حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الاثنين 10 نوفمبر    «الثروة الحيوانية»: انتشار الحمى القلاعية شائعة ولا داعٍ للقلق (فيديو)    قطع التيار الكهربائي اليوم عن 18 منطقة في كفر الشيخ.. اعرف السبب    مجلس الشيوخ الأمريكى يتوصل إلى اتفاق مبدئى لإنهاء الإغلاق الحكومى    مواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلى شمال القدس المحتلة    بالأسماء.. شيكابالا يكشف 12 لاعبًا يستحقون الاستمرار مع الزمالك    شبورة وأمطار.. الأرصاد تكشف حالة الطقس المتوقعة اليوم 10 نوفمبر    مساعد وزير الصحة: نستهدف توفير 3 أسرة لكل 1000 نسمة وفق المعايير العالمية    عاجل نقل الفنان محمد صبحي للعناية المركزة.. التفاصيل هنا    طوابير بالتنقيط وصور بالذكاء الاصطناعي.. المشهد الأبرز في تصويت المصريين بالخارج يكشف هزلية "انتخابات" النواب    لمواجهة ارتفاع الأسعار.. التموين: طرح زيت طعام 700 مللي ب 46.60 جنيه في 1060مجمعا استهلاكيا    قائمة مقررات الصف الثاني الثانوي أدبي ل امتحانات شهر نوفمبر 2025.. المواعيد كاملة    ترامب يتهم "بي بي سي" بالتلاعب بخطابه ومحاولة التأثير على الانتخابات الأمريكية    الاتحاد الأفريقي يعرب عن قلقه البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني في مالي    رئيس لجنة كورونا يوضح أعراض الفيروس الجديد ويحذر الفئات الأكثر عرضة    رعب في بروكسل بعد رصد طائرات مسيرة تحلق فوق أكبر محطة نووية    سيلتا فيجو ضد برشلونة.. ليفاندوفسكي: علينا التحسن بعد التوقف الدولي    متى ستحصل مصر على الشريحتين الخامسة والسادسة من قرض صندوق النقد؟ وزير المالية يجيب    باريس سان جيرمان يسترجع صدارة الدوري بفوز على ليون في ال +90    طارق قنديل: الدوري لن يخرج من الأهلي.. وتوروب يسير بخطى ثابتة    «مش بيلعب وبينضم».. شيكابالا ينتقد تواجد مصطفى شوبير مع منتخب مصر    معسكر منتخب مصر المشارك في كأس العرب ينطلق اليوم استعدادا لمواجهتي الجزائر    مي عمر أمام أحمد السقا في فيلم «هيروشيما»    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 10 نوفمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    الطالبان المتهمان في حادث دهس الشيخ زايد: «والدنا خبط الضحايا بالعربية وجرى»    وفاة العقيد عمرو حسن من قوات تأمين الانتخابات شمال المنيا    وزير المالية: نسعى لتنفيذ صفقة حكوميه للتخارج قبل نهاية العام    عمرو أديب عن نهائي السوبر بين الأهلي والزمالك: «معلق المباراة جابلي هسهس»    مفتى الجمهورية يشارك فى مناقشة رسالة ماجستير بجامعة المنصورة.. صور    "مصر تتسلم 3.5 مليار دولار".. وزير المالية يكشف تفاصيل صفقة "علم الروم"    غارات جوية أمريكية تستهدف تنظيم القاعدة في اليمن    «لا تقاوم».. طريقة عمل الملوخية خطوة بخطوة    نشأت أبو الخير يكتب: القديس مارمرقس كاروز الديار المصرية    مساعد وزير الصحة لنظم المعلومات: التحول الرقمي محور المؤتمر العالمي الثالث للسكان والصحة    3 سيارات إطفاء تسيطر على حريق مخبز بالبدرشين    تطورات الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثى بعد تعرضه لحادث أليم    كشف ملابسات فيديو صفع سيدة بالشرقية بسبب خلافات على تهوية الخبز    أداة «غير مضمونة» للتخلص من الشيب.. موضة حقن الشعر الرمادي تثير جدلا    البابا تواضروس ومحافظ الجيزة يفتتحان عددًا من المشروعات الخدمية والاجتماعية ب6 أكتوبر    انتخابات مجلس النواب 2025.. خطوات الاستعلام عن اللجنة الانتخابية بالمرحلة الأولى (رابط)    ON SPORT تعرض ملخص لمسات زيزو فى السوبر المحلى أمام الزمالك    3 أبراج «مستحيل يقولوا بحبك في الأول».. يخافون من الرفض ولا يعترفون بمشاعرهم بسهولة    الصحة ل ستوديو إكسترا: 384 مشروعا لتطوير القطاع الصحي حتى عام 2030    ميشيل مساك لصاحبة السعادة: أغنية الحلوة تصدرت الترند مرتين    عمرو أديب عن العلاقات المصرية السعودية: «أنا عايز حد يقولي إيه المشكلة؟!»    