حصلت النجمة الأمريكية جوليان مور علي أهم جوائز التمثيل هذا العام عن دورها في فيلم "أليس الصامدة" جائزة الكرة الذهبية من رابطة الصحافة الأجنبية وجائزة "البافتا" البريطانية واخيراً أوسكار احسن ممثلة وتأتي أهمية الفيلم من ان بطلته استاذة الجامعة د. اليس هاولاند تصاب بمرض الزهايمر في سن الخمسين وهو مرض يصيب 50% من المسنين فوق الثمانين ويعاني منه 4 ملايين مريض في الولاياتالمتحدة فقط والحقيقة ان المعاناه تشمل عائلة المريض أيضاً وليس الشخص المصاب فقط. "الزهايمر" أو "خرف الشيخوخة" مرض قديم اكتشفه طبيب ألماني عام 1906 وسمي باسمه والمشكلة انه لا يسبب الموت المباشر مثل السرطان أو الايدز أو تليف الكبد ونوعية الأفلام التي يعاني بطلها من المرض تنتزع تعاطف الجمهور لان حالة البطل المريض يتقصمها المشاهد ويري نفسه وقد مر بتلك التجربة المؤلمة. كان عام 2014 بالنسبة لجوليان مور من الاعوام السعيدة حتي انها ترشحت لجائزتين من الجولدن جلوب كأحسن ممثلة دراما في "أليس الصامدة" وأحسن ممثلة كوميدية في "خرائط النجوم" الذي شاهدناه في مهرجان القاهرة السينمائي الماضي مما يعني انها تعيش سنوات النضج الفني. فيلم "أليس الصامدة" مأخوذ عن كتاب للمؤلفة ليزا جينونا تحكي عن حالة نادرة للزهايمر اصابت سيدة في الخمسين وليست في الثمانين كما هي العادة ولكنها كانت محظوظة بأسرتها زوج وثلاثة ابناء احاطوها بالرعاية ولم يتركوها في مستشفي أو بيت للمسنين إلي جانب انها استعانت بالتكنولوجيا الحديثة واستخدمت اللابتوب للسؤال عن الاشياء التي نسيتها صحيح انها تنساها مرة أخري ولكن هي تحتاج من يذكرها فقط. التعبير عن امرأة استطاعت جوليان مور التعبير عبر حالة امراة تجد نفسها فجأة ليس لها مكان في هذا العام استغنت الجامعة عن خدماتها بسبب حالتها المرضية ونسيانها الدائم لمواعيد المحاضرات أو للمعلومات التي تحتاج إليها في عملها كأستاذة لغويات أمام الطلبة واستطاعت بجملة واحدة ان تعبر عن حالتها عندما تقول: "أنا لا أعاني.. أنا اكافح" هي تكافح من أجل البقاء والاحتفاظ بالحد الادني بالذاكرة القادرة علي الحياة مع الآخرين ولكن بالطبع لم تستمر في ذلك طويلاً وفي محاضرة داخل جمعية لمرضي الزهايمر وقفت تستعين بالورق والكمبيوتر وألقت محاضرة عن تجربتها مع المرض بما يؤكد اصرارها علي مواجهته. قام باخراج الفيلم ريتشارد جلاترز ووش ويستمولاند وهو انتاج محدود اقرب إلي الافلام التليفزيونية لكنه بالتأكيد يخفف كثيراً من معاناة عائلات ملايين المرضي ويعطي الانطباع الايجابي بأن السينما تقوم بدورها الاجتماعي في دعم ملايين من البشر تعرضوا لمرض من الممكن ان يتعرض له أي إنسان. شهرة "الزهايمر" لقد تحول مرض الزهايمر إلي مرض شهير بعد ان أصاب الرئيس الأمريكي الاسبق رونالد ريجان والكاتب الكولومبي الحاصل علي نوبل جابريل ماركيز وأديبنا العظيم ادوارد خراط. قامت بدور ليديا ابنة المريضة د. أليس النجمة الصاعدة كريستين ستيوارت بطلة سلسلة أفلام "تواي لايت ساجا" ولولا الرسالة الإنسانية التي يقدمها فيلم "أليس الصامة" كان من الصعب جداً ان يوافق منتجو تلك السلسلة ان تقوم بطلتهم الشابة بدور صغير في هذا الفيلم وجسدت دور الفتاة العنيدة التي اختارت طريقاً يختلف عن طريق الجامعة الذي اختارته لها أمها الاستاذة الجامعية وفضلت الفتاة التمثيل في مسرحيات صغيرة ولكنها في النهاية قررت ان تتواجد بصفة دائمة إلي جوار أمها المريضة التي تحتاج إليها. بقيت بعض المشاهد في الذاكرة قدمتها جوليان مور بقدرة فائقة علي التعبير منها مشهد ممارستها رياضة الجري في الصباح داخل الحرم الجامعي في جامعة كولومبيا وعندما تنتهي تجد نفسها وقد نسيت لأول مرة اين المفترض ان تذهب بعد ذلك؟! كذلك المشهد عندما عادت إلي منزلها لتدخل دورة المياه. وإذا بها تنسي مكانها وتظل تبحث عنها في فزع.