بعد نجاح الحكومة في القضاء علي انتشار الترامادول واحكام قبضتها علي منافذ تهريبه لجأ تجار المخدرات إلي استيراد نوع جديد أشد خطورة منه وهو "البودرة الصيني" ليقبل عليه المدمنون لسرعة مفعولها ورخص ثمنها حيث يصل سعر التذكرة 20 جنيهاً. وقد حذر الأطباء من خطورة هذا النوع لأنها أشد أنواع المخدرات خطورة علي صحة وعقل الإنسان حيث تصيب أجهزة الجسم بالشلل التام كما تؤدي إلي الخرف المبكر والسكتة الدماغية المفاجأة مطالبين الحكومة بالتصدي لتلك الأيدي الخفية التي تريد تدمير صحة المصريين. "س . ع" أحد متعاطي البودرة الصيني يقول بعد اختفاء الترامادول من الأسواق ووصول سعر الشريط إلي أكثر من 200 جنيه بحثنا عن بديل آخر ووجدنا ضالتنا في البودرة الصيني فثمن التذكرة لا يتعدي 20 جنيهاً وتعطي لنا سعادة ونشاطاً ومفعولها قوي وسريع جداً. ويضيف "أ . ش" أحد المتعاطين بعد ارتفاع سعر الترامادول حاول تجار المخدرات خداعنا وقاموا ببيع شريط "الفلورست" علي أنه ترامادول ولكن بعد فترة من تعاطيه أصبنا بقيء شديد واسهال فبحثنا عن بديل آمن فوجدنا ضالتنا في تذكرة البودرة الصيني وخاصة أن ثمنها لا يزيد علي 20 جنيهاً وتأثيرها سحري متهما الحكومة بأنها وراء اختفاء الترامادول من الأسواق لحساب شركات الأدوية. وتضيف "ع . ل" 30 سنة كنت اتعاطي من 2 إلي 3 حبات ترامادول يومياً وبعد اختفائه ذهبت إلي أحد تجار المخدرات فوجدت شباباً يتعاطون مخدراً جديداً فعلمت أنه بودرة صيني يتم أخذها عن طريق الشم أو الحقن وثمن التذكرة 20 جنيهاً فقط فقمت بتجربتها فشعرت بدوار شديد وذهبت في غيبوبة لم أفق منها إلا بعد ساعة ونصف وكدت أفقد حياتي بسببها ومنذ ذلك اليوم قررت أن أمتنع عن تعاطي المخدرات والذهاب إلي احدي وحدات علاج الإدمان الخاصة والمشكلة أن تلك الوحدات تعتبر الباب الخلفي لتعاطي المخدرات مطالبا الدولة بتشديد الرقابة علي تلك المراكز التي تبيع الوهم للمواطنين. "البودرة الصيني بتعمل دماغ أشد من الترامادول" هكذا بدأ "ف . ب" 28 سنة كلامه مؤكداً أن البودرة المصري الأفضل فهي آمنة وتأثيرها سريع كنت اتعاطي ثلاث حبات ترامادول يومياً والآن أتعاطي تذكرتين فقط ولقد علمنا أن الدولة ستقوم بتقنين الحشيش وعدم محاسبة متعاطيه فلماذا لا يتم تقنين البودرة أيضاً. "ج . م" أحد تجار المخدرات يقول إن اختفاء الترامادول من الأسواق أثر عليهم بشكل كبير كان الجميع يعتمد عليه عمال وسيدات وطلبة من مختلف الطبقات ونظراً لارتفاع سعر الشريط الواحد من 20 جنيهاً إلي 180 جنيهاً كنا نسافر إلي القري لشرائه وإعادة خلطه مع برشام "باركينول" الذي يطلق عليه "صراصير" في الأماكن الشعبية وكنا نبيع البودرة المصري وهي عبارة عن خليط من جماجم مطحونة مضاف إليها برشام "فلورست" وبعض "التامول" المخدر ونبيع التذكرة ب 300 جنيه ونظراً لشدة الاقبال انخفض ثمن التذكرة إلي أقل من 70 جنيهاً حيث قام التجار بتقليل نسبة المادة المخدرة مشيراً إلي أن مفعول البودرة المصري أفضل بكثير من البودرة الصيني المنتشرة بشكل كبير نظراً لقلة ثمنها حيث لا يتعدي ثمن التذكرة 20 جنيهاً. قاتل صامت واجهنا الأطباء بما حدث في سوق المخدر فحذر الدكتور عبدالرحمن حماد مدير وحدة الادمان بمستشفي الصحة النفسية بالعباسية مما يحدث قائلاً : ادمان الهيروين ومشتقاته ومنها البودرة الصيني يعتبر أكثر خطورة من ادمان الترامادول حيث يؤثر بالسلب علي معظم أعضاء الجسم فحالة الاسترخاء الشديدة التي يمر بها المدمن بعد تعاطي البودرة تدفعه للنوم أما في حالة الجرعة الزائدة فيمكن أن يصاب بالاختناق والموت بالإضافة إلي أن ادمان البودرة يؤدي لمضاعفات نفسية وسلوكية واجتماعية خطيرة لذا يجب توجيه الجهود للفئات المجتمعية الأكثر تعرضاً لادمان المخدرات. ويري الدكتور إسماعيل علي صيدلي أن المخدرات عموما والبودرة بصفة خاصة لها تأثير شديد الخطورة علي معظم أجهزة الجسم وتصيب بعضها بالشلل التام لأنها تهدد المخ والحبل الشوكي بالتوقف عن العمل أو الإصابة بالضمور التام مع الاستمرار في التعاطي كما تؤدي البودرة إلي الخرف المبكر حيث يصبح المدمن غير قادر علي تصريف أمور حياته بالإضافة إلي الإصابة بسرطان الرئة والقلب ونقص المناعة والالتهابات الكبدية والفيروسية والتسمم المفاجئ الناتج من المادة المضافة للبودرة الصيني.