لم يكن الإرهابيون يعلمون ان جرائمهم سوف تزيد المصريين قوة.. وتجعلهم علي قلب رجل واحد.. هدفهم واحد.. هو الضرب بيد من حديد علي من تسول له نفسه أن يحاول الإضرار بالوطن.. فكان الغضب الشعبي جارفاً.. ينصب كله مطالبا بالثأر من القتلة الخونة الذين تجرأوا واعتدوا علي أبنائنا في سيناء.. وحتماً سينالون العقاب الرادع.. سينالون ما يستحقون خاصة بعد ان أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي لرجال الجيش والشرطة انه لن يكبل أيديهم في الثأر للشهداء. الأمر الذي لاشك فيه ان تلك الدماء الزكية الطاهرة التي سالت بالغدر.. لن تذهب هباء.. ولن يمر الحدث مرور الكرام.. انه ليس حادثاً مجرداً.. بل هو اعتداء علي الوطن كله.. والوطن بشعبه وجيشه وشرطته ومؤسساته لن يتنازل عن حقه مهما كانت التضحيات.. ولن يتم التفريط في قطرة دم. ولا بديل عن القصاص. لم يكن الشهداء الذين انتقلوا إلي جوار ربهم يخصون ذويهم فقط.. بل هم أبناء مصر كلها.. لذا فقد كان الجرح عميقاً والحزن كبيراً.. وهذا ما يجعلنا جميعاً نطالب بالثأر لهم لأنه حق جماعي.. وإذا كنا نتعجل النتائج مدفوعين بهذا الكم الكبير من الغضب.. إلا أن المؤكد ان الأجهزة المختصة لن تدخر جهداً في هذا.. ولن تسكت عن الواجب والمهمة المنوطة بها. يحاول المجرمون ان يسقطوا الدولة بكل الوسائل غير المشروعة.. بدءاً من تفجير أبراج الكهرباء.. ليعيش المواطن في ظلام ويتوهمون ان ذلك سيجعله يفقد الثقة في القيادة السياسية. ثم يطلقون رصاصات الغدر علي أبنائنا في الجيش والشرطة متوهمين أيضاً ان بعضهم قد يترك الميدان ويتخلي عن مهمته المقدسة.. وإذا برد الفعل يأتي مخالفاً لكل ما يتوقعون. وعكس كل ما يخططون له.. وها هم أبناء الجيش والشرطة يتقدمون بطلبات للخدمة في سيناء ومواجهة هؤلاء الإرهابيين.. بل ان الشباب البواسل الذين أصيبوا في هذه العمليات يتعجلون الشفاء لكي يعودوا إلي الخط الأمامي من المواجهة.. وهذا كله يؤكد ان الضربة التي لا تميت تقوي. فتلك الضربات لا تزيدنا إلا قوة وتماسكاً. بل ما لم يكن أحد يتوقعه أن يطالب ملايين المصريين "بالتطوع" في الجيش من أجل محاربة الإرهاب.. والأكثر استغراباً ان هؤلاء الذين يرغبون في التطوع ليسوا فقط من الشباب المتحمس بل من كل الأعمار حتي كبار السن.. ليعلم الإرهابيون المجرمون أننا "كلنا جنود" تحت رهن إشارة الوطن في أي وقت وفي أي مكان. "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"