حضور فني ضخم في عزاء والد محمد رمضان بمسجد الشرطة بالشيخ زايد.. صور    الكشف إصابة أحمد سامي مدافع بيراميدز    أمواج تسونامي خفيفة تصل شمال شرق اليابان بعد زلزال بقوة 6.9 درجة    محافظ قنا يشارك في احتفالات موسم الشهيد مارجرجس بدير المحروسة    نجل عبد الناصر يرد على ياسر جلال بعد تصريح إنزال قوات صاعقة جزائرية بميدان التحرير    فوائد زيادة العضلات بالجسم بعد الأربعين    محافظ الغربية يتفقد مستشفى قطور المركزي وعيادة التأمين الصحي    هل يجوز الحلف ب«وحياتك» أو «ورحمة أمك»؟.. أمين الفتوى يُجيب    هل يجوز أن تكتب الأم ذهبها كله لابنتها؟.. عضو مركز الأزهر تجيب    هل يذهب من مسه السحر للمعالجين بالقرآن؟.. أمين الفتوى يجيب    خالد الجندي: الاستخارة ليست منامًا ولا 3 أيام فقط بل تيسير أو صرف من الله    بث مباشر.. صدام النجوم المصريين: مانشستر سيتي يواجه ليفربول في قمة الدوري الإنجليزي    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم وأذكار الصباح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أجراس مصرية
سامح محروس
نشر في الجمهورية يوم 22 - 11 - 2015

مازالت هناك حالة من الغضب تجتاز بعض الأقباط الذين يعانون من مشاكل شخصية في حياتهم الزوجية. ورغم أن الكنيسة قد خففت من حدة تلك المشاكل المتعلقة بالزواج. ولاسيما الذين يطالبون بالزواج الثاني من قبل الكنيسة والتي ترفض الكنيسة هذا الأمر طالما أنه لم يقترن بعلة الزني ووصل الأمر أن قادة الكنيسة الأرثوذكسية قامت بتخصيص لجان في بعض المطرانيات في المحافظات من أجل أن تقف علي حقيقة تلك المشاكل. والعمل علي حلها بشكل لايتعارض مع نصوص الإنجيل وتعاليم الكنيسة
وكان المجلس الإكيلريكي من قبل عبارة عن مجلس واحد يخدم كافة قطاعات الكرازة المرقسية داخل مصر وخارجها ويترأسه الأنبا بولا أسقف طنطا ولكن عندما زادت المشاكل وأصبح من المستحيل أن يقوم مجلس واحد بالاستماع وتقديم حلول لكل هذا الكم من المشاكل ولأن الكنيسة أيضا جادة في حل هذه المشاكل وعودة الأسره المسيحية كما كانت ولأن قداسه البابا تواضروس الثاني ومنذ أن جلس علي كرسي مارمرقس الرسول أخذ علي نفسه عهدا ووعدا مع أصحاب مشاكل الأحوال الشخصية بضرورة البحث عن حلول لمشاكلهم بحيث لاتتعارض مع نصوص الإنجيل قام بوضع لائحة تستطيع الكنيسة من خلالها الإستماع لأكبر قدر من المشاكل وإيجاد حلول لهم وقسم المجلس الاكليريكي الي 3 مراحل وهي المرحلة الأولي المجلس الاكليريكي العمومي ويترأسه قداسة البابا تواضروس الثاني شخصيا أو من ينوب عنه من الآباء الأساقفه بالإضافة إلي أثنين من الأطباء "طبيب وطبيبة" واثنين من الحقوقيين بالإضافة إلي تشكيل 6 مجالس فرعية لها نفس اختصاصات المجلس الإكليريكي الرئيسي وهي مجلس يختص بالقاهره الكبري وافريقيا ومجلس اكليريكي للاسكندرية والوجه البحري. ومجلس للوجه القبلي ومجلس اكليريكي لأوروبا ومجلس اكليريكي للأمريكتين وأخيرا مجلس اكليريكي لأستراليا وآسيا إلي جانب وجود مجلس اكليريكي لكل ايبارشية ويترأسه أسقف أو مطران الايبارشية بنفس التشكيل المذكور وبالفعل بدأ العمل بهذه اللائحه منذ بداية شهر يوليو الماضي وكانت مجلة الكرازة لسان حال الكنيسة الأرثوذكسية قد تناولت ذلك الأمر أو تلك اللائحة في عدديها رقمي 34 و35.
