انقسم خبراء الإعلام، حول آلية التصدي إعلاميًا للصورة الذهنية المغلوطة عن الإسلام في الغرب، فأشار البعض إلى ضرورة توحيد الصفوف، والتأكيد على أن الجماعات الإرهابية لا تمت للإسلام بصلة، بينما رأى البعض الآخر، أن تلك الأفكار المشددة راسخة في العقلية الأوروبية، ومعالجتها تحتاج إلى فترات طويلة، حيث لا يمكن تغييرها بسهولة. جاء ذلك ردا على ما تعرض له المسلمون في الدول الأوروبية، في أعقاب أحداث باريس الإرهابية، الجمعة الماضية، من تضييق الخناق عليهم، وتظاهر عدد من الفرنسيين وحرق المصحف الشريف، والمطالبة برحيل الإسلام من بلادهم، بالإضافة إلى دفع مواطن بريطاني لسيدة مسلمة أمام القطار في لندن. صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، استبعد أن يلعب الإعلام دورًا في حل أزمة الإسلاموفوبيا المترسخة في أوروبا، مشيرًا إلى أن التعصب والتسامح طبيعة بشرية، وفي أوروبا يوجد فئة متسامحة مع الإسلام والمسليمن، وأخرى متعصبة. ونوه إلى وجود أحزاب سياسية قائمة على هذا الفكر المتشدد، ومع ارتكاب أحداث دموية مثل التي شهدتها مؤخرًا، تتُاح الفرصة أمام تلك الجماعات للانتقام. ورأى العالم، أن تحسين الصورة الذهنية السيئة عن الإسلام، لن يتم إلا من خلال المعالجة الممتدة، لأن أصحاب الفكر المتشدد، لديهم أدلة وشواهد تفيد بأن الإسلام دين دمار، وترسخ الجماعات الإرهابية هذه المعتقدات بارتكاب الأعمال الإرهابية. وحدد ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، عدة عوامل لتحسين الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين، تتمثل في تجديد الفكر والخطاب الإسلامي المتبع، وبدونه تستمر معاناة المسلمون، وكذلك إتباع الدول العربية والإسلامية أساليب إعلامية احترافية تتعامل بمهنية ونشرها مستوى دولي, حتى يُمكنها مواجهة التيار الإعلامي المضاد. وشدد حسن عماد، الخبير الإعلامى، على ضرورة توضيح الصورة الحقيقية للمسلمين والعرب للعالم كله والغرب خاصة، مشيرًا إلى أن الموقف الحالي في غاية السوء، خاصة بعد ما شهدته باريس من حرق المصحف الشريف, وقتل بريطانيا لمسلمة تحت قطار هناك. وأضاف أن هناك اعتقاد أوروبي بأن مرتكبي الحادث الإرهابي شهدته فرنسا من المسلمين, ويجب توضيح وإثبات خلاف ذلك بالأفعال وليس بالكلام فقط. وأشار إلى أن التفجيرات والأعمال الإرهابية، التى حدثت فى الآونة الأخيرة، والتى يتبنى معظمها تنظيم داعش الإرهابى، يعطى للغرب صورة عن الإسلام كله أنه "داعش"، لذا يجب إثبات صورة الإسلام الصحيح للعالم أجمع، وأن داعش لا تنتمى للإسلام. وأوضح أن تصحيح صورة الإسلام تتم من خلال تعاون كافة الكتاب في الدول العربية، عبر كتابة المقالات وتصديرها عالميًا، يُوضح من خلالها سماحة الإسلام، مؤكدًا على ضرورة أن تكون الدول العربية فى مقدمة التحالفات التى يمكن أن تشهدها الأيام المقبلة لمكافحة الإرهاب.