تحت شعار سبعون عاما من العمل العربي المشترك عقدت القمة العربية السادسة والعشرون اجتماعاتها في مدينة شرم الشيخ محققة نجاحا كان لابد من إنجازه والأمة العربية تمر بمنعطفات فارقة نحتاج فيها إلي التوحد العربي لمواجهة اخطار عديدة تتعرض لها ما بين إرهاب يهدد كل الأمة العربية. ويشوه صورتها. ومؤامرات تتسع لأطراف إقليمية تريد أن تنقض علي أجزاء من هذا الوطن العربي لتحقيق مخططات توسعية عدوانية. وأطراف أخري دولية لا تريد أن توقف تآمرها ومخططاتها التقسيمية لشرذمة هذا الوطن وتفتيته إلي دويلات يسهل ابتلاعها والسيطرة عليها. . في هذه الأجواء غير المريحة. والمهددة لهذا الوطن العربي بكل دوله التأم شمل هذه القمة في العين السبعين لإنشاء الجامعة العربية في مارس ..1945 ليكون هذا التجمع. الذييواجه تحديات مصيرية. بداية مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك.. الذي لابد من أن يتحقق بفعالية وبمشاركة كل العائلة العربية ليكون علي قدر التحديات والصعاب الجسام التي تواجهها هذه العائلة. والحمدلله أن الرئاسة الحكيمة لهذه الدورة من القمة العربية. للرئيس عبدالفتاح السيسي. قد خرجت بها إلي بر الأمان.. حتي عندما التهب الجو في ختامها بملاحظات سمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي علي رسالة الرئيس الروسي بوتين. فإن الرئيس السيسي استطاع بدبلوماسية. عبور هذا المشهد.. وهو علي أي حال لم يكن مشهداً ضاراً وإنما هو نوع من مصارحة الصديق بما يتأذي منه أصدقاؤه.. وهو بلاشك التسيلح المفرط للنظام السوري الذي يستغله في تدمير وخراب وطنه وسفك دماء أبناء وطنه جميعهم.. وليس المعارضين فقط. .. خرجت القمة والحمدلله برسائل واضحة إلي العالم الخارجي.. فضلا عن العالم العربي.. وكانت استجابة القمة إلي اقتراح الرئيس السيسي بإنشاء قوة عربية مشتركة مبشرة بمرحلة جديدة من العمل العربي يعتمد فيها العرب علي أنفسهم لمواجهة التحديات التي تواجه دولهم.. وكما نص القرار: "تضطلع هذه القادة بمهام التدخل السريع. وما تكلف به من مهام أخري لمواجهة التحديات التي تهدد أمن وسلامة أي من الدول الاعضاء. وسيادتها الوطنية وتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي بما فيها تهديدات التنظيمات الإرهابية. بناء علي طلب من الدولة المعنية".. وكان التدخل في اليمن لتحالف عدد من الدول العربية. في عاصفة الحزم. بناء علي طلب الرئيس اليمني عبدربه هادي منصور بمثابة بروفة للقوة العربية المشتركة خصوصا أن تشكيل هذا التحالف تم بعد أن وافق وزراء خارجية الدول علي قرار بإنشاء القوة العربية المشتركة ورقعوه إلي القمة. . وقد تعرض بيان القمة بطبيعة الحال إلي كل القضايا العربية. وفي مقدمتها قضية العرب الأولي القضية الفلسطينية وكذلك الوضع في سوريا وليبيا ولبنان والصومال فضلا عن تأييد التحرك العسكري في اليمن. وتأييد دولة الإمارات العربية المتحدة في حقها في استعادة السيادة علي جزرها الثلاث التي استولت عليها إيران. . وإلي هذا فإنه يهمني أن أشير إلي ثلاثة أمور لم يتضمنها بيان القمة العربية. وإن كانت قد أثيرت في خطابات الرؤساء في افتتاح القمة.. أما الأمر الأول فهو مبادرة الرئيس السوداني عمر البشير بتخصيص أرض تقدر بداية بمليون فدان تزرع بالقمح الذي تحتاجه الدول العربية.. علي أن تمول الدول الخليجية زراعته ويتولي زراعته زراع من مصر.. وهي المبادرة التي طرحها في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي وعاد وكررها في القمة العربية. وقد مضت هذه المبادرة دون أن نسمع عنها شيئاً بشأنها سواء في مؤتمر شرم الشيخ أو القمة العربية. مع أن توفير الغذاء اللازم للوطن العربي لا يقل أهمية عن توفير الأمن والأمان له.. والسودان الذي يضم أكثر من مائتي مليون فدان قابلة للزراعة.. وتتوفر فيه المياه.. سواء بالأمطار.. أو من مياه النيل.. يمكن لو تضامن العرب في زراعته أن يكون سلة غذاء العالم العربي كله.. ولهذا فنحن نتطلع إلي الرئيس السيسي.. وهو رئيس القمة العربية طوال عام كامل.. يحرك هذه المبادرة التي تغني العالم العربي كله عن استيراد غذائه. ويتبع هذا أيضا النداء الذي وجهه رئيس الصومال عن حاجة وطنه إلي مبلغ ضئيل في حدود عشرة ملايين دولار شهريا لتلبية احتياجاته.. ولم نسمع أيضا شيئا عمن قرر تلبية هذا المطلب شديد التواضع لبلد عربي شقيق يعاني.. وكلنا قادرون علي مساندته. أما الأمر الثالث أو الطلب الثالث الذي لم يعقب عليه أحد.. وكنت أود أن يكون أيضا قراراً من القمة العربية حتي لا يواجه الأمر بحروب من يرفضون التطبيع.. هذا الطلب جاء في مناشدة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لكل العرب بألا يتوقفوا عن زيارة القدس. التي تعيش الآن كما قال الرئيس الفلسطيني في ربع الساعة الأخير قبل إتمام المؤامرة الإسرائيلية لابتلاعها.. الرئيس الفلسطيني يواجه الذي يحاربون هذه الزيارة باعتبارها تطبيعا مع العدو.. ويقول لهم "إن زيارة السجين ليست تطبيق مع السجان".. والقدس فعلا سجين لدي إسرائيل وأهلها جميعاً في حكم الأسري مع الحصار الإسرائيلي.. ومع التهديد اليومي الذي يواجهونه بهدم دورهم والاست