في دوائر أبوالمطامير وحوش عيسي بمحافظة البحيرة وهم إجمالي المطلوب انتخابهم ولقد نجح حزب النور في تنفيذ تكتيك انتخابي متميز حيث تقدم بثلاثة مرشحين من الحزب في المرحلة الأولي ودخل الثلاثة مرحلة الإعادة مع ثلاثة مرشحين آخرين تابعين لأحزاب مختلفة أخري ولم يتمكن أياً من الثلاثة الآخرين من النجاح أوضحت انتخابات المرحلة الأولي لمجلس نواب 2015 نجاح ثلاثة نواب من حزب واحد تابعين لحزب النور في جولة الإعادة لينفرد حزب واحد بتمثيل دائرة بأكملها. ويقع مركزا أبوالمطامير وحوش عيسي في الطرف الغربي من محافظة البحيرة التي تضم عدد 15 مركزاً وتقع محافظة البحيرة غرب فرع رشيد ويحدها شمالاً البحر الأبيض المتوسط "رشيد وإدكو وكفر الدوار" وغرباً محافظتا الإسكندرية ومطروح وجنوباً محافظتا الجيزة والمنوفية وتبلغ مساحة المحافظة حوالي 10000 كم مربع بنسبة 1% تقريباً من مساحة جمهورية مصر العربية والتي تعتبر من أكبر محافظات الجمهورية مساحة بعد المحافظات الحدودية. ويعتبر مركزا أبوالمطامير وحوش عيسي من المراكز الجديدة نسبياً في محافظة البحيرة حيث تم استصلاح معظم الأراضي الزراعية بهما بعد ثورة 1952 في إطار خطة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لاستصلاح أراضي مديرية التحرير "مركز بدر والدلنجات وحوش عيسي" وكذا في إطار خطة الرئيس الراحل أنور السادات لاستصلاح النوبارية "جزء من مركز أبوالمطامير" بعد حفر ترعة النوبارية ومصبها الرياح البحيري عند قناطر كفر بولين واستكمال أعمال الاستصلاح والتسكين في عهد مبارك. ويصل إجمالي عدد سكان محافظة البحيرة حالياً حوالي 6 ملايين "ستة ملايين نسمة" منهم حوالي 900 ألف نسمة بمركزي أبوالمطامير وحوش عيسي. وهنا يجب الإجابة علي السؤال المهم وهو لماذا نجح حزب واحد وهو حزب النور في اكتساح هذه الدائرة بالذات ولم يتحقق هذا النجاح في أي دائرة أخري علي مستوي الجمهورية سواء لحزب النور أو أي حزب آخر؟ ولكي نجيب علي هذا السؤال يجب دراسة التركيبة السكانية لهذين المركزين والتوزيع السكاني ومنبع الأجيال الذين هاجروا واستوطنوا علي هذه الأرض خلال الستين عاماً الماضية منذ أن كانت أراضي صحراوية جرداء لا يوجد بها أي وسائل للإعاشة كما يجب دراسة موقف الدولة من حيث تلبية احتياجات المواطنين بهذين المركزين وبالذات مركز أبوالمطامير. لقد أوضحت الدراسات التي قمت بها خلال عامي 2013 و2014 أثناء عملي محافظاً لمحافظة البحيرة أن أصول حوالي 70% من سكان هذين المركزين من القبائل العربية والبدو بالإضافة إلي وجود ظاهرة لا توجد في أي مركز آخر علي مستوي الجمهورية بالنسبة لتباعد المسافات بين القري والانخفاض النسبي لمستوي الخدمات والبنية الأساسية خاصة الصرف الصحي حيث كانت محطة معالجة مياه الصرف الصحي بمدينة أبوالمطامير وهي الوحيدة بالمركز كله لا تعمل بالكفاءة المطلوبة منذ عدة سنوات. ولاحظت أيضاً انخفاض نسبة الأهالي الذين يحصلون علي رغيف الخبز المدعم قبل تنفيذ منظومة الخبز الجديدة في يناير .2015 وفي الاتجاه الآخر تنتشر بالمركزين مشروعات زراعية كبيرة مملوكة لبعض رجال الأعمال الذين يعملون في مجال زراعة الفواكه والخضراوات وإنشاء مصانع فرز وتعبئة وتصدير هذه المنتجات بالإضافة إلي مزارع تسمين العجول وصناعة الألبان والعصائر ويعمل معظم أهالي المركزين في هذه المزارع صيفاً وشتاء مما أدي إلي انخفاض نسبة التعليم وارتفاع نسبة الأمية. وتوضح كل الدراسات أن إهمال مركزي أبوالمطامير وحوش عيسي من حيث تقديم الخدمات المطلوبة للمواطنين أدي إلي انخفاض مستوي معيشة أهالي هذين المركزين وكذا انخفاض مستوي الخدمات الحياتية اليومية مما أدي إلي عدم تواجد ترابط قوي بين هؤلاء المواطنين والدولة ولقد قمت خلال فترة قيادتي للمحافظة بالتواصل مع أهالي قري المركزين وتنفيذ مشروعات عديدة مثل المنطقة الصناعية بالطرانة بحوش عيسي والتجمع السكني الحرفي الإنتاجي بقرية فرهاش ومصانع تدوير القمامة بحوش عيسي وإصلاح محطة معالجة الصرف الصحي بأبوالمطامير ورفع كفاءة قرية تل الأبقعين بحوش عيسي وتل كوم تروجي بأبوالمطامير في إطار تنفيذ خطة الدولة عام 2014 و2015 لرفع كفاءة عدد 78 قرية من القري الأكثر احتياجاً في جميع محافظات الجمهورية ورفع كفاءة المستشفيات بالمركزين والاهتمام بمنظومة التعليم ومشروعات محو الأمية والقيام بالعديد من الزيارات الميدانية لكثير من القري بالمركزين كوسيلة لزيادة الترابط بين المسئولين بالدولة والمواطنين. وانتهز هذه الفرصة لكي أوضح أهمية قيام الدولة بتعميق الدراسات الاجتماعية والميدانية لهذين المركزين والمراكز المشابهة لهما مثل مراكز أبوصوير بالإسماعيلية ومراكز الصالحية والحسينية بالشرقية حيث يتشابه أصول السكان بهذه المناطق والانخفاض النسبي لمستوي تلبية الاحتياجات الأساسية والحياتية اليومية لأهالي هذه المناطق بواسطة الدولة. إن نتائج هذه الانتخابات في أبو المطامير وحوش عيسي يمكن أن تتكرر في مناطق أخري مشابهة لهما في المرحلة الثانية ولذا فإنه من الضروري تنفيذ الأعمال المطلوبة والتي تشمل تنفيذ البنية الأساسية وزيادة عدد المدارس في جميع المراحل التعليمية وزيادة مجهودات محو الأمية وعقد اللقاءات والمؤتمرات مع أهالي المراكز المماثلة لهما وإيجاد نوع من الترابط القوي بين المسئولين بالدولة وأهالي هذه المناطق وهي الوسيلة الوحيدة لزيادة مستوي انتماء المواطنين للدولة وإشاعة الحب والمودة بين الدولة والمواطنين وفقنا الله جميعاً لحماية الوطن والمواطنين والأمة العربية والإسلامية.