قرار وزير التموين بعدم صرف المقررات التموينية للمواطنين ما لم يقوموا باضافة أطفالهم لبطاقة التموين باستخراج شهادات الميلاد بالكمبيوتر من السجلات المدنية. وحددت الوزارة يوم العشرين من الشهر الماضي كموعد نهائي مما دفع بالمواطنين ان يتزاحموا ويصطفوا في طوابير طويلة أمام شبابيك السجلات ويقفوا لساعات طويلة في أجواء شديدة الحرارة والرطوبة وهم يحاولون استخراج الشهادات لأبنائهم قبل الموعد المحدد من الوزارة. تكبد الناس أشد المعاناة وهم ينتظرون بالساعات الطويلة وفي المشاحنات فيما بينهم ومع الموظفين بسبب تعطل أجهزة الكمبيوتر في السجلات باستمرار مما اضطر بعض الناس للذهاب للسجلات خمس أو ست مرات وعندما شعرت وزارة التموين ثم فجأة مدت وزارة التموين المهلة حتي نهاية الشهر ومنحت الناس فرصة أخري مدتها عشرة أيام.. واستمر الزحام طوال الشهر واستمرت معاناة الناس ولا أدري لماذا تفعل وزارة التموين هذه المآسي بالناس وتعذبهم ومن الذي يصدر مثل هذه الأوامر "الغبية" التي زهقت المواطنين وموظفي السجلات معاً ولماذا لم تترك وزارة التموين الأمر لأصحاب البطاقات مفتوحاً حتي لا تحول حياتهم الي جحيم كما حدث ولماذا لا توجه وزارة التموين جهودها التي استخدمتها في تعذيب أصحاب البطاقات.. لماذا لا توجه هذه الجهود لضبط صرف السلع التموينية لمستحقيها فقط.. لماذا تساوي وزارة التموين بين المواطن الغني والفقير وتعطي الفقراء المعدمين تماماً مثلما تعطي الأغنياء من أصحاب الأراضي والعقارات؟.. وتستطيع وزارة التموين بسهولة أن تتحقق وتعرف من هم الأغنياء الذين لا يستحقون صرف التموين لهم حتي لا تساهم في اهدار المال العام وتوجه ا لدعم لمستحقيه فقط. وسياسة اذلال المواطنين هذه لا تتبعها فقط وزارة التموين في موضوع اضافة المواليد الجدد بل هناك وزارات أخري لا تنظر لمعاناة الناس الذين يضطرون للتعامل معها وانهاء مصالحهم لديها. في مركز جرجا بمحافظة سوهاج مثلاً يعاني الناس أشد المعاناة.. معظم أبناء جرجا يسافرون للعمل بالخارج وبدول الخليج تحديداً.. وفرضت عليهم الحكومة دفع ضرائب قبل السفر لأول مرة وعندما يعودون في اجازة حتي يسمح لهم بالسفر مرة أخري.. ورغم ان الدولة لا تقدم أي خدمات مقابل تحصيل هذه الضرائب التي تفرضها "ظلماً" علي شبابها الذين "طفشوا" من بلادهم بحثا عن لقمة عيش وهم يساهمون في تحويل العملات الصعبة للدولة الا ان المكان الذي يدفعون فيه هذه الضرائب أقل ما يوصف به أنه "حقير" ويتعرض فيه المواطن للاذلال وهو ينتظر في طابور طويل في حرارة الشمس الحارق ويضطر المواطن ان يأخذ معه "بطانية" ويبيت أمام شباك الضرائب حتي يحجز له مكانا ويستطيع دفع الضريبة.. هل يعقل ان تستمر وزارة المالية في تعذيب وإهانة وإذلال العامل المصري الذي لم يجد أمامه سوي الغربة بمرارتها وقساوتها ليوفر لقمة عيش لأولاده؟