عن أبي هريرة رضي الله عنه قال. قال رسول الله اللهم صل وسلم وبارك عليه: "ويل للعرب. من شر قد اقترب" "رواه الحاكم وصححه". هذا نذير من رسول الله اللهم صل وسلم وبارك عليه للعرب فقوله: "قد اقترب" لا يعني اقتراب وقوعه في زمانه أو في زمن قريب من وفاته اللهم صل وسلم وبارك عليه. فلفظ "اقترب" في القرآن أو في السنة قد تعني أزمانا طويلة. قال الله تعالي: "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون" "1: الأنبياء" وقوله اللهم صل وسلم وبارك عليه: "بعثت بين يدي الساعة" "بعثت في نسم الساعة" "بعثت أنا والساعة كهاتين" "عدة أحاديث صحيحة". وبالرغم من قرب وقوع الحساب في الآية. ووقوع وقيام الساعة في الأحاديث لم تقم الساعة بعد بالرغم من مرور أكثر من 1400 سنة بحسابنا نحن. ذلك أن الوقت في القرءان وفي السنة لا يقاس بحسابنا نحن للمواقيت. ذلك أن لله سبحانه وتعالي مواقيت تختلف عن مواقيت البشر. "وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون" "47: الحج". "ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون" "5: السجدة". "تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة" "4: المعارج". وهذا القرب الذي تنبأ به رسول الله اللهم صل وسلم وبارك عليه "ويل للعرب" يقع اليوم بعد أكثر من 1400 سنة. فليس هناك شر أشر مما فيه العرب الآن مما تمر به الأمة العربية اليوم. فقد طفح الشر وظهر وبان وساد في كثير من البلاد العربية "سورياالعراق اليمن ليبيا الصومال". حتي الدول التي لم يصل فيها الشر إلي هذا المستوي. فيها من الشر ما فيها "مصر السعودية الكويتالإماراتالبحرينالأردن وغيرها" فلا توجد دولة عربية إلا وأصابها هذا الشر بنسب متفاوتة من بلد لآخر. يبدو أن بعض حكام الدول العربية قد تنبهوا أخيرا إلي وقوع هذا الشر وما ينتج عن تفشيه وانتقاله من بلد إلي آخر. وأنه لابد يصيبهم ما أصاب غيرهم من الدول فبدأوا في محاولة صعبة عسيرة للملمة هذه الشراذم المتناحرة. علي كلمة سواء بينهم.. وعلي توحيد صفوفهم.. ندعو الله تعالي أن يوافق هؤلاء الحكام شعوبهم في القصد والغاية... بتوفير الأمن والأمان والاستقرار والرخاء للبلاد والعباد.. ولكن المشوار صعب وطويل. لأنه لن يمكن التغلب علي هذا الشر.. الذي هو "ويل للعرب" إلا بإكتمال التالي بين جميع الدول العربية: 1 تكوين اتحاد عربي فعلي قوي يضم جميع الدول العربية بلا استثناء. 2 سياسة عربية موحدة تجاه القضايا الإقليمية والعالمية. 3 قوة ردع عربية قادرة علي التصدّي لأي عدوان علي أي دولة عربية من الداخل أو الخارج.. 4 سوق عربية موحدة قادرة علي التنافس مع الأسواق العالمية الأخري. 5 عملة عربية موحدة. 6 السماح بالانتقال بين هذه الدول دون جوازات سفر. وإن كان بضمانات للحفاظ علي الأمن القومي لهذه البلاد.. فلا حرج. إلي أن يتم هذا الأمل الصعب المنال. ف "ويل للعرب". والله من وراء القصد والسبيل. ولا حول ولا قوة إلا بالله.