حدث سنوى يهدد أهالى قرى شرق النيل فى محافظة المنيا، تجرى إليهم مياه السيول من علٍ، لتصب فى مجرى النيل، تجرى من قمة الجبل عن يمينهم عبر «مخرات السيل» لتصب فى النهر، أهالى قريتى بنى حسن والديابة التابعتين لمركز أبوقرقاص بمحافظة المنيا يتضررون سنوياً من هطول المطر بغزارة، وفرة المياه تهدد إما بهدم البيوت، أو ردم الأراضى الزراعية بالرمال التى يجرفها المطر. «يوم الأحد الماضى هطلت كميات غزيرة من الأمطار أضر بعضها بالمخر الموجود لدينا فى قرية بنى حسن، والمفزع أن المياه لم تلتزم بمجرى المخر، فانحدر السيل إلى «الجبّانة»، لم تكن هناك احتياطات للتعامل مع انحراف السيل عن مجراه، نخشى أن تزداد الأمطار هذا الشتاء فتكنس عظام موتانا إلى النيل»، تقول عطيات خلف، إحدى نساء قرية بنى حسن. عدم الاهتمام بتطهير مصارف السيول «المخرّات» أصابها بحالة سيئة، انتشرت تجمعات للقمامة، وغابة كثيفة من الحشائش التى صدّت مياه السيل عن الوصول إلى النيل ليتم صرفها. يتحدث صابر فوزى فراج عن مخرات السيول فى الناحية فيقول: «لو كانت سيول هذا العام بغزارة سيول الأعوام الماضية وخصوصاً عام 1994 لما استطاع المخرّ صرف مياه السيل إلى النيل، لأن المخر لا يلقى عناية المسئولين، فلا يتم رفع القمامة عنه، وإزالة الحشائش التى تعيق حركة المياه فيه إذا سقطت بغزارة، فأصبح مقلباً كبيراً تلقى فيه القمامة ورمم الحيوانات، ولإنه لا يتم ترميمه، فقد تهدم جزء كبير من السور الذى يفصله عن البيوت». تعرب السيدة عطيات عن خوف شديد يلم بنسوة قريتها من خطر السيول التى اضطروا للسكن إلى جوار مصارفها، وكذلك الخوف الذى تملك من نسوة قرية الديابة.. «مهددون نحن وأطفالنا، عندما تبدأ الأمطار لا نطيق الجلوس فى المنازل نخرج إلى المقابر بعيداً عن البيوت التى قد تقع فوق رؤوسنا، فتأتى المصيبة الأكبر أن الجبّانات والمقابر نفسها معرضة للخطر نفسه.. فأين نذهب؟». المزارع فى قرية الديابة تقع عند مصب السيول فى النيل. يقول سلامة عبدالرحمن: «المخرات حالتها سيئة وأراضى قرية الديابة المجاورة للمخرّ الذى يشق القرية تعانى من الردم بالرمال التى حملتها مياه السيول عند نزولها من الجبل إلى النيل». أحمد حسن، أحد ساكنى قرية بنى حسن، قال إنه يوجد مخرّ ثان فى قرية الديابة المجاورة لنا توجد فى نهايته، من الجانبين أراض زراعية تضررت بفعل السيل الأخير وأُتلفت المزروعات تماماً نتيجة ما حملته مياهه من رمال ردمت أجزاء من الأرض المزروعة، وبهذا يتكبد أصحاب هذه الأراضى تكاليف إعادة التربة لصورتها الأولى، فضلاً عن الطريق المرصوف الذى يسير بمحازاة المخرّ، الذى تعانى التربة تحته من زيادة نسبة المياه مما تسبب فى هبوط أرضى فيه، وشلل فى حركة المواصلات من وإلى القرية». يروى ربيع أحمد مصطفى (60 سنة)، تُربى المنطقة، مأساته مع السيول قائلاً إنه «قبل إنشاء مخرات السيول تعرضت مقابر القرية المشيدة بالطوب اللبن لمخاطر عدة جراء هطول أمطار غزيرة على سفح الجبل المجاور لها إلى أن قام الأهالى بترميم المقابر عدة مرات حفاظاً على رفات موتاهم». ويسترجع تربى بنى حسن ذكريات له مع الأمطار التى تسقط بغزارة خلال فصل الشتاء.. «القرية كانت تعيش مأساة حقيقية، ففى فترة طفولتى لم تكن هذه المخرات التى حدت من خطورة السيول السنوية قد أنشئت فكانت المنازل المبنية من الطوب اللبن قابلة بسهولة للتصدع والتشققات غير أن الوضع لم يختلف كثيراً بعد إقامة المخرات لأن أحداً لم يهتم بتطويرها، ولا صيانتها، على العكس من ذلك تتم صيانة مواقع الآثار، هل هى ذات أهمية عن البشر؟». يجيب سعيد صادق، سكرتير الوحدة المحلية، أن «الوحدة المحلية قامت بدورها فى مخاطبة مديرية الرى بالمنيا وأخطرتها بضرورة إرسال لودرات تقوم بإزالة القمامة، والمخلفات، والحشائش من المخرّ، لتسهيل صرف السيول إلى النيل، والحشائش الموجودة فى المخرّ تنمو نتيجة مواسير الصرف الصحى القريبة، لكن الجهة المسئولة تقوم بتطهيرها سنوياً، أو وقتما يكون لذلك ضرورة، وهنا يتوقف دورنا». «بخصوص المقابر التى شكى أهالى البلد من وصول السيول إليها فلا خوف عليها لأن نسبة الأمطار إلى الآن لا تنذر بسوء، كما أننا سنخطر الجهة المختصة بضرورة التدخل لعمل اللازم حتى لا تصل إليها المياه مرة ثانية، وهناك أماكن تصدعت فى جسم المخرّ الموجود عند قرية بنى حسن، والقلق من هبوط أرضى بالطريق المرصوف الموازى للمخرّ قلق ليس فى محله لأن المياه ليست بالكمية الهائلة التى تتسبب فى إحداث أضرار كبيرة فيه، الناس تسعى لأن تكون أكثر اطمئناناً لكن الوحدة المحلية تؤكد أنه لا خطورة». ينهى سكرتير الوحدة المحلية كلامه.