لم يكن اختيارنا لهذا اليوم موعداً لذهابي ومعي مجموعة كبيرة من الشباب والعائلات المصرية لزيارة مشروع قناة السويس الجديدة. والتي أوشك الأبطال القائمون علي العمل بها من الانتهاء بالشكل الذي يؤهلها للافتتاح وبدء العمل من خلالها في الموعد الذي حدده الرئيس والموافق الخامس من أغسطس هذا العام بإذن الله من قبيل المصادفة بل كان متعمداً لنرسل للعالم رسالة ان مصر ابداً لا تستكين لأي هزيمة أو ضغوط.. واننا نحاول أن نكمل ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي حالياً من صولات وجولات خارج البلاد لنؤكد للعالم ان مصر تتغير دائما للأفضل. رأيت ومعي هؤلاء الزائرون الذين يمثلون اعضاء حزب حماة الوطن الذي يشرف عليه مجموعة من قادة القوات المسلحة المتقاعدين والذين سطروا بدمائهم بطولات حول منطقة قناة السويس منذ 5 يونيو 1967 إلي ان تحقق نصر أكتوبر ..1973 حيث قال لي أحد هولاء الابطال الذين كانوا معنا انه يشهد ان هذه الأرض التي نقف عليها قد ارتوت بدماء ابناء من جيش مصر العظيم قد يكون التاريخ لم يذكرهم ولكننا ابداً لم ولن ننساهم لأنهعم كانوا في طليعة من عبروا تلك القناة ومهدوا لنا الطريق لتحقيق النصر.. واليوم اشهد انهم ايضا مهدوا لنا الطريق للقيام بهذا المشروع العملاق والذي سوف يكون له مردود ايجابي علي مستقبل هذا الوطن.. فهم شهداء لتحقيق النصر ثم لتحقيق تلك النهضة. ثم جاء كل من العميد أركان حرب طارق حافظ والعقيد أركان حرب محسن هيكل المسئولين عن تأمين هذا المجري الملاحي الجديد والأشراف عليه ليوضحا لنا حقائق مذهلة عن حجم الصعوبات التي تعرضا لها في بداية العمل وكم الانجازات التي تحققت في توقيت خيال لم يستغرق سوي 11 شهراً ويكفي ان نعرف ان كمية الرمال التي تم ازالتها تعادل ثمانية أضعاف ما تم إزالته عند بناء السد العالي خلال هذه الفترة.. وعندما حان وقت صلاة الجمعة ارتفعت الحناجر بالدعاء لمصر ولجيشها وقائدها بكل مشاعر الحب والعزة والفخار بالنصر علي أعداء السلام والأمان لهذا الوطن العظيم. وقد تزامنت تلك الزيارة تقريباً مع نفس توقيت انتهاء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي ألمانيا وهي تلك الزيارة التي سبق ان اشرنا إليها في لقاء سابق وتوقعنا ان تكون لها نتائج ايجابية كبيرة من الناحية الاقتصادية وهو ما تحقق بالفعل.. ولكننا لم نكن نتوقع هذا النجاح والحضور الطاغي لشخصية الرئيس في المباحثات السياسية مع الجانب الألماني بكافة كوادره القيادية.. وكيف استطاع بكل ثقة أن يجعل المجتمع الألماني يعيد النظر في الأوضاع الداخلية لمصر من خلال مبادرته الشجاعة في توقع الأسئلة التي كانت سوف توجه إليه والأجابة عليها بكل ثبات واقناع.. و بطبيعة الحال فنحن هنا لسنا بصدد تقييم نتائج الزيارة فهناك المتخصصون والمشاركون فيها والذين لهم بلا شك رؤية أوضح من أي محلل أو قارئ للأحداث من خلال وسائل الاعلام ولكن مما لا شك فيه انها قد أحدثت حراكاً إيجابياً في تغيير نظرة تلك الدولة المهمة من دول القارة الأوروبية إلي الأوضاع الجديدة في مصر والاحترام الجدير بقائد مسيرة تلك المتغيرات الايجابية. وهنا.. لك عزيزي القارئ ان تتساءل ما العلاقة بين زيارتنا لمشروع قناة السويس الجديدة وبين زيارة الرئيس لألمانيا ولماذا نربط بينهما؟ اشير هنا إلي عبارة قالها الرئيس في مؤتمره الصحفي مع المستشارة الألمانية انجيلا ميريكل يقول فيها "اننا نعترف ان هناك قصوراً في نقل صورة واقعية وحقيقية لما تعرضت له البلاد في حقبة حكم الإخوان للوطن والذي ترتب عليه خروج الشعب كله عليهم لاسقاطهم وكذلك في عرض مرحلة البناء والتنمية التي نقوم بها حالياً". تلك العبارة يا سادة هي مربط القول في لقائي معكم اليوم.. نحن في حاجة إلي استراتيجية إعلامية متكاملة من خلال media-pian نتعامل فيها مع أهل الخبرة العالمية في هذا المجال لكي تشرح وتوضح للرأي العام الدولي كل ما تعرضت له البلاد في حكم الإخوان.. وهنا أشير إلي ان هناك قناة فضائية ألمانية بأسم n.24 تعمل علي مدار اليوم لتوضيح ما تعرضت له المانيا اثناء الحكم النازي من جرائم وحشية واعمال تخريب وتدمير لكيان المجتمع الالماني وهو الأمر الذي أحدث تأثيرا ايجابياً علي الاجيال الشابة هناك في إحداث كراهية وبغض حتي من مجرد مناقشة افكار هذا الحكم النازي ورفض هذا الشباب لكل أشكال العنف والدمار الذي شهدته بلادهم علي يد هذا الحكم وهناك دراسة تشير إلي ان حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان كان من أشد المعجبين بالحكم النازي الألماني واشير أيضا ان قناة الجزيرة التي تبث باللغة الانجليزية تشرف عليها قناة B.B.C الاخبارية بكامل طاقم معديها ومخرجيها لتقوم بتقديم برامجها للعالم الخارجي بالشكل الذي يسيء لمصر حالياً. نحن نحتاج إلي اعلام احترافي- مع كامل احترامي لكل الاعلاميين المصريين المجتهدين- يتم بثه من احدي الدول الاوروبية مثل اليونان أو قبرص نظراً للعلاقات الطيبة التي تربطنا بهم حالياً يقوم بتوضيح ما تعرضت له البلاد اثناء حكم الإخوان الإرهابيين لها من أعمال عنف وترويع وإقصاء الأمر الذي ادي إلي ثورة الشعب المصري عليهم.. كما يوضح الأحلام المشروعة لهذا الشعب في المستقبل المشرق.. وهنا يأتي دور الاعلام أيضا في الترويج للمشروعات الاستثمارية التي نأمل أن تتحقق علي طول محور قناة السويس الجديدة.. فلا يعقل مثلا أن يسافر الفريق مهاب مميش رئيس هيئة القناة كل فترة إلي بعض الدول للترويج لهذة المشروعات.. أين دور الاعلام هنا؟ نريد اعلاماً مدروساً ومخططاً له تخطيطاً استراتيجيا قصيراً ومتوسط المدي.. نريد اعلاماً يروج للنجاحات التي تحققت خلال العام الماضي والآمال المعقودة خلال الاعوام القادمة.. ثم نقيم اداءه كل فترة زمنية لنري مدي تأثيره علي الخارج ونعيد النظر لتجاوز السلبيات اذا وجدت والعمل علي تحويلها إلي ايجابيات فهذا لن يعيبنا علي الأطلاق. هناك مستقبل مشرق ينتظر هذا الوطن تتضافر فيه جهود رجال الأمن والجيش والإعلام لتحقيق هذا المستقبل يداً بيد مع العمال والمواطنين الشرفاء الذين من حقهم أن ينعموا بالاستقرار والرخاء القادم للبلاد بإذن الله.. وتحيا مصر.