"أجراس مصرية" تفتح هذا الملف مجددا لكي تقف علي حقيقة ما يدور في هذه القضية الشائكة ولتكشف عن قرب عن حقيقة غضب البعض من أصحاب هذه المشاكل رغم جهود قيادات الكنيسة في البحث عن حلول لها حرصا علي سلامة الأسرة المسيحية في إطار اجتماعي يضمن السلامة الإجتماعية للأسرة وعدم الخروج عن تعاليم الكتاب المقدس والتقينا بعض الشخصيات العامة القريبة من أطراف المشكلة وعدد من الآباء الكهنة لوضع النقاط علي الحروف وإزاحة أي لبس يكون موجودين بين أطراف المشكلة فماذا قالوا:
* يقول مدحت بشاي المفكر القبطي : المشكلة ليست في القانون أو أي لائحة بقدر هذا التباعد الغريب بين رأس الكنيسة وأساقفتها.. والناس في كل أيبارشيات مصر يقولون: يا قداسة البابا أنزل بطائرتك في كفرالشيخ وطنطا وأسيوط وحتي بنها اللي بينك وبينها نصف ساعة زمن.. جالسوا الناس وأسمعوا منهم .. أبناؤنا في الخارج كفاية لهم أساقفتهم.
هناك قضايا لا تحتمل التأجيل بعد ربع قرن كانت الحكاية في سلطة أسقف تصور أنه خبير اتصالات وخبير قانوني وطبيب يفهم في فسيولوجيا الأعضاء وطبيب نفسي يفهم في مشاعر الازواج علي فراش العلاقات الحميمية وكمان مخبر يفتش في النوايا.. قانون ايه.. انزلوا للناس بدل ما تموتوا الصوت الوحيد اللي كان بيقول شيء مفيد وهو صوت التيار العلماني فتم الوصال ونسبنا الحكومة اقصد الكاتدرائية.. لو كل يوم أربعاء قداسته وعظ في ايباراشية وخد معاه مجموعة أساقفة وفتح قلبه وبشرط بدون سجاجيد حمرا ومواكب نفاق وإعلانات مطبوعة في الجرائد يتحملها المتبرع المسكين.. افتحوا النوافذ والقلوب والعيون لتسمعوا كوارث بيوتنا.
* بينما يختلف معه الناشط القبطي سامي زقزوق قائلا : الكنيسة القبطيه ترفض الزواج الثاني طالما تواجد احد الزوجين وايضا ترفض الزواج الثاني بغير عله الزنا فلا تسمح بزواج الطرف المخطئ "الزاني" وايضا ترفض الزواج المدني وذلك طبقا لما تسلمته من تعاليم المسيح وأقوال الآباء الاولين والمجامع المقدسه فالزواج هو سر مقدس واتحاد بين الزوجين يشبه هذا الاتحاد باتحاد المسيح بالكنيسة! فلم نسمع في يوم من الأيام ان المسيح تخلي عن الكنيسة لمجرد ان الكنيسة لم تسمع تعاليمه أو تنفذ وصاياه وعلي هذا القياس فالزواج المسيحي هو اتحاد كامل وتام بين الزوجين ولايمكن ان ينفصل الا بالموت أو الزنا وما في حكمهما فالكنيسة دائما وابدا تسعي وتجاهد لتنفيذ وصايا المسيح ولا يمكن بأي حال مخالفة هذه التعاليم أو تأوليها لتناسب كل واحد حسب اهوائه.
