لم يكن اعلان السعودية عن انطلاق "التحالف الإسلامي" لمواجهة التطرف والإرهاب الذي يضرب في كل انحاء العالم والذي أدي إلي تشويه صورة المسلمين في العالم كله. مفاجأة لأي متابع لما يحدث في الشرق الأوسط فتطهير الإسلام من الأفكار المنحرفة التي يتبناها داعش وغيره من التنظيمات الدموية مسئولية المسلمين قبل أي تحالفات أخري بدلا من ان تؤدي المواجهات في المنطقة بين الدول الكبري إلي حرب عالمية سيكون الشرق الأوسط وقودها بطبيعة الحال ولذا كان علينا ان نمسك بزمام المبادرة ونطلق الرصاصة لأولي علي سويداء قلب القتلة مهما كانت التضحيات خصوصا ان التنظيم يستعد للتمدد في المزيد من الدول المجاورة وبعضها في الخليج في الوقت الذي تدفع فيه إيران الحوثيين إلي قتال التحالف العربي باليمن بشراسة بعد أن زودتهم بالمال والسلاح لصد "عاصفة الحزم" بهدف استمرار الحرب في اليمن أطول فترة ممكنة لاستنزاف الدول المشاركة في التحالف العربي. وارجو ان لا يتصور البعض ان موافقة مصر علي الانضمام للتحالف الإسلامي ضد داعش مجاملة للمملكة لأن القاهرة ترتبط مع دول الخليج بعلاقات تاريخية تعتمد علي صلة الدم والمصير المشترك لكنها البداية لوقف نزيف دماء ضحايا الارهاب نتيجة الحوادث التي تقع يوميا في دول كثيرة في الشرق والغرب ويروح ضحيتها أبرياء وكان اكثرها دموية في الفترة الأخيرة "مجزرة باريس" ولذا كان علينا باعتبارنا مسلمين ان نرد علي السؤال الذي يشغل بال العالم كله الآن ماذا انتم فاعلون؟ هل ستقفون تتفرجون كالعادة. نريد تحركا علي الأرض؟ ويقيني ان التحالف العسكري الاسلامي ضرورة لدحر الارهاب لاعادة البهاء لديننا الإسلامي السمح الحنيف وانضمام مصر له لم يكن الهدف منه الحصول علي مكرمة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز فهذا الدعم لا علاقة له بالأمر وكان قد تم الاتفاق عليه في مجلس التنسيق السعودي المصري في القاهرة منذ فترة وجاء الاعلان عنه مصادفة بعد تدشين التحالف ولذا يمكنني القول انه تحالف الأمان للعرب خصوصا والمسلمين عموما لإعادة هيبتهم المفقودة في العالم بسبب الاتجار بالدين وانتشار العنف. ويتعين ان لا نعقد الآمال علي ان القضاء علي الإرهاب سينتهي بدحر داعش في حال حدث ذلك بل لابد من قطع رأس الأفعي وهي تنظيم الاخوان الذي قال عنه تقرير "جنكنيز" في لندن وهو أحد أكبر المسئولين الحكوميين البريطانيين والذي عرضه أمام البرلمان البريطاني انه يلجأ في مصر إلي الإرهاب وان حسن البنا قبل باستغلال العنف لأغراض سياسية مضيفا ان أبرز منظري الاخوان هو سيد قطب الذي يروج لعقيدة التكفير التي يرتكز عليه فكر تنظيمي داعش والقاعدة سعيا لتأسيس دولة اسلامية وتاليا أدي هذا التقرير إلي نشر فضائح الجماعة في العالم كله وهو انتصار تاريخي للدولة المصرية وجاء الاعلان عنه بعد ساعات من شن حمزة زوبع القيادي الاخواني هجوما عنيفا علي الجماعة ومكتبها في لندن مؤكدا ان الاخوان مخترقة من الداخل وقال احنا جماعة "متخلفة" وبيتلعب بينا. احنا بقينا جماعتين. يعني أخيرا اعترف زوبع بما قلناه مرارا وتكرارا بأن الجماعة وأعضاءها "مغفلون" وينفذون التعليمات مثل الخرفان وفقا لمبدأ السمع والطاعة وعليهم أن يستيقظوا جميعا من الوهم الذي يعيشون فيه فالزمن لن يعود إلي الوراء.