قد لا تكون قضية المستوي الأخلاقي الذي وصل إليه الفن المصري والسينما المصرية بصفة خاصة قضية جديدة.. لكن مما لا شك فيه أن ذلك المستوي قد تدني في الفترة الأخيرة إلي ما لا يمكن السكوت عليه! خاصة في ظل حدوث ثورة أمل الجميع في أن تصل إلي كل شيء بدءا من الأخلاق لنجد بدلا من ذلك فيلما مثل واحد صحيح سيناريو وحوار تامر حبيب وإخراج هادي الباجوري تقول بطلته الفنانة بسمة ألفاظا قد يعذر القاريء عدم قدرتنا علي كتابتها لأن أقل ما توصف به أنها كلمات خارجة وخادشة للحياء فضلا عن منافاتها للذوق والأخلاق. أما الطامة الكبري فتمثلت في تسريب مشهد أذاعته إحدي القنوات الفضائية من كواليس تصوير فيلم أحاسيس تؤدي فيه ممثلة لبنانية مشهد الاستحمام وهي عارية تماما!! صحيح أن المشهد لم يعرض كاملا في الفيلم لكنه فرض تساؤلا حول كيفية وإمكانية أن تقوم ممثلة بخلع ملابسها كاملة أمام عشرات الأشخاص من فريق العمل في البلاتوه! والسؤال الآن هو: علي من تقع مسئولية كل هذا؟!! يقول الفنان أشرف عبدالغفور نقيب المهن التمثيلية: دور نقابة المهن التمثيلية يقتصر علي منح تصريح بالعمل لمن هم ليسوا أعضاء بالنقابة وإذا أعطت هذا التصريح فليس لها أن تتدخل في كيفية تصوير المشاهد ولا حتي متابعتها! وعلي الرغم من ذلك فإنه إذا ثبت علي ممثلة أو فنان قيامه بأي فعل يسئ إلي أخلاقيات المهنة نعتبر ذلك نقطة سوداء في ملفه يعطينا الحق في عدم منحه تصريحا بالعمل في المرة التالية فنحن دورنا ليس رقابيا لكننا نحاول قدر الإمكان المحافظة علي الأخلاقيات والتقاليد العامة.. وبالنسبة للواقعة المذكورة أقول إن الفيلم تم تصويره وعرضه أيام المجلس السابق ومع ذلك إذا تأكدنا من صحة هذا الكلام فلن يتم إعطاء تلك الممثلة تصاريح مستقبلا. ويقول مسعد فودة نقيب المهن السينمائية: سأعتبر هذا التحقيق حول الواقعة المذكورة بلاغا رسميا لنقابة السينمائيين وسيتم فورا تشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين من النقابة وخارجها لمشاهدة المشهد الذي تم تسريبه وكتابة تقرير يرفع بصورة عاجلة إلي مجلس الإدارة وأؤكد أنه ستكون هناك إجراءات رادعة ضد كل من ساهم في صناعة المشهد لوثبت صحته لإننا لانسمح بالخروج عن إطار الآداب العامة لكننا سنتحقق أولا من الواقعة حتي لانجري وراءأحكام مسبقةويضيف المخرج عمر عبد العزيز وكيل نقابة السينمائيين: هناك فرق كبير بين دور الرقابة ودور النقابة..فالرقابة هي التي تفحص السيناريو وتجيزه أو ترفضه أوتحذف ماتراه خارجا وهي التي تحمي أخلاقيات المهنة أما دور فيقتصر علي إعطاء تصريح عرض بناء علي سداد الرسم النسبي عن العاملين في الفيلم وليس بناء علي مستواه الأخلاقي!! أما دورها الأخر فهو يكون في حال تقدم أحد أعضائها بشكوي فمثلا إذا تقدمت ممثلة بشكوي ضد مخرج أنه قد أجبرها علي مالاترضي فمن حقها إذا كانت عضوا بالنقابة إجراء تحقيق واتخاذ اللازم...أما الدكتور سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية فقد أعاد الكرةإلي ملعب النقابات قائلا: التحقيق في الواقعة المذكورة هو دور النقابات الفنية وليس دور الرقابة!! لإن الرقابة تكون علي المصنف الفني وليس كيفية أدائه أو تصويره ولا علي الممثلين الذين قاموا بأدائه... فأنا كرقيب أقرأ نسخة العمل مكتوبة وأجيزها ثم أشاهدها بعد تنفيذها لأجيزها أما مابين الاجازتين فلادخل لي به ولابكيفية تصويره.. لذلك علي من وقعت تحت يده النسخة التي تم تسريبها أن يتقدم ببلاغ إلي نقابة المهن التمثيلية التي يجب عليها التحقق ممن سمح بالتصوير بالطريقة المذكورة والتي يجب معاقبة المخرج وجهة الإنتاج المسئولة عنها لان المسألة هنا تمس وتخص أخلاقيات المهنة..أما بالنسبة للألفاظ التي وردت علي لسان بسمة في فيلم واحد صحيح فقد شاهدتها ضمن سياق الفيلم ووجدت أن الألفاظ لم تستخدم بالمعني الإباحي!! فهي جاءت علي لسان زوجة من مستوي راق في حديث مع زوجها هو أقرب للحديث مع النفس وقد شاهدت بنفسي رد الفعل علي الجمهور في الصالة الذي ضحك من المفارقة المقصودة وهي أن تتفوه البطلة الراقية بهذه الكلمات السوقية وعلي العموم هذه ألفاظ عامية ومن المعروف أن اللغة العامية تستقبل مفردات جديدة وتعيد استخدام مفردات قديمة مع العلم أنني كرقيب وأي رقيب في الدنيا لايجوز له التدخل في المستوي الفني للفيلم وماله من أثر فني أو جمالي لكنه فقط يحذف مايمس الآداب العامة وأخيرا يقول هاني جرجس فوزي منتج ومخرج فيلم أحاسيس: لابد أن أوضح أن الممثلة اللبنانية قامت بتصوير المشهد وهي تخفي نصفها الأعلي بيدها!! ومع ذلك فليس هذا ماتم عرضه في الفيلم الذي شاهده الجمهور علي الشاشة حيث تم عرض مشهد الاستحمام مثلما يعرض في كل الأفلام..أما ماتم تسريبه فهو مانطلق عليه ال راشينز زي المشاهد التي تم تصويرها ولاحاجة لنا بها وفي الماضي كان يتم رميها أو إعدامها أما بعد أن تطور تكنيك صناعة السينما وأصبح معظمها بالكمبيوتر أصبح في إمكان أي أحد من فريق العمل استعادة تلك المشاهد التي ليس من المفروض محاسبتي أو محاسبة أي شخص عليها مادام لم يتم عرضها علي الشاشة.. وفي كل الاحوال أنا لم أضرب أحدا علي يده ليصور شيئا!! وهذه الممثلة من دولة عربية تسمح لها ثقافتها بالتصور عارية مادامت تخفي جسدها بيدها وأنا لا أدافع عن نفسي لكنني أقول أن السينما المصرية في الماضي كانت مليئة بمثل تلك المشاهد التي قدمتها فنانات كبيرات مثل ناهد شريف وشمس البارودي وسعاد حسني..لكن المجتمع الأن لم يعد يتقبل ماكان يتقبله زمان وأصبح رد فعله عنيفا حتي علي مشاهد القبلات والمايوهات وأصبح هناك من يتلكك لكي يثير أي قضية