؤكد علي ضرورة ستر المرأة لنفسها ولكن الأذرع الشيطانية التي تحارب الفضائل والقيم هي التي تروج لتعرية المرأة ونزع سترها عن جسدها. قال ان الآيات القرآنية حذرت من ذلك في قوله تعالي في سورة الأعراف "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواءتهما". ذكر أنه لا يوجد نموذج ثابت لثياب المرأة في الإسلام ولكنه النموذج الذي يستر عورةالمرأة فلا تظهرها لرقتها ولا تحجمها لضيقها. قال ان الشريعة الإسلامية هي شريعة كل زمان ومكان وهي تطلق الحكم وتترك لكل بلد تنفيذه بالطريقة التي تراها وبالأعراف التي تتبعها بشرط ألا تخرج كل هذه الطرق عن شروط الحكم التي بينتها الآية أو الحديث النبوي الشريف. قال ان المسلمة حرة في أن تلتزم بالحجاب أو النقاب لا حرج عليها غير أن من الضروري ألا تسئ المحجبة أو المنقبة للحجاب فتأتي بسلوكيات تخالف الفضيلة أو القيم أو تتصرف بأشياء تجعلها سخرية للآخرين.. وتكون قدوة سيئة لجميع الملتزمات بالزي الإسلامي.