حديقة حيوانات الجيزة الأقدم والأكبر أفريقيا.. أمر بإنشائها الخديو إسماعيل وافتتحت في عهد الخديو توفيق عام 1891 تبلغ مساحتها نحو 80 فداناً. وتواجه بوابتها الرئيسية شارع شارل ديجول بالجيزة حيث تقع علي الضفة الغربية لنيل القاهرة وتعد المتنفس الأكبر للمصريين "الغلابة" علي مستوي الجمهورية حيث يرتادها سنويا مليونا زائر من مختلف المحافظات.. تم إغلاقها في 19 فبراير 2006 خوفا علي الحيوانات والطيور من الاصابة بمرض أنفلونزا الطيور الذي اجتاح مصر آنذاك وأعيد افتتاحها في 24 أبريل من نفس العام تعرضت الحديقة لعدد من الكبوات لعل أشدها سحب عضويتها من المنظمة الدولية لحدائق الحيوان بسبب عدد من الأخطاء الفنية والادارية وأصدرت المنظمة الدولية تقريرا فنيا أوردت فيه عدداً من الملاحظات عام 2004 ومنذ ذلك التاريخ عكفت الادارات المتعاقبة علي تصحيح الأوضاع الخاطئة وتنفيذ عدد من خطط التطوير لتتواكب مع طلبات المنظمة الدولية رصدنا ما تم علي أرض الواقع وخطوات الحديقة نحو العودة إلي الدولية واستعادة حديقة حيوانات الجيزة "متنفس الغلابة" مكانتها التاريخية. تعرضت الحديقة لعدد من الكبوات لعل أشدها سحب عضويتها من المنظمة الدولية لحدائق الحيوان بسبب عدد من الأخطاء الفنية والادارية وأصدرت المنظمة الدولية تقريرا فنيا أوردت فيه عدداً من الملاحظات عام 2004 ومنذ ذلك التاريخ عكفت الادارات المتعاقبة علي تصحيح الأوضاع الخاطئة وتنفيذ عدد من خطط التطوير لتتواكب مع طلبات المنظمة الدولية رصدنا ما تم علي أرض الواقع وخطوات الحديقة نحو العودة إلي الدولية واستعادة حديقة حيوانات الجيزة "متنفس الغلابة" مكانتها التاريخية. الدكتورة فاطمة تمام رئيس الادارة المركزية لحدائق الحيوان والتي تعد أول سيدة تتولي هذا المنصب عام 2011 تقول ان حديقة حيوان الجيزة وفق آخر احصائية تحتل الصدارة في ترتيب حداذق الحيوان عربياً و19 دوليا من حيث التنوع الحيواني والنباتي والمساحة كما انها تعد ثاني أقدم حديقة علي الطراز الانجليزي علي مستوي العالم وتؤكد ان خروج الحديقة من عضوية المنظمة الدولية لحدائق الحيوان عام 2004 لم يكن فقط بسبب التقرير الفني الذي أعدته المنظمة وورد به عدد من الملاحظات بل هناك عدة أسباب منها أنه تمت دعوة الحديقة للاشتراك في الاجتماعات الدورية التي تعقدها المنظمة وتخلفت مصر عن الحضور في أكثر من اجتماع آنذاك والتأخير في سداد الاشتراكات المطلوبة للاستمرار في عضوية المنظمة وفي النهاية تهديد المنظمة باخراج مصر من عضويتها في حال عدم تسديد الاشتراكات وهو ما لم يتم كل هذه الأسباب مجتمعة بما فيها التقرير الفني الذي رصد عدداً من المخالفات التي تتعلق بطريقة سقاية الحيوانات التي كانت تتم بالجردل" وعمليات الاكثار والمتابعة البيطرية وفصل الحيوانات عن الزائرين بطريقة معينة كل ذلك أدي لخروج مصر من عضوية المنظمة الدولية غير أننا خلال الفترة الماضية- والكلام للدكتورة فاطمة- استطعنا التواصل مع عدد من الخبراء الدوليين في هذا المجال منهم الخبيرة ليندسي من حديقة لندن التي زارت حديقة الجيزة عام 2008 للوقوف علي ما تم بها من تطوير وفق المعايير الدولية وأبدت اعجابها بما تمت علي الأرض وأعدت تقريرا فنيا ساعدنا في الانضمام للمنظمة الافريقية لحدائق الحيوان "PAAZAB" في نوفمبر من نفس العام كما تم الاستعانة بخبيرة أخري تدعي جبرائيل هاريس متخصصي في مجال تدريب الكوادر الفنية وأكدت في تقريرها الفني الذي أعدته حول زيارتها وحواه كتاب لها ان العمال وحراس الحيوانات بحديقة حيوان الجيزة يعدون الأمهر والأفضل في هذا المجال علي مستوي العالم. وأشارت إلي خطة التطوير التي انتهجتها الحديقة تمهيداً للعودة الي المنظمة الدولية والتي شملت الاهتمام بجانب الوعي البيئي حيث تم اعتماد مركز متخصص لهذا الغرض داخل الحديقة يقيم العديد من المحاضرات ودورات في الوعي البيئي لطلبة المدارس والجامعات كما يقوم الأطباء البيطريون بجولات ميدانية بين الجمهور وتعريفهم بالطريقة المثلي للتعامل مع الحيوانات وهو ما أثر ايجابيا في الحد من الانتهاكات التي كانت تمارس من قبل بعض الزائرين تجاه الحيوانات وكذلك إزالة احدي الكافتيريات التي كانت