أعلنت الأرصاد الجوية أنه خلال الساعات القادمة ستتعرض البلاد لموجة من عدم استقرار الطقس مصحوبة بأمطار وسيول تمتد للقاهرة.. ورغم أن التغير المناخي معروف ومتوقع في هذا الوقت من كل عام إلا أن مخرات السيول بحلوان والصف تكتظ بآلاف الأطنان من مخلفات المباني والقمامة التي ملأت 30 كيلو متراً من المجري مما ينذر بكارثة قد تهدد القاهرة وتطيح بقري بأكملها.. مما يعني أن أجراس الإنذار لا يسمعها أحد وأن حديث المسئولين عن تطهير المخرات مجرد كلام في الهوا!! هذا ما يؤكده الحاج فتحي إبراهيم من المعصرة مشيراً لوجود مخر للسيل بالمنطقة يبلغ طوله حوالي 30 كيلو متراً يبدأ من هضبة المقطم ويصب في النيل لكنه يعاني من الاهمال الشديد فهو ملئ بالقمامة ومخلفات المباني إضافة إلي المواسير المتهالكة وتقدمنا بشكاوي عديدة ليتم تنظيفه لكن لا حياة لمن تنادي. ويضيف شعبان عبدالحفيظ إن المخر يعتبر أكبر مصدر تلوث للمنطقة بالكامل نظراً للكميات الهائلة من القمامة التي تأوي الحشرات الزواحف والقوارض التي تشكل خطراً كبيراً علي سكان المنطقة. ويشير محمد حسين إلي حدوث ترشيح من غرف تفتيش مياه الصرف الصحي داخل المخرات مما يؤدي إلي تلوث مياه النهر بالاضافة لانتشار الروائح الكريهة التي أحالت حياة جميع السكان إلي جحيم. ويضيف محمد السيد من حلوان أن المخر كان نظيفاً تماماً منذ عشرين عاماً لكن تبدل الحال بمرور الوقت وأصبح الحي يلقي مخلفات الصرف الصحي ونزح الترنشات بها. وتؤكد أم خالد ربة منزل أن أحد الأطفال غرق بتلك المياه في عيد الفطر الماضي وناشدت المسئولين بضرورة المتابعة المستمرة للمخرات حتي لا تتكرر المأساة. ويشير صلاح حمادة إلي أن وزارة الري قامت منذ 3 أشهر برفع بعض المخلفات والقمامة من داخل المخر وتركتها علي جانبيه علي أمل أن يقوم الحي برفعها ولكن لم يفعل حتي الآن مما تسبب في قيام بعض الأهالي بإلقاء المخلفات والقمامة في المخرات مرة أخري بعد أن تجمعت حولها الثعابين والباعوض. تطهير شكلي ويري أحمد محمود موظف أن عملية تنظيف المخر ما هي إلا عملية شكلية ينتفع بها مقاولو الباطن بالمشاركة مع الحي دون تطهير فعلي له حيث يتم رفع أجزاء محدودة من المخلفات وترك الباقي. ويشير محمد سعيد من قرية الأقواز بالصف جيزة ان مخر عزبة الجمال يعاني من الإهمال الشديد من الوحدة المحلية التي لا تلقي أي اهتمام وتحول إلي مقلب كبير للقمامة ومخلفات المباني والحيوانات النافقة. ويضيف محمد سعد طبيب أن المخر له سور مرتفع لم يتم تبطينه بالدبش مما يتسبب في تآكله وسقوط الكتل الطينية علي جانبي الطريق الرئيسي للقرية وسقوط أعمدة الإنارة. ويشير جمال عبدالمنعم من قرية تل بلا مركز دير مواس محافظة المنيا أن مخر القرية أصبح مرعي للمواشي والأغنام بعد أن أهملته المحافظة تماماً ولم تقم بتطهيره منذ سنوات. ويطالب عادل كمال مهندس بضرورة البحث عن حل جذري للمشكلة بعد أن تحولت إلي كابوس يؤرق الأهالي مع بداية فصل الشتاء وعلي مدار 6 أشهر كاملة قبل أن تقع الكارثة كما حدث في قري النوبة وأسوان. ويقول مصطفي محمد إن أغلب السكان بمناطق المخرات يعانون من الأمراض الصدرية نتيجة حرق القمامة بصفة مستمرة خاصة أنها تحتوي علي مواد بلاستيكية تنبعث منها مواد سامة عند الحرق. يشير مروان علي موظف أنه يجب الاهتمام بتطهير مخرات السيل وبالوعات المطر بالشوارع خاصة في العاصمة والمدن الكبيرة حتي لا نقع في نفس المهزلة التي حدثت في السنة الماضية وتغرق الشوارع كما غرق كورنيش الإسكندرية وأغلب الشوارع المتفرعة منه وغرقت مداخل العمارات. خالد مصطفي المتحدث الرسمي لمحافظة القاهرة يؤكد أن المحافظة استعدت لموسم الشتاء بالتنسيق مع مرفق الصرف الصحي لتطهير بالوعات صرف الأمطار ورفع المخلفات التي تعوق تدفق المياه لها حيث تبلغ عددها أكثر من 25 ألف بالوعة أمطار علي مستوي 36 حياً. ومن جانبه صرح الدكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري بأن الوزارة قامت باستعراض الخطة التنفيذية لمجابهة مخاطر السيول لعدد 10 محافظات بالوجه القبلي وشمال وجنوب سيناء والتي تعد بمثابة المحافظات الأكثر عرضة للسيول حيث تم صيانة 142 مخر سيل باجمالي أطوال يبلغ 341كم موزعة علي محافظات الجمهورية. وفي نطاق محافظات الوجه القبلي جاري تنفيذ أعمال حماية وادي نزلة عمارة بمحافظة سوهاج بتكلفة 6.5 مليون جنيه كما يجري إنشاء سد م1. م2. م3 ضمن مشروع حماية الوادي الأسيوطي بمحافظة أسيوط من أخطار السيول بتكلفة حوالي 5.14 مليون جنيه كذلك جاري إنشاء سد م1 م2 م3 م4 ضمن مشروع حماية البنية الأساسية بوادي المجلد والجبراوي بتكلفة 11 مليون جنيه.. وذلك تبلغ قيمة الاستثمارات المخصصة لمجابهة أخطار السيول علي مستوي الجمهورية حوالي 400 مليون جنيه خلال هذا العام المالي فقط. وأشار مغازي إلي أن أجهزة الوزارة رفعت حالة الطوارئ القصوي استعداداً لموسم الأمطار والسيول حيث تتابع غرفة العمليات المركزية بالوزارة وغرف العمليات الفرعية بالمحافظات حالة الأمطار والسيول علي مدار 24 ساعة إضافة إلي تحليل صور الأقمار الصناعية والاستشعار عن بعد والاستفادة منها في الاستعداد المبكر للتنبؤ بالسيول قبل حدوثها بنحو 3 ساعات.