تبكى مصر بأسرها باستثناء هؤلاء.. أعداء مصر.. تلك الحفنة السافلة القاتلة الحاقدة من أبناء مصر «للأسف» الذين لا يفتأون يطعنون صدرها ويستبيحون نزف دمائها ليشبعوا غليلهم اللامبرر سواء بأيديهم أو بأيدى عملائهم، تبكى مصر بأسرها أبناءها الأبرار الشهداء، الذين قتلوا غدراً وهم يحرسون الحدود ويذودون عن الوطن ويحمون حماه، تبكى مصر بأسرها للمرة العاشرة، العشرين، الثلاثين، لم أعد أذكر أو أحصى، فكل يوم بات يحمل لنا نبأ محزناً من استهداف خيرة أبناء الوطن برصاص الغدر والإرهاب الذى لا يعرف ديناً ولا وطناً، ولا يهمه إلا تفتيت وتدمير مصر كما نجحت أجندات الغرب الخارجية الاستعمارية الصهيونة فى تفتيت وتدمير سوريا، ليبيا، العراق، وقبلها السودان، وغيرها صف طويل من بلدان الوطن العربى. نبكى ونصرخ ونودع فلذات أكبادنا مع حسرة لا يبددها زمن، ولوعة لا يطفئها حتى القصاص الدامى من الخونة القتلة الإرهابيين، فهل تتساوى رأس برأس، هل يمكن أن يكون رأس إرهابى دنس الوطن بعمالته وخيانته متساوياً مع رأس شريف وهب حياته وروحه فداء للوطن، لا والله لا يستوون، بل ظفر أصغر جندى.. لا ليس ظفره بل نعال حذائه برأس مليون خائن، فما حدث بالنقطة الحدودية بالوادى الجديد مساء السبت الدامى لا يمكن تفسيره سوى أنه جزء من مخطط الخيانة الذى بدأته عناصر الإخوان منذ توليها السلطة فى مصر عقب ثورة 25 يناير، وعقب رحيلها عن السلطة بفعل الغضب الشعبى فى 30 يونية، وحتى الآن، مخطط الخيانة متوزع ومنقسم فى أكثر من شق، أخطره الإرهاب لسرقة أمن وأمان هذا الوطن، ومحاولة إظهار الجيش والشرطة قطبى القوة والحماية للشعب فى الخارج والداخل بمظهر الضعف. الإخوان لم يتورعوا عن التحالف مع الشيطان لتوجيه الضربات للوطن، تحالفوا مع كل الجماعات الإرهابية، القاعدة، بيت المقدس، أجناد الأرض، وغيرهم الكثير من المسميات، أملاً منهم فى هز ثقة المصريين بالجيش والشرطة، وعندما كانوا فى الحكم كانوا يحاولون صناعة «داعش» فى مصر، وفشلوا حتى بعد المذبحة التى نفذوها ضد الشيعة فى كرداسة، وبعد إرهاصات جماعة الأمر بالمعروف، وسيفشلون إن شاء الله فى محاولات النيل من الجيش والشرطة سواء هم أو أتباعهم أو أذنابهم، ولكن كيف سنعجل بفشلهم، وهم بين يوم وآخر يبرزون لنا بوجههم القبيح ويحاولون إثبات وجودهم بصورة أو بأخرى، وإثبات قوة إرهابهم، الكارثة أن الدولة لم تتعلم من كل الأخطاء السابقة التى وقعت فيها وكانت سبباً فى تضخيم أعمال الإخوان وتمكينهم من تنفيذ مخططات الإرهاب، لم تتعلم من تفجير مديرية أمن القاهرة، ولا مديرية أمن الدقهلية، ولا من مقتل الجنود على الحدود بسيناء وهم يفطرون رمضان، ولا من اصطياد سيارات نقل الجنود فى العريش، ولم تتعلم حتى من تنفيذ اعتداء إرهابى سابق على نفس نقطة الحدود بالوادى الجديد قبل شهرين ومقتل 6 جنود، وهو الأمر الذى أدى إلى تحويل نقطة الأمن إلى وحدة عسكرية، التى كانت ضحية الهجوم الإرهابى مساء السبت الماضى، ولا أعرف متى ستتعلم الدولة. لا أعلم متى سيتم استخدام التقنية الحديثة التى تستخدمها كل دول العالم المتقدمة وشبه المتقدمة فى تأمين نقاط ووحدات الجيش ومراكز وأقسام الشرطة، متى سيتم استخدام كاميرات الرصد والمراقبة عن بعد وربطها إلكترونياً بغرفة مراقبة وتحكم لرصد أى تحركات مريبة حول الأماكن الأمنية والعسكرية قبل وقوع الهجوم للتصدى للإرهاب ووأده فى مهده قبل أن ينال من خير أجناد الأرض، متى سيتم نشر نطاقات أمنية حول الوحدات العسكرية المهمة للاستطلاع والمراقبة لتكون بمثابة قرون الاستشعار التى تطلق صافرة الإنذار قبل وقوع الهجوم الإرهابى للتصدى وله وتحجيم خسائره قدر الإمكان، متى سيتم تحسين المواقع الأمنية والعسكرية لتكون مضادة للرصاص وللتفجيرات، متى سنطبق سياسة الأمن الوقائى لا العلاجى، ومما يؤسف له أننا أيضاً نطبق سياسة الهوجة الأمنية، نستنفر الأمن بعد وقوع الكارثة فقط، ثم يهدأ الاستنفار وتعود «ريمة لحالتها القديمة» من الاسترخاء، وحالة الاسترخاء هى التى يستغلها عدو الوطن من الداخل والخارج لتنفيذ ضرباته الغادرة القذرة، رغم أننا شعباً ودولة نعلم أننا فى حالة حرب حقيقية تتطلب رفع حالة التأهب إلى أقصى درجة. إذا كان الجيش قد بدأ عملية «ثأر 1» للنيل من قتلة جنود الفرافرة، فأطالب بألا تنتهى عملية الثأر هذه، وأن تصبح عمليات دائمة وقائمة لتحقيق الأمن الوقائى للشعب والشرطة والجيش، ارجوكم لا تدعونا نفقد الثقة فى قدرة الدولة لفرض سيادة وأمن الدول بكل قوة وحق وعدل.. وبالمناسبة أوجه سؤالاً لوزير الداخلية: أين الدوريات التى وعدتنا بها لتجوب شوارع القاهرة ومصر كلها لنشر الأمن؟.. هل هى دوريات سرية غير مرئية للشعب أم ماذا؟.. هل نما لعلم سيادتك أن المعارك الشعبية تنتشر فى شوارع مصر بين المواطنين حتى بأرقى الأحياء على أتفه الأسباب بسبب غياب الأمن وتستخدم فيها الأسلحة البيضاء والنارية، أذكر منها معركة أهلية فى شارع هارون بمصر الجديدة مساء الأحد وقد قتل بها شخص وأصيب آخرون واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة ولم تصل الشرطة إلا بعد ساعة من إسالة الدماء، هل أخبرك أحد أن رجلاً كان يسير عارياً كما ولدته أمه بميدان رمسيس صبيحة الأحد الماضى أيضاً وسط ذهول المارة الذين لم يجدوا رجل أمن واحد يستنجدون به لستر عورة الرجل الذي يبدو أنه مختل، أو حمله إلى مستشفى، ارجو الوفاء بالوعود، لأن الشعب اختار رئيساً علق عليه آمالاً عظيمة فى إصلاح حال هذا البلد، لا تجعلونا نصاب جميعاً بالإحباط ونفقد كل أمل فى الإصلاح.