التطور السريع الذي حققته الصين في كافة المجالات علي مدي العقود الثلاثة الماضية.. يجعلها تستحق أن نطلق عليها ¢بلد المعجزات¢..! * بالأرقام: * بلغ متوسط النمو السنوي للاقتصاد الصيني خلال العقود الثلاثة الماضية 10%.. وهو من أعلي معدلات التنمية في العالم.. * استطاعت الصين أن تضاعف حجم اقتصادها أكثر من 6 مرات خلال الفترة من عام 2000 الي عام 2013. فارتفع من 1,19تريليون دولار الي 8,94 تريليون.. بذلك أصبحت الصين ثاني أكبر إقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يبلغ حجم إقتصادها 16,72 تريليون دولار.. "طبقا لتقديرات صندوق النقد الدولي لعام 2013. تأتي اليابان في المرتبة الثالثة بحجم إقتصاد 5,01 تريليون دولار. ثم ألمانيا في المرتبة الرابعة بحجم اقتصاد 3,59 تريليون دولار".. * بيانات صندوق النقد الدولي لعام 2013 تقول أيضا إن الناتج المحلي الإجمالي للصين بلغت نسبته 15,84% من حجم الناتج العالمي. بينما بلغت نسبة الناتج المحلي الأمريكي 16,45% من الناتج العالمي.. * في عام 2014 ارتفع حجم الناتج المحلي للصين الي نسبة 27,8% من حجم الناتج العالمي. فأصبحت الصين بذلك هي الدولة الأولي من حيث حجم المساهمة في نمو الاقتصاد العالمي.. لكنها من حيث حجم الاقتصاد. مازالت الدولة الثانية بعد الولاياتالمتحدة.. * تعتبر الصين هي الدولة الأولي عالميا من حيث حجم التجارة الدولية.. حيث تجاوز حجم تجارتها الخارجية في عام 2013 حاجز ال 4 تريليونات دولار.. ووفقا للأرقام الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء في الصين. فإن صادرات الصين من المنتجات الصناعية تشكل سبع صادرات العالم. وتزيد عن حجم وارداتها من الخارج بنسبة كبيرة.. الأمر الذي أدي الي استقرار سوق الصرف الأجنبي في الصين. وتحقيق فائض في ميزان المدفوعات بصورة عامة. وفي الحساب الجاري بصورة خاصة. بلغ في عام 2013 حوالي 223,74 مليار دولار. فارتفع بذلك حجم إحتياطي النقد الأجنبي بالبنك المركزي في الصين الي 3650 مليار دولار في نهاية يوليو 2015.. حققت الصين هذا الفائض في الوقت الذي تحقق فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية عجزا سنويا في ميزان مدفوعاتها - منذ غزو العراق - بلغ في عام 2013 حوالي 451,46 مليار دولار.. * استطاعت الصين تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء لسكانها الذين وصل تعدادهم الي مليار و400 مليون نسمة.. في عام 2012 بلغ حجم إنتاج الصين من الحبوب 589 مليون طن.. * تشير التوقعات الي أنه بحلول عام 2040 سيصل حجم الناتج المحلي الإجمالي للصين الي 40% من الناتج العالمي.. بينما يتقلص الناتج الأمريكي الي 14%. والإتحاد الأوربي الي 5%.. كما سيزيد متوسط دخل الفرد في الصين كثيرا عن متوسط دخل الفرد في اليابان أو في الإتحاد الأوربي.. * استطاعت الصين أن تحقق قفزة كبيرة في مجال صناعة أجهزة الكومبيوتر فائقة السرعة بصورة أذهلت الكثير من دول العالم.. تمتلك الصين الآن أسرع جهاز حاسوب عالمي عملاق.. وهو الجهاز الذي تحاول كل من الولاياتالمتحدةواليابان بناء جيل جديد من الحاسبات يستطيع أن يتفوق علي الحاسوب الصيني في السرعة والأداء.. * نجاح الصين السريع والمذهل في هذا المجال ساعدها علي اقتحام السوق العالمية للاتصالات بقوة.. علي سبيل المثال بلغ حجم مبيعات شركة "هواوي" الصينية وحدها في عام 2014 حوالي 48 مليار دولار..! *** كنت أحد أعضاء الوفد الإعلامي العربي. الذي زار الصين منذ أيام تلبية لدعوة من الحكومة الصينية.. ضم الوفد 19 صحفيا وكاتبا من مصر والأردن والبحرين والسعودية ولبنان وقطر وتونس وعمان والإمارات العربية المتحدة والكويت.. الزيارة تمت في إطار منتدي التعاون العربي - الصيني. الذي يعمل