فهناك حالات زواج فاشلة نتيجة الاختيار الخاطئ وعدام التوافق بين الزوجين والكنيسة ليست لها دخل في ذلك لان الكنيسة لا تفرض وصايتها الدينيه علي الأمور الشخصيه فالزوج الذي اختار زوجته اختارها بكامل إرادته وقواه العقليه وأيضا الزوجة.
فليس من المقبول أو المعقول ان الكنيسة تدفع فواتير أخطاء الناس وتخالف الإيمان المسلم لها فإن كانت الكنيسة لم تجبر احدا علي اختيار شريك حياته ففي المقابل لا أحد يجبر الكنيسة علي تغيير إيمانها ومخالفه تعاليمها المستلمه من المسيح ورسله وخلفائهم ومع ذلك الكنيسة بتسعي بكل طاقتها لحل مشاكل أصحاب الأحوال الشخصيه فيما لا يخالف تعليم المسيح فقامت بعمل لائحة للمجلس الاكليريلكي وبدا العمل بها في شهر يوليو الماضي فبعد ان كان المجلس الاكليريكي واحداً اصبح له 6 مجالس فرعية بالاضافة الي مجلس اكليريكي لكل ابروشية حتي تتثني لها ايجاد حلول للأصحاب هذه المشاكل والاستماع الي مشاكلهم ومعالجة الاخطاء التي وقعوا فيها ومصالحتهم وعودتهم الي حياتهم الزوجية مرة اخري.
لكن للأسف الشديد والكلام للناشط الحقوقي والقبطي سامي زقزوق يقول إن هناك البعض من اصحاب مشاكل الأحوال الشخصيه لايريدون حلا لمشاكلهم بل يهاجمون الكنيسة واباءها الاجلاء علي مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم يريدون فوضي يريدون زواجا مدنيا حتي يتثني لكل واحد ان يفعل كل ما يراءه طبقا لاهوائه بأن يتزوج ويطلق ويتزوج بثانية وثالثة حسب إرادته المنفردة وهذا يخالف الإيمان المسيحي والتقاليد والاعراف التي نشأ عليها الأقباط وبالتالي فالكنيسة المؤتمنة علي أبنائها ترفض هذا العبث وكانت النتيجة هو هجوم وتشويه وادعاءات كاذبة علي الكنيسة وابائها الاجلاء وهؤلاء يريدون أن يحييوا في حياة الرزيلة.
ويرفض زقزوق الزواج الثاني الا في الحدود التي يسمح بها الكتاب المقدس ويرفض أيضا الزواج المدني لأن الزواح المسيحي لابد وأن يكون عقد اتفاق بين الله والزوج والزوجة تنفيذا للوصية ما جمعه الله لا يفرقه انسان! وبالتالي فوجود الله متمثلا في الكنيسة كوكلاء السرائر الالهية هي التي تجعل الاثنين واحدا فهل موظف الشهر العقاري هو الذي يجعل الاثنين واحدا بالاضافة إلي ان مفهوم الزواج المسيحي كسر من أسرار الكنيسة الا انه لها طقوس ومواريث اجتماعية ففرحة الزواح في ارتداء العروسة فستانها الأبيض وهي ممسكة بيد والدها ليسلمها إلي عريسها امام المذبح.. ثم اين الاسرة المسيحية التي تقبل علي نفسها وابننتها ان تذهب الي شهر عقاري لتتمم الزواج لابنتها؟
ويشير الدكتور سامي فؤاد سلامة الخبير التربوي والشماس الاكليريكي والارشيدياكون إلي أن لا للزوجة الثانية "فلا يكونان بعد اثنين بل جسد واحد وما جمعه الله لا يفرقه الانسان" "متي 19-6" تعتبر مسألة الزواج الثاني من أصعب القضايا التي تواجه الكنيسة الأرثوذكسية ولكن الحقيقة حسب الآية المذكورة في إنجيل متي فالزواج يعني الاتحاد والوفاء بين رجل واحد وامرأة واحدة إلي أن ينتقل كل منهما إلي فردوس النعيم لو كانت أعمالهم صالحة وإلي الجحيم لو كانت أعمالهم