تعتبر الرعاية الصحية والخدمات الصحية من أهم ما يهم ويشغل بال المواطن علي مستوي الجمهورية وبالرغم من الدور الذي تقوم به وزارة الصحة الا ان كثيرا من المرضي يفتقدونه ولا يشعرون به خصوصا أهالي المناطق النائية أو المحافظات الحدودية. فمحافظة اسوان من المحافظات التي تعاني الكثير من التهميش والاهمال في كل شيء فالصحة أو الرعاية الصحية في اسوان لا وجود لها علي الاطلاق فإذا وجد المكان غاب الطبيب المعالج وبالرغم من تعدد المستشفيات الحكومية والخاصة والوحدات الصحية الهائلة علي مستوي المحافظة الا انها تعتبر نوعا من انواع اهدار للمال العام في بعض الأحيان حتي أصبحت هذه المباني المنشأة ما هي إلا ديكور لزيارة أي مسئول سواء من المحافظة أو خارجها. رصدت "الجمهورية" الوحدة الصحية بجزيرة هيسا كنموذج ينطبق علي ما يقرب من 70 وحدة صحية بمختلف القري النوبية علي مستوي المحافظة لنلقي الضوء علي هذا الملف الشائك الذي يهم المواطنين بصفة عامة والمرضي بصفة خاصة. ففي جزيرة هيسا التي تعتبر احدي أكبر الجزر النيلية الواقعة بين خزان اسوان والسد العالي ونظرا لموقعها المتميز لما تحتضنه من مناظر جمالية الا انها تعاني من نقص شديد في الرعاية والخدمات الصحية اللازمة فهذه الوحدة الوحيدة هي وزارة الصحة ومأوي المريض واسعافه بالنسبة لأهالي المنطقة. يقول عبدالحارث رمضان رئيس التمريض بالوحدة الصحية بجزيرة هيسا انه لابد من توافر اكثر من طبيب بالوحدة الصحية نظرا لطبيعة الجزيرة الجبلية التي تنتشر بها الزواحف السامة وبالرغم من انشائها منذ ما يقرب من عامين بتكلفة 2 مليون جنيه الا انها ينقصها اهم شيء وهو الطبيب المعالج الذي لا يقل دوره واهميته عن الامكانيات الموجودة بالوحدة فلابد ان تقوم وزارة الصحة بأسوان ومديرية الصحة من توفير الاطباء المعالجين لخدمة اهالي الجزيرة بدلا من انشائها بدون أي فائدة حفاظا علي أرواح وسلامة المواطنين. ويضيف عبدالحارث مركب بالمعاش انه لابد من وجود طبيبة نساء وتوليد لرعاية السيدات خصوصا الحوامل وغيرهن بالجزيرة نظرا لبعد المسافة بين الجزيرة واسوان فهذا الوقت الذي تستغرقه المريضة لا تتحمله فيجب علي مديرية الصحة بأسوان من توفير اكثر من طبيب وطبيبة بالاضافة إلي انه يوجد مكان مخصص للسكن وجاهز وعلي أعلي مستوي فالوحدة مجهزة ولكن الخدمة معدومة وغير موجودة نهائيا. وينوه محمود عابد ممرض بالوحدة إلي ان اهالي الجزيرة يعانون اشد المعاناة من عدم تواجد الاطباء حيث وعدت مديرة الادارة من قبل من توافر طبيب علي مدار يومين في الاسبوع وحتي الآن لم نجد واحدا منهم فنحن في أمس الحاجة إليهم نظرا لعدم تواجد أي وحدة صحية اخري بالجزيرة أو أي مستشفي فهي تعتبر المكان الوحيد الذي يقوم باسعاف أي مريض أو مريضة إذا تعرض لأي شيء. ويشير ياسر عواضون موظف وأحد ابناء الجزيرة إلي انه بالرغم من تعدد الشكاوي والمطالب بخصوص هذا الموضوع الا اننا لم نجد من يهتم بنا وينظر إلينا بعين الاعتبار وكأننا ليس مصريين فيجب علي المسئولين من توفير الرعاية والخدمات الصحية للمواطنين التي تعتبر من أولويات الحكومة التي تقدمها للمواطنين. ويناشد اهالي جزيرة هيسا المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء وكل المسئولين في المنظومة الطبية ووزير الصحة ومحافظ اسوان بايجاد حل لهذه المشكلة في أسرع وقت ممكن لكي نشعر بآدميتنا.