حين وجدته علي مكتبي.. عرفت إن الحكاية فيها جريمة.. بالطبع فهو كتاب الزميل جمال عقل وتخصصه الأول حوادث.. وبعض الأقسام في العمل تربطها فيما بينها صلة.. كالتي تربط الجراح بطيب التخدير. فمن بداية عمل الصحفي شعرت بسلك يربط بين الحوادث والمرأة بصفتها من وجهة نظري مجني عليها. فكم تكهربت بعناوين مثل الحية الرقطاء.. واستفزتني تعبيرات كالمرأة اللعوب.. واستنفرتي الشيطانة.. وأيا كانت باقي الجملة ومهما كان الفعل الذي يعقبها أراها أنثي.. وردة.. ناعمة.. وديعة.. بريئة.. نقية فإن تحولت إلي متهمه فلنحاسب من خرق الطبيعة.. ولوي ذراع الفطرة وجعلوها مجرمة. الست.. سميحة كانت حكاية سميحة مثار حديث الناس كما روي زميلنا في كتابه "صحفي متجول في دنيا الجريمة" لقد قطعت الزوجة زوجها قطعا ملأت بها الأكياس في ابتكار ألمعي.. لانتقام لا آدمي. وقد تربينا علي حكايات ارسين لوبين ولقبه اللص الظريف.. وقد تكون السرقة.. طرفة ولكن الدم عمره ما كان ظريفا حتي لو من "شكة دبوس" بالفعل خاف الأزواج في البيوت.. وكل عمل حسابا للمرأة التي تشاركه نهاره ومنامه.. لكني لم أصدق أن يداً خلقها الله لتكون أما تهدهد.. تستطيع أن تمسك بساطور. ثم شاهدتها سميحة أو نبيلة عبيد التي جسدتها في فيلم المرأة والساطور ومع النهاية سقطت دموعي.. علي سميحة.. قتلها الرجل كل يوم وقتلته مرة واحدة وكم يترك القانون بكل ما أوتي من عدالة.. مجرمين يرتعون في الأرض ورجالاً يعبثون بنساء. أنت.. الذي من يتذكر قصة "الإخوة كرامازوف" التي ترجمناها إلي "الإخوة الأعداء" والكاتب الروسي "دوستوفسكي" الذي أقر بأن اليد التي قتلت ليست هي المجرمة وإنما المحرض هوالقاتل الأصلي الذي للأسف لا يحاسبه قانون. بالطبع النفس البشرية السوية ضد قتل وعنف بكل اشكاله وديننا دعوة مفتوحة للحياة بسلام. فكفي وصفا لأي امرأة بما ليس من صفاتها.. وحتي حدوث حالة جريمة الجاني فيها امرأة مسألة نادرة ولا تقاس نسبيا بجرائم الجنس الخشن. ومن يرد الكلام عن النساء.. يقرأ معنا انها تلك المرأة التي رأيت فيها نبلا وروعة دعتك للاقتران بها.. وهي من تحملت آلاما لا تحتملها انت لتصبح أبا ثم إنها تكمل الدور تعرف عن أولادك ما قد يخفونه عنك وتحل مشاكل لم تلقها في أذنك لتبقي لك ثباتك وإن ترنحت هي.. تأكل ما يبقي من أولادها.. وتشرب في الفنجان المكسور. إنها تكذب حين تخلع معطفها تضعه علي ابنتها وتؤكد أنها "دفيانة" وتضع قطعة اللحم في فم ابنها وتدعي انها شبعانة .. كيف لهذا القلب أن يقسو إن أحمد رامي في رباعيات الخيام لم يكن يقصد اكثر من قلب أم ورقة أنثي حين قال "أولي بهذا القلب أن يخفقا". سطرت عن المرأة بسبب الكتاب وأعود للحوادث والجريمة.. فهي أروع حادثة في الوجود.. الجريمة التي لا يقدر عليها ملف.