رديئة فكما أن وحدة الكنيسة أبدية لا تتغير فهكذا حال الزواج الحقيقي فهو يعكس هذه الوحدة ولا فكاك منه وكما قال بولس الرسول في الرسالة الأولي إلي أهل كورنثوس "7 -10" "وأما المتزوجون فوصيتي لهم وهي من الرب لا مني أن لا تفارق المرأة زوجها وان فارقته فلتبق بغير زواج أو فلتصالح زوجها . وعلي الزوج أن لا يطلق زوجته" وكما جاء في سفر ملاخي"16: 4-2" أن الله يكره الطلاق آية 16 لأن الزواج هو ميثاق بين الرجل والمرأة آية 14 والله هو الشاهد علي هذا الميثاق وهو يلزم الإنسان بأن يبقي أمينا له آية 14 إذا فلننبذ الأفكار الغريبة ونتمسك بالمكتوب ونرجع إلي الله ليرجع إلينا لا للزواج الثاني لا للطلاق ومن له اذنان للسمع فليسمع
ويضيف قائلا : البعض يغضب لأنه من وجهة نظره انه علي حق فلا يتقبل النقاش ولا كلام الكتاب فقط هو صاحب مصلحة وينظر الي الأمر بنظره ضيقة من وجهة نظره وأيضا الذي زاد من المطالبة بالطلاق أو الزواج الثاني بعض وسائل الإعلام المهيجة وأيضا بعض اعداء الكنيسة المنشقين عليها وأيضا بسبب بعدنا عن الله وتمسكنا بالعالم المادي الفاني.
وتقول حنان نصر محاسبة من الإسكندرية إن الزواج الثاني لا يتماشي مع تعاليم الكتاب المقدس ومن ثم فهو مرفوض ومن يطالبون بذلك هم مخطئون وإذا كانت الكنيسة تعمل جاهدة علي بحث وحل مشاكلهم فهذا أمر تشكر عليه قادة الكنيسة بشرط أن لا تكون الحلول متعارضة مع نصوص الكتاب المقدس وتعاليم الكنيسة.
أما الدكتور نادي جرجس نائب رئيس جامعة أسوان السابق فأنه يقول اللجان قليلة من وجهة نظري علي سبيل المثال واحده في الصعيد. وهي لا تتوافق مع تمركز مسيحي كبير بالصعيد وخاصة اسيوط والمنيا والأقصر بالإضافة إلي أن أعضاء اللجنة غير متفرغين بالاضافة الي ان قانون الأحوال الشخصية للمسيحيين لم يعتمد.. اضف الي ذلك اختلاف وجهات نظر الطوائف المسيحية المختلفة بمصر
ويضيف دكتور نادي جرجس قائلا: وأعتقد ربما بط الإجراءات وكل واحد منهم له مشكلته الخاصة والتي تحتاج لدراسة مستفيضة.
بينما يقول المفكرالقبطي كمال زاخر: ان الكنيسة تسعي لوضع لائحة تقترب اكثر من مفهوم الزواج والعلاقات الاسرية وفق مضمون النصوص واصحاب القضايا طال بهم اللقاء وهم في انتظار حلول عاجلة وحاسمة لم يعد لديهم القدرة علي مزيد من الانتظار بعد تجربة امتدت لعقود واختلالات في تناول الكنيسة لأزماتهم منذ عام 1971 وتعمقت مع تعديلات 2008 التي أغلقت الكثير من المنافذ أمام الحلول والترويج لتأويلات منقطعة الصلة بمفهوم النصوص وخلق حالة شعبوية مضللة تبنت توجه التشدد .ومازال الأمر معلقا داخل المجمع بسبب تعنت الصقور بالإضافة ألي أن اللجان تنتظر الشكل النهائي للقانون الذي سيحكم تحركها ومشروع القانون يعاني من تعنت الصقور وربما يطاله معارك تصفية الحسابات العالقة بينهم.
وتنبه مارسيل عدلي ناشطة في مجال الإعلام بالمنيا إلي ضرورة أن تتمسك الكنيسة بتعاليم الإنجيل مهما كان حجم الضغوط التي تتعرض إليها من قبل البعض لأننا لدينا دستور في هذه الأمور الاجتماعية وهي تعاليم الإنجيل ولاينبغي الخروج عنها.
