بدون إحراج

التعليم المفضوح

لأننا مقبلون علي المؤتمر الاقتصادي الموسع خلال الشهر المقبل ونتطلع من خلاله لزيادة التدفقات الاستثمارية الخارجية لإقامة مشروعات تنموية عملاقة تستهدف امتصاص خريجينا الجامعيين في العديد من مجالات الإنتاج بشكل يؤدي في النهاية لتخفيض أرقام نسب البطالة.. بل والقضاء عليها مستقبلاً.. فإننا بحاجة إلي نوعية متقدمة من التعليم لتلبية احتياجات سوق العمل الواعد في المنطقة العربية والإفريقية والآسيوية.
* وربما تتجه الأنظار إلي طرح برامج تعليمية متطورة تتناسب مع هذه الاحتياجات وبخاصة في تعليم مفتوح متميز لا ينتمي لتعليم مفضوح يستهدف تحقيق المكسب المادي أو التجاري علي حساب إكساب الدارس لمهارات التكنولوجية المتقدمة والمطلوبة لسوق العمل الجديد.
* ومن البديهي أن نظامنا للتعليم المفتوح يوفر فرص التعليم الجامعي لمن لم يحالفهم الحظ في الالتحاق بالجامعات التقليدية لأسباب اجتماعية أو ثقافية.. كما أتاح للمرأة والأم أن تستكمل تعليمها العالي دون حاجة إلي النظر لحواجز العمر أو الدرجات أو الوظيفة وحتي السكن!!
* فعلاً.. نحن بحاجة لتعليم يؤدي لتطوير إمكانيات الكوادر البشرية العاملة ويسهم في استيعاب أعداد كبيرة من الطلاب تفوق القدرة الاستيعابية للجامعات التقليدية وهو ما يتوفر في التعليم المفتوح المتقدم وليس بتعليم السبوبة والذي يطلق عليه البعض بالتعليم "المفضوح" والمعتمد علي حشر الطلاب بالمدرجات دون توفير الامكانيات سواء من مناهج متقدمة أو انتقاء نوعية الطالب المناسب لطبيعة البرنامج.. أو التعليم الذي يعتمد علي المصالح وجبر الخواطر لإرضاء جيوب المستفيدين من المقربين لأصحاب القرارات!!
* وليس من المقبول أو المتصور أن يتقدم مجموعة من الطلاب الراغبين في الالتحاق ببرنامج مثل اللغة العربية والتذوق في الأدب بجامعة عين شمس. والتزموا بسداد المصروفات الدراسية المقررة وفي النهاية تطالبهم إدارة الكلية بتحويل رغباتهم لتخصص آخر وذلك في سابقة هي الأولي من نوعها!!
وأعتقد أن ميول الطالب أو الدارس لنوعية من التعليم تتناسب مع إمكانياته وقدراته المعرفية تعتبر الخطوة الأولي لتحقيق تميزه العلمي.. وبالتالي فرض نوع معين من الدراسة الإجبارية عليه لأسباب ربما يراها البعض أنها تجارية.. مسألة تحتاج لتدخل وزير التعليم العالي ورئيس جامعة عين شمس وعميد كلية الآداب لتصحيح المسار!!
* نحن بحاجة لتلبية احتياجات خطط التنمية العربية والإفريقية بسوق العلم المحلي والخارجي من خلال طرح برامج تعليمية تتعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتطورات التكنولوجية الحديثة في مختلف المجالات.