خالد سعيدبعد أن امتلأت الأفلام السينمائية بالألفاظ الخارجة والمشاهد الإباحية ومشاهد العنف وأصبحت تحقق أعلي الإيرادات برغم خلوها من أي فكرة وترتكز في مجملها علي عناصر الإسفاف "الرقص" و"البلطجة" و"المخدرات" ظهرت موجة جديدة من الإسفاف والتدني والألفاظ البذيئة لكن هذه المرة من أفواه من يقومون علي صناعة السينما في مصر!! خرج علينا مؤخرا المنتج كريم السبكي وعلي مرأي ومسمع من الجميع في برنامج العاشرة مساء علي فضائية "دريم" ليتهجم علي الإعلامي وائل الإبراشي بلفظ بذيء خلال مداخلة تليفونية ما أصاب المشاهدين بحالة من الذهول وتساءلوا: كيف لصانع أفلام السينما التي يشاهدها الكبار والصغار أن يصل إلي هذا المستوي المتدني في الحوار؟! في تصريح اثار جدلا كبيرا في الوسط الفني كذلك قالت الممثلة انتصار انها تشاهد الأفلام الإباحية وتدعو الشباب الذين لم يتزوجوا بعد لمشاهدتها والأخذ بهذه الأفلام كمرجع للثقافة الجنسية قبل الزواج. العديد من التصريحات الخارجة عن الأدب والألفاظ البذيئة لم تعد داخل الأفلام فقط بل أصبحت تقال في وسائل الإعلام دون أي اعتبارات مجتمعية أو أخلاقية فهل سيغرق الفن في مستنقع التجاوزات أكثر فأكثر أم أن هناك من يمتلك الحل لإنقاذه؟! من جانبه أكد المخرج مجدي أحمد علي ان الخروج عن المألوف في تصريحات الفنانين والألفاظ البذيئة التي تخرج ممن ينتمون للفن جزء لا يتجزأ مما وصل إليه الشارع المصري اليوم. وقال "علي": ثقافة المواطنين في الشارع المصري تدنت لمستوي كبير ولم يعد أحد يستطيع فصل الفنانين وأفلام السينما التي نشاهدها عن الواقع المؤسف الذي أصبحنا نعيشه.. متابعا: الفنانين وصناع الأفلام عليهم مسئولية كبيرة في عرض فكرة أي فيلم سينمائي إلي جانب الحذر من الوقوع في فخ التصريحات التي تصدم الجمهور لأنها غالبا لا تكون في صالح الفنان. وأضاف: هناك دور كبير علي صناع السينما في الارتقاء بالذوق العام الذي أصبح متدنيا للغاية بسبب العديد من السلبيات سواء كانت في المجتمع من الأساس أو كانت من صناعة بعض الأفلام التي تساعد في تشويه ذلك الذوق. دور النقابات وقال المخرج عمر عبدالعزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية ان النقابات لابد وأن تضع حدا للإسفاف الذي يعانيه الوسط الفني حاليا مشيرا إلي أنها المسئولة عن فرض العقوبات علي الفنانين الذين يتجاوزون في تصريحاتهم أو ألفاظهم.. وأشار إلي أن هناك دورا رقابيا مهما للنقابات لابد أن تقوم به حتي يكون هناك نوع من الانضباط في التصريحات أو الأفعال التي تصدر عن كل فنان ينتمي إلي نقابة من النقابات الفنية المختلفة. وأضاف: هناك كذلك دور آخر مهم للإعلام والقنوات الفضائية التي أصبحت تستضيف بعض الذين يسيئون للفن قبل المجتمع بتصريحاتهم وألفاظهم البذيئة.. لافتا إلي أن الفن يحتاج لوقفة من الجميع كي يعود جزءا من الوسائل المهمة لتشكيل ثقافة المجتمع ولا يكون من أدوات هدمه. الفضائيات شريك وأكد الناقد الفني طارق الشناوي ان القنوات الفضائية شريك أساسي في انتشار التصريحات المسفة لبعض الفنانين والبذاءات التي انتشرت في وسائل الإعلام من قبل بعض العاملين بالقطاع الفني سواء كانوا ممثلين أو من صناع السينما.. مبينا أن القنوات الفضائية والقائمين علي برامج ال "توك شو" لا يحسنون اختيار الضيوف والمواضيع التي تثار كما أنهم يهبطون بالحوار لأقصي مستويات التدني. وقال الشناوي إن الأفلام السينمائية أصبحت تثير الجدل بشكل كبير لاحتوائها علي بعض المشاهد أو الألفاظ الخارجة برغم أن هناك الكثير منها تعبر عن الواقع الذي نعيشه فأصبح السباب والأسلحة والبلطجة جزءا من الواقع.. وإن كانت هناك أفلام أخري يتعمد صناعها استغلال بعض المشاهد والألفاظ للفت الانتباه وجذب عدد أكبر من الجمهور. لا تعليق رفض الفنان سامح الصريطي وكيل نقابة المهن التمثيلية التعليق علي التصريحات المسفة التي صدرت من بعض الفنانين وصناع السينما في مصر قائلا: لا أفضل التعليق علي الجوانب السلبية التي تشهدها الساحة الفنية الآن فذلك يعطيها أكبر من حجمها ويسهم في نشرها.. والحل الوحيد هو التجاهل وعدم الالتفات لمثل هذه البذاءات.