القمص داود ناشد وكيل مطرانية سمالوط للأقباط الأرثوذكس يقول ردا علي ما سبق ان اللجان التي تم تشكيلها في شهر يوليو الماضي من قبل المجمع المقدس يرئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني تعمل بكل جهد من أجل حل مشاكل المتنازعين من الأزواج المختلفين بهدف المصالحة واللجان لاتملك أكثر من ذلك في مقابل السقف العالي لطلبات لعض المتنازعين أو المتخاصمين والكنيسة بتعمل بشكل متوازن بحيث لا يمكن بأي حال من الأحوال مخالفي تعاليم نصوص الكتاب المقدس ولا تعاليم الكنيسة لكن البعض من الغاضبين بينظروا للأمر من زوايا ضيقة وأحيانا من منظور مصلحتهم وهذا أمر مرفوض تماما
وأشار القمص داود ناشد إلي نقطة في غاية الأهمية وهي نقطة ربما يكون البعض لم تصله تلك المعلومة وهي تتلخص في أن مشروع القانون الخاص بالأحوال الشخصية لم يتم التصديق عليه من المجمع المقدس حتي الآن وربما يتم عليه التصديق خلال هذا الشهر في جلسة المجلس التي ستعقد لكن في النهاية فهذا قرار المجلس ولا أحد غيره ومن ثم فإن اللجان تبذل جهودها في المصالحة ولكن تنتظر التصديق علي مشروع القانون من المجمع المقدس وعرضه علي مجلس النواب لاقراره لكن البعض من أصحاب المشاكل لديهم استعجال ولايدركون ماتفعله الكنيسة من أجلهم.
ذاكرة الحضارة
كنيسة فم الخليج احتضنت جسد القديس الشهيد
دير مارمينا بمريوط .. آثار قديمة وحركة تعمير حديثة
يُنظَر لدير مار مينا العجائبي بمريوط باعتباره نموذجا للرهبنة العامرة والمنتجة التي تخدم المجتمع. هذا الدير يوجد داخله رفات القديس الشهيد مار مينا وجسد البابا كيرلس السادس.
تشير دراسات تاريخية إلي ان أول كنيسة بُنِيت باسم القديس مار مينا كانت في مريوط بين عامي 320 - 325م في عهد الملك قسطنطين الكبير. بينما تقول دراسات أخري إن البابا أثناسيوس الرسولي 328 373م بدأ بناء كنيسة علي قبر الشهيد في 363م ثم جددها الأنبا ثيؤفيلس البابا ال23 للكرازة المرقسية القبطية 385 412م وأنه وسعها وانشأ كاتدرائية ضخمة في الجانب الشرقي منها.
جذب المكان الآلاف من المسيحيين الذين أحبوا الاستقرار في هذه المنطقة. وشيدت فيها المباني والقصور التي بنيت غالبيتها من أجود أنواع الرخام حتي أُطلِقَ علي المنطقة ¢المدينة الرخامية¢ وأطلق عليها الأقباط ¢مدينة بومينا¢ وبدأ تعميرها ببناء كنائس كثيرة.
أعقب ذلك بناء دير علي اسم مار مينا خصص للرهبان الذين يخدمون هذه الكنائس, ولكن المدينة دُمِرَت نتيجة تكرار غارات البربر الوثنيين والعرب في بعض فترات التاريخ التي تولي خلالها الحكم حكام ظلاميين, فتخربت وهجرها السكان وأندثرت معالمها في القرن العاشر الميلادي. وفي القرن الرابع عشر تم نقل جسد الشهيد مارمينا من مريوط إلي كنيسته بفم الخليج بمصر القديمة. قبل أن يعد لاحقا إلي ديره بمريوط.
في 1905م اكتشف الأسقف الألماني كارل ماريا كارفمان مدينة مارمينا الأثرية وأديرتها ثم توالت الأبحاث بمعرفة المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية والمتحف القبطي بالقاهرة. ثم قاد البابا كيرلس السادس 1959 1971م عملية إحياء الدير حيث اشتري المساحة المقام عليها الدير الحديث مجاورة تمامًا للمنطقة الأثرية. ووضع حجر الأساس لكاتدرائية مارمينا بمريوط في 1961م ومن يومها لم تتوقف حركة التعمير حتي الآن.