علي تشجيع تبادل زيارت الوفود الإعلامية بين الصين والدول العربية. لتعزيز الروابط المشتركة بين الجانبين.. * استمرت الزيارة أسبوعا.. التقينا خلالها بعدد من المسئولين الصينيين. وزرنا ثلاث مدن.. هي: بكين - تشينغداو - شنتشن.. * في بكين كان اللقاء الأول مع وانج شوانج نائب مدير إدارة الإعلام بوزارة الخارجية الصينية.. * لابد من التوقف هنا للإشارة الي أن برنامج زيارتنا للصين لم يتضمن أي لقاءات مع أي أحد من صناع القرار في الصين.. ربما لأن الصينيين مازالوا لا يريدون الإنفتاح علي وسائل الإعلام. إلا بالقدر المطلوب.. وفي الحدود التي يرسمونها.. * لابد من الإشارة أيضا الي أن المعلومات التي سمعناها من المسئولين الذين التقينا بهم. كانت علي درجة كبيرة من الأهمية.. وأن المناقشة معهم كانت مفتوحة بلا أي قيود.. لكنهم في النهاية ليسوا من صناع القرار في الصين..! * لذلك يمكن تقييم زيارة الوفد الإعلامي العربي للصين.. علي أنها كانت ¢رحلة¢.. وليست مهمة صحفية.. وأن الجانب الصحفي في هذه الرحلة تركز علي زيارة بعض المواقع الإنتاجية. للوقوف علي التقدم الذي أحرزته الصين في مختلف المجالات.. حتي أصبحت تستحق أن يطلق عليها "بلد المعجزات".. *** بعد مقدمة قصيرة تحدث فيها وانج شوانج عن قوة ومتانة العلاقات التي تربط بين الصين والدول العربية.. بدأ في الهجوم علي وسائل الإعلام الغربية واتهمها بأنها لا تنقل الصورة الكاملة. وأنها تنظر الي ما يحدث في الصين من زاوية خاصة وليس من كل الزوايا.. ونصحنا بألا نعتمد علي وسائل الإعلام الغربية في تغطية الأحداث.. * قال: نحن ندعو الأصدقاء العرب الي زيارة الصين. للتعرف علي التطورات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما تحدث علي أرض الواقع.. وليس كما تنقلها وسائل الإعلام الغربية.. لدينا ظروف اقتصادية واجتماعية خاصة. لذلك اتخذنا إجراءات خاصة لتحقيق التنمية الاقتصادية.. لكن عندما يتكلم الغرب عن التنمية الاقتصادية في الصين. فإنه يتكلم عنها بمعاييره الخاصة.. وينسي أن الصين لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية التي شهدها العالم منذ عام 2008. وظلت تحقق معدلات تنمية سنوية مستقرة ومتميزة. كما ساهمت في دعم الاقتصاد العالمي بدرجة كبيرة.. * أضاف: نحن الآن نعمل علي تحويل نمط التنمية الاقتصادية في الصين.. من اقتصاد يعتمد في تحقيق التنمية علي الإستثمار. الي إقتصاد يهتم بتطوير صناعة الخدمات ذات الاستهلاك المنخفض والانبعاثات المنخفضة وفرص العمل الكثيرة.. هذا يعني أن الصين سوف تركز علي نوعية النمو الاقتصادي بدلا من سرعته. لتحقيق تنمية مستدامة ذات فعالية.. في المرحلة السابقة كنا نهتم بالاستثمار في القطاع الصناعي والبنية التحتية. لذلك كان الناتج المحلي يشهد ارتفاعا سريعا بمعدل يزيد علي 10% سنويا.. كان حجم الإنتاج أكثر من اللازم في قطاعات مثل الحديد والفولاذ والأسمنت والزجاج والنسيج والسلع الكهربائية وغير ذلك من المنتجات.. فترتب علي ذلك فائض كبير في المخزون.. أيضا مازالت عندنا أعداد كبيرة من المساكن التي تم بناؤها. ولم يتم بيعها.. هذا يعني أن رءوس الأموال التي أنفقت في إنتاج السلع وبناء المساكن لم تعد الي أصحابها. فظهرت أزمة.. وحدث إنكماش اقتصادي.. زاد من الأزمة أن وضع الاقتصاد العالمي ليس جيدا. وحجم التجارة الدولية يتراجع. الأمر الذي أثر سلبا علي صادرات السلع الصينية.. * من أجل ذلك بدأنا في تعديل هيكل الاقتصاد الصيني.. بدأنا في التحول من نمط الاقتصاد المخطط الي نمط اقتصاد السوق.. كانت الحكومة في السابق تلعب الدور الأكبر في عملية الاستثمار.. والآن جاء دور السوق ليلعب الدور الأكبر..! *** * وللحديث بقية في الأسبوع القادم إن شاء الله تعالي..