أيام ويبدأ البرلمان الجديد تولي مهامه وسط حالة من الاحباط يشعر بها الكثيرون حتي قبل ان يعقد مجلس النواب جلسته الأولي. الاحباط سببه الرئيسي اعلام فاسد يلعب علي المشاعر ويسلط الاضواء علي السلبيات ولا يبحث ابدا عن الايجابيات ولذلك لم يبرز ابدا علي الساحة الا الشخصيات المثيرة للجدل مثل توفيق عكاشة وسعيد حساسين ومرتضي منصور وكأن كل النواب من هذه العينة. الحقيقة التي لا تقبل الجدل أن النواب الحاليين هم من اختيار الشعب دون تدخل من الدولة. صحيح ان نسبة الاقبال علي الانتخابات لم تتجاوز 25% ووصلت في بعض الدوائر إلي 12% ولكن ذلك لم يكن نتيجة ضغوط حكومية وانما استهتار وسلبية وعدم تقدير لاهمية المشاركة في الانتخابات. الحقيقة التي لا تقبل الجدل ايضا أن المال والرشاوي الانتخابية والمصالح الخاصة لعبت الدور الرئيسي في الانتخابات وان هناك شخصيات لا تستحق حتي الفوز في المجالس المحلية وليس البرلمان الجهة التشريعية الأولي في مصر. غير اننا الان اصبحنا امام حقيقة واقعة وهي ان لدينا برلمانا منتخبنا ولدينا ائتلافات تبحث عن دور أو بعبارة تبحث عن جزء من الكعكة بعد أن استمدت شرعيتها من القانون وليس من الشعب. وبصراحة شديدة فانني اتوقع العجب العجاب من البرلمان الجديد وانتظر مسرحيات هزلية من الطراز الأول واتخيل اننا سنشاهد معارك ومناوشات تشبه ما يحدث في رياض الاطفال. لكننا سنتعلم في النهاية اننا يجب ان نشارك في الانتخابات وان نحرص في الاختيار والا نترك الفرصة للصغار لكي يجلسوا علي مقاعد البرلمان ويصبحوا الجهة التشريعية الأولي في مصر.