وينقل موقع البابا كيرلس السادس عن القمص صليب سوريال كاهن كنيسة مار مرقس بالجيزة قوله: ¢أذكر أني تقابلت في سويسرا مع أحد رجال الدين الأجانب فقال لي: عندكم بطريرك عظيم بَنُاء ذو أفق واسع يمثل تاريخ كنيسته وشعبه فأجبته: نعم إنه يبني الآن كاتدرائية ضخمة في أرض الأنبا رويس "العباسية" فقال: الموضوع مش موضوع كاتدرائية ما أحنا عندنا كاتدرائيات كثيرة لكن كونه يفكر في تعمير منطقة "بومينا" ويعيد لها مجدها القديم ذات القيمة التاريخية الفريدة فهذا يعني أن بطريرككم إنسان عظيم وإنه عالم قديس¢.
يضيف الأب صليب ¢بصراحة كان في ذلك الوقت أغلب الناس ينتقدون البابا بشدة وأنا واحد منهم وكنا نقول: ما هذا الذي يعمله؟ يأخذ فلوس الشعب ويرميها في رمال الصحراء! ولكننا نشكر الرب الذي أثبت أن البابا كيرلس كان يري ما لا نراه ويعرف ما لا نعرفه فقد اعاد مجد منطقة كانت لها مكانتها وبركاتها في القرن الرابع الميلادي وأصر أن يقيم في هذا المكان الطاهر كاتدرائية لها سبعة مذابح مشابهة تماماً للكاتدرائية القديمة التي أندثرت وها نحن نري الآن أن دير مار مينا صار أكبر مزار ديني يتهافت الناس لزيارته لأخذ البركة وأصبحت تجري فيه معجزات عظيمة وآيات باهرة¢.
يعتقد أن كنيسة مار مينا بفم الخليج بمصر القديمة التي نقل اليها جسد مار مينا في القرن الرابع عشر هي ثاني كنيسة يتم بناؤها باسم القديس الشهيد في مصر بعد كنيسة مريوط. ويذكر رءوف حبيب المدير الأسبق للمتحف القبطي في كتابه ¢الكنائس القبطية القديمة بالقاهرة¢ أنه من المحتمل أن يكون إنشاء هذه الكنيسة تم في القرن الرابع أو أوائل القرن الخامس الميلادي. ويذكر المؤرخ المقريزي أن بناءها أعيد في زمن الأنبا ثيودوروس البطريرك ال 45 حوالي عام 730م بينما يروي أبو صالح الأرمني أن الكنيسة هدمت عام 724م في زمن الخليفة الاموي هشام بن عبد الملك والوالي ابن رفاعة. ثم تجددت في عهد الأنبا يوحنا السادس البطريرك ال 74 - 1189 1216م وصنع أعيان الأقباط لمذبحها أواني فضية ثمينة وضموا لها بستانا وسواقي. كما انشئت في أعلاها كنائس أخري مازالت إحداها موجودة وهي باسم مار جرجس.
يبلغ طول الكنيسة 20.5 متر وعرضها 15 مترا وارتفاعها 13.5 ويصل اليها الزائر عن طريق سلم صغير ويوجد في مدخلها صور القديسين مرقس ومتي ومينا وأيليا ولوقا ويوحنا وصورة أخري للقديس مينا ورئيسي الملائكة غبريال وميخائيل.
ينفصل صحن الكنيسة عن الجناحين بستة أعمدة مربعة ثلاثة منها في كل جانب. وسقفها علي شكل جمالون ويوجد المنبر في الجانب الشمالي من الصحن وهو من الرخام ويرتكز علي 12 عمودا رخاميا
ويوجد فوق الباب الأوسط للكنيسة صورة للسيدة العذراء ونص بالعربية عمل هذا الحجاب المقدس لكنيسة الشهيد العظيم القديس مينا أذكر يارب عبدك المهتم به حنس تادرس عام 1456ش الموافق 1739م. وتحته النص ذاته بالقبطية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.