مقامة بجوار بيت القرود وطالب تقرير المنظمة الدولية ازالتها كما تم الانتهاء من ترميم وتطوير المتحف الحيواني بالحديقة والذي أنشأ عام 1906 ويحوي علي أكثر من 2500 محنط يرجع تاريخ بعضها الي عام 1800 تتم صيانتها بشكل دوري بالتعاون مع وزارة الآثار كما يحتوي المتحف الذي سيتم افتتاحه خلال الايام القادمة علي 3 مجلدات ومراجع علمية للزواحف والطيور والثدييات. وقد وافقت وزارة الآثار خلال الأيام الماضية علي طلب ادارة الحديقة بتعلية سور الحديقة لوقف التعديات التي تعرضت لها الحديقة خلال الفترة الماضية وسيتم البدء بتعلية السور قريبا بالتعاون بطريقة فنية دقيقة تراعي الطابع الفني والأثري للسور. الدكتور مصطفي البطاوي مدير حدائق الحيوان قال انه لا يوجد ما يسمي بالتصنيف الدولي لحدائق الحيوان وانما هناك انضمام للمنظمة الدولية لحدائق الحيوان والمشكلة التي تعرضت لها حديقة حيوان الجيزة في فترة زمنية سابقة هو خسران الحديقة لعضويتها بالمنظمة الدولية عام 2004 التي أبدت عدداً من ملاحظاتها علي مجموعة علي من الخدمات التي تؤديها الحديقة آنذاك بعضها يتعلق بالحيوانات والآخر بالزائرين. وقال أنه علي مدار الأعوام الماضية حدث تطوير كبير بالحديقة التي تضم أكثر من 5 آلاف حيوان وطائر لتلافي ملاحظات المنظمة الدولية بمعدل يزيد علي 80% كما تم الاشتراك في المنظمة الافريقية لحدائق الحيوان وهناك زيارات لوفود من الخبراء بهذه المنظمة للحديقة والذين أبدوا اعجابهم بما شهدته الحديقة من تطوير وتحسين للخدمات. وقال انه لتلافي ملاحظات اللجنة الدولية تم العمل علي أربعة محاوررئيسية الأول تحسين الخدمة المقدمة للحيوانات وكذلك المتعلقة بالنباتات وتحسين مستوي الخدمة البيئية وتطوير الخدمات المقدمة لجمهور الزائرين فعلي سبيل المثال تم تعديل مصادر مياه الشرب للحيوانات لترتبط بشبكة المياه بشكل مباشر وانشاء 3 طلمبات لضخ المياه لتحسين ضخ المياه للمجاري والترع المائية بالحديقة وكان ذلك من بين مطالب اللجنة الدولية وتخصيص مكان لتغيير ملابس حراس الحديقة بعيداً عن أماكن الحيوانات وزيادة عدد سلات جمع القمامة كما تم انشاء سياجين حديدين لبيوت بعض الحيوانات لحمايتها من تعدي بعض الزائرين حسب ما طالبت به المنظمة الدولية. وقال الدكتور مصطفي ان الخدمة البيطرية والغذائية المقدمة للحيوانات شهدت تحسنا وتطويرا كبيرا يتفق والمعايير الدولية المتبعة في هذا الشأن حيث تم اعتماد نظام متكامل للتطعيمات الدورية وبشكل منضبط والاهتمام بنظام العلاج الوقائي والتغذية الوقائية التي ترتكز علي تقديم وجبات غذائية للحيوانات في توقيتات زمنية محددة وانشاء قاعدة بيانات يتم فيه تسجيل لكل ما تحتويه الحديقة من حيوان ونبات وما يطرأ عليها من تغيير سواء بالولادات أو النفوق وهو ما يعرف دولياً بنظام "الزمس". كما تم الانتهاء بشكل كامل من مشروع الترقيم الاليكتروني للحيوانات بالحديقة المسمي "ميكروشيب" والذي يقضي بحقن الحيوان بشريحة اليكترونية بحيث يتم تعقب الحيوان اليكترونيا مهما كان مكانه كذلك الانتهاء من احصاء للثروة النباتية الموجودة بالحديقة والاشجار النادرة بها بالتعاون مع مركز بحوث النباتات والتوثيق الحضاري بوزارة الزراعة مشيراً إلي ان الدخل الذي تحققه الحديقة من تذاكر الدخول علي مدار العام تصل إلي 7 ملايين جنيه يتم الصرف منها علي التذغية والتحصينات والعلاجات والأدوية أما تطوير أو ترميم منشآت داخل الحديقة كالمتحف الحيواني فيتم اعتماد مالي من الهيئة العامة للخدمات البيطرية التي تتبع لها حديقة الحيوان. وحول كفاية الكوادر الفنية بالحديقة أكد الدكتور البطاوي أن عدد الأطباء البيطريين بالحديقة يصل إلي 25 طبيبا ولا شك نحتاج لزيادة في هذا العدد ورغم ذلك يتم القيام بكافة الالتزامات الصحية من خلال تكثيف الحملات البيطرية والكشف الدوري والمتابعة الميدانية وعندما نحتاج لخبرات أجنبية خاصة فيما يتعلق بعمليات الاكثار لبعض الحيوانات أو اجراء عمليات جراحية دقيقة كتلك التي أجريت لازالة ورم للشمبانزي لا نتردد في استقدام هذه الخبرات سواء من الداخل أو الخارج عبر المنظمة الدولية لحدائق الحيوان "wassa" أو المنظمة الافريقية لحدائق الحيوان.