حققت مصر انتصارا دوليا بفوزها بمقعد غير دائم بمجلس الأمن وهذا الفوز جاء نتيجة الاستقرار الذي تنعم به مصر وتحركها في شتي المجالات مع مختلف الأطراف الدولية ونتيجة هذا التحرك والانطلاق للعالم الخارجي جاءت نسبة التصويت علي المستوي الدولي محققا للطموحات التي واكبت هذه التحركات فقد بلغ عدد المصوتين من الدول لصالح مصر 179 صوتا من إجمالي 190 ليتأكد العالم شرقا وغربا أن مصر تمضي علي الطريق الصحيح لتحقيق أماني وأحلام شعبها ولا شك أن هذا الفوز يعد خطوة تضاف إلي خطوات أخري علي الطريق الذي تمضي به مصر رغم مواجهتها لتحديات تحيط بها من كل جانب.. الإرهاب لم تتوقف تفجيراته في حصد الأرواح وضرب المنشآت لعرقلة هذه المسيرة بالإضافة لما يحيط بها من كل الحدود.. معارك داعش في العراق وسوريا والحوثيين في اليمن وليبيا المنهارة كل هذا لم يؤثر في انطلاقة مصر واستمرت بكل ثبات يد تبني ويد تحمل المدفع. ولا يفوتنا أن نشير إلي هذا الفوز لم يأت من فراغ وإنما بعمل جاد وتحرك وفق برامج طموحة وتنسيق مع كل دول العالم فها هي فرنسا من الدول الأوروبية وغيرها قد أقبل علي التصويت لصالح مصر وهذا التأثير يلقي علي القاهرة مسئولية تتفق مع مكانتها التاريخية كما أن هناك قضايا دولية تتطلب تحركا في هذا المجلس الذي يقود سياسة وحركة الدول ويتصدر هذه القضايا مأساة فلسطين القضية الأم خاصة في هذا الفترة التي تفجرت فيها الصراعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وما جري في القدس من أعمال ومنع للفلسطينيين من الصلاة في الحرم القدسي الشريف علاوة علي استمرار إسرائيل في تعنتها وتجاوزها لكل المبادئ والأعراف والمبادئ الدولية حتي أن الفلسطينيين شبابا وشيوخا دخلوا في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي وسقط منهم 39 شهيدا. العالم يتطلع إلي دور مصر في وقف هذا التعنت من جانب إسرائيل وفضح جرائمها ضد هؤلاء الفلسطينيين وعدم انصياعها لقرارات المنظمات الدولية بالإضافة إلي عدم اتخاذ الإجراءات الطبية ضد بعض الذين سقطوا مصابين في هذه الاشتباكات وقد فارق هؤلاء المصابون الحياة نتيجة الإهمال الطبي.. كل ذلك وغيره من الجوانب الإنسانية تتطلب حركة دائمة من مصر في مجلس الأمن وغيره من المحافل الدولية لرفع هذه الأعباء عن كاهل الشعب الفلسطيني والسعي لتحقيق مبدأ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية حتي يتحقق الاستقرار والأمن لهذا الشعب الشقيق. هذه الخطوة التي حققتها مصر تتطلب السعي الدائم والعمل الدءوب لبنائها داخليا والحفاظ علي هذه العلاقات الدولية التي أهلتها لهذا المقعد ولا يجب أن يغيب عن أعين الدبلوماسية المصرية الاستمرار في هذا النهج والتأكيد علي النفس الطويل لضمان استمرار هذا التنسيق الدولي فقد أثمرت هذه الجهود الدبلوماسية والحركة للأجهزة المصرية عن استعادة مصر لمكانتها ولولا هذا الاستقرار وتلك الجهود لما تحقق هذا الهدف.. إن الآمال تحدونا لخطوات أكبر وأكثر شمولية من أن يتحقق السلام ويعود الاستقرار لهذه المنطقة الملتهبة هذه الأيام.