لغتنا العربية يسر لا عسر. ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها. ولنا أن نضيف إليها ما نحتاج إليه من ألفاظ لم تكن موجودة في العصر القديم.. عبارة أحفظها عن ظهر قلب لأديبنا العميد طه حسين ذات يوم منذ عقود. تستدعيها ذاكرتي المتعبة بفعل السنين والمشاكل التي لا حصر لها في زماننا الحاضر. كلما حلت ذكري الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية لغة الضاد أو لغة القرآن أو لغتنا الجميلة. سمها كما شئت. المهم تفاعل معها في عيدها السنوي طوال شهر ديسمبر من كل عام. وحافظ عليها فهي أجمل لغات العالم وإلا ما اختارها الله لغة لقرآنه المجيد. الذي لولاه لاندثرت العربية. تعمدت التأخير في الكتابة عن هذه المناسبة لحين اكمال رصدي لما كتب عنها. ولكن للأسف لم يكتب عنها الا عن استحياء حتي في الصفحات المتخصصة. وهذا أحزنني. لأننا بالفعل في حاجة ماسة إلي إحياء اللغة العربية وإعادتها إلي سيرتها الأولي عندما كان القدماء يملكونها وفق عبارة عميد الأدب العربي. واضافة ما يستجد عليها من ألفاظ ومصطلحات. لأنها ليست بمعزل عن بقية لغات العالم. بل تتفوق عليها ويحسدنا عليها الكثيرون. خاصة في الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية. لأنهم يجدون صعوبة في فهم معاني القرآن. حتي في التفاسير العديدة التي تمت ترجمتها علي يد رجال الدين بتلك الدول. لأنهم يدركون جيداً الكم الهائل من الجماليات والأساليب والصور البيانية. وأنها إذا ما نزعت من سياقها وترجمت تفقد الكثير من رشاقتها. وهذا يدعوني إلي تشجيع ما يقوم به الأزهر من ترجمة القرآن وتفسير معانيه بعشر لغات حية تتلوها ألسنة الاعاجيم. فمثل هذا العمل الشاق والشيق في نفس الوقت سيخدم الإسلام ويوصل الفهم لكتابه المقدس بكل يسر وسهولة. وبالتالي تزداد أعداد المسلمين في تلك البلاد وغيرها. وللذين يريدون التعرف علي ديننا السمح فيلجأون إليه ويحظون بشرف الانتساب إليه بعد النطق بالشهادتين. كما حدث لكثير من الشخصيات الهامة في الغرب من الكتاب والمستشرقين ونجوم الفن والرياضة الذين اشهروا إسلامهم بعد قناعة بسماحته. وهذا لا يتأتي إلا بالترجمة الواعية والدقيقة التي تساير نفس السياق والروحانية والجمالية التي يتضمنها القرآن. وكنت أتمني انتهاز هذه الاحتفالية بتأليف المزيد من كتب السير الذاتية للمشاهير من المسلمين تناسب ثقافة الغرب. بالإضافة إلي إخراج أفلام للاعلام منهم بالفصحي وليس بالعامية التي لا يفهمها الاعاجم لندرة مثل هذه النوعية ولا أدري لماذا؟.. رغم انها تنويرية وتدخل القلوب قبل العقول. بدلاًمن الأفلام الإيرانية المدبلجة والتي تحتاج إلي تنقيح وان كان لهم الشكر لشرف المحاولة شريطة عدم ظهور الانبياء والعشرة المبشرين بالجنة. وتمنيت أيضاً ألا نلجأ عند التخاطب بيننا إلي لغة الاستثناء. فيقلدها المشاهدون ويحاكونها ولو استمر هذا الحال سنفقد ما بقي من لغتنا الجميلة التي للأسف لم نحترمها ولم نقدسها أو نحافظ عليها مثل بقية اللغات كالانجليزية والفرنسية الأكثر انتشاراً حيث يحافظ القائمون عليها من الشوائب والتشويه والتجريف المتعمد مثلنا. صراحة.. لغتنا الجميلة تئن وتتوجع وتشكو لله حالها الردئ الذي آلت إليه علي يد الأجيال الحديثة التي تتنكر لها وتحاول تقليد الغرب بادخال كلمات أجنبية كنوع من الاتيكيت أغلبها لا يعرف معناها. في حين الأعاجم لا يفعلون ذلك لأنهم يعتزون بلغاتهم ويغارون عليها. مع ان لغاتهم لا ترقي إلي لغة القرآن التي نستهتر بها وباستهتارنا انقلب حالنا وتخلفنا وصرنا في ذيل الأمم. .. وأخيراً: * اللغة كائن حي.. تفرح وتتألم * وهي عنوان المتحدثين بها إما بالرقي أو بالانحلال * اللغة كالبحر.. لا قرار لها.. وتحب الزيادة * مازلت أكرر.. مفاوضات سد النهضة مضيعة للوقت * لو بحثن عن الأصابع الخفية.. ستعرفون الحقيقة المرة * هل سيلتزم المحافظون الجدد بوصايا الرئيس.. أشك * العشرات من حملة الدكتوراة والماجستير علي سلالم الصحفيين.. و"الله عيب"!