بعد أن تدهورت حالته وازدادت سوءاً علي سوء. وكاد أن يشرُف علي الموت. كان لابد من رد الجميل بوضع قبلة الحياة علي وجنتيه. فلا يصح بعد كل خدماته وما وهبه لنا من الحياة. أن نهمله ونتركه وحيداً ينعي حظه العاثر. في زمن نتباهي بأنه قمة التكنولوجيا. والأرقي من الحضارات السابقة. في زمن المفترض أن نكون أكثر احتراماً له خاصة ونحن أحفاد الفراعنة» وإن كنت أشك في ذلك» لأنهم الأكثر تقديساً وتوقيراً له. ونحن الأكثر تحقيراً واستهزاء به. مع اننا لا نساوي حجراً نقشوا عليه أعمالهم وأمجادهم التليدة. هذا المسكين والموجوع والمشرف علي الموت هو "حابي" و"سانت" هو النهر المقدس هو نهر من الجنة هو نهر الحياة. هو النيل الذي منح الحياة لمصر. وجعلها الأكثر عظمة وحضارة في التاريخ. لذا خلع قدماء المصريين له الكثير من الأوصاف والألقاب. وجعلوا له العديد من الأرباب والربات. بل من عشق الفراعنة له رددوا التراتيل له .ومنها: حابي أبو الآلهة الذي يغذي ويطعم ويجلب المؤنة لمصر كلها. وهو الذي يهب كل فرد الحياة ويأتي الخير في طريقه والغذاء علي نباته ويجلب مجيئه البهجة لكل إنسان. إنك فريد. أنت الذي خلقت نفسك بنفسك دون أن يعرف أي فرد جوهرك. ومثل هذه الترانيم والصلوات والأدعية. لا تصدر إلا من شعب ذي حضارة عظيمة. مازالت شواهده باقية ماثلة أمام أعيننا رغم مرور عشرات الآلاف من السنين. شعب قدر قيمة النيل لأنه كان السبب فيما هم فيه وما وصلوا إليه. فلولاه لكانوا في ذيل الأمم. مثلما نحن فيه الآن. لأننا لم نقدر هذا النهر المقدس ولوثناه بتخلفنا وبجهلنا. واعتدينا عليه وهتكنا عرضه. واستبحنا شرفه الغالي. لذا كان لابد من وقفة حاسمة. لوقف هذا الاعتداء الآثم علي حابي إله النيل. الذي يلعن اليوم الذي شاهد فيه أحفادا أجلافا متخلفين. فكانت مبادرة إبراهيم محلب رئيس الوزراء الذي انتقضي واستحضر عظمة الفراعنة وأقسم علي حماية النيل في وثيقة أطلق عليها وثيقة حماية النيل. ووقع عليه كافة الوزراء. وبقي أن يوقع عليها الشعب بأجمعه. وإجبار الغوغاء والجناة علي ترديد هذا القسم ويقولون: أقسم بالله العظيم ألاَّ ألوِّث النيل. حتي يتعهدوا أمام الله بذلك والحانث للقسم ستحل عليه اللعنة والغضب من الله خالق الخلق والموجودات وكل دابة تدب علي وجه البسيطة. الحقيقة أثلج ذلك صدري. فالنيل صراحة بات وكأنه بركة مياه عطنة ولم نعد نراه إلا من خلف غابات الأسمنت. ولم يعد له طعم ولا لون ولا جمال كما عهدناه عندما كنا صغاراً. حيث الماء الصافي الرقراق الأزرق. كما شبهه القدماء بأنه نهر من الجنة. والنهر المقدس. تقديراً وتعظيماً لشأن هذا النهر الذي هو الوحيد بين أنهار العالم الذي يجري ماؤه من الجنوب إلي الشمال. ولولاه ما كانت عظمة الأجداد الفراعنة لأنهم فهموا وفكوا طلاسمه وألغازه. فوهبهم الحياة والمجد والشموخ وأعظم حضارة في تاريخ البشرية. وسعدت أكثر بالحملات المكثفة التي تقوم بها الأجهزة المعنية حالياً لإزالة التعديات الصارخة علي ضفتيه. واستباحوا عرضه وتبلغ أكثر من 50 ألف حالة تعد وبناء. ناهيك عن التلوث الشديد. وهذا يحتاج إلي تضافر ليس كافة الوزارات والإدارات. وإنما الأفراد. حيث يمكنهم الإبلاغ عن أي حالات اعتداء كي يمكن إزالتها قبل أن تستفحل وستعصي علي الحل كما يجب تغليظ العقوبة للمخالف سواء أفراد أو شركات ليس بإزالة المخالفة علي حسابهم. وإنما بالسجن المشدد كي يرتدع الجميع. صراحة.. النيل يحتاج إلي من يرد إليه شرفه وهيبته وعظمته. كي يظل علي عطائه لنا. خاصة ونحن من الدول التي تعاني من فقر مائي شديد. ستزداد حدتها عندما يتمكن الأثيوبيون من بناء سد النهضة. الذي يقيني بأنه سيكون وبالاً علي مصر رغم أنهم يضحكون علينا بأنه سيكون فاتحة خير علي دول الحوض. ولو صدقناهم ستقع الكارثة. وقتها لن يكون هناك نيل ولا نيلة. ولا حياة لمصر من بعد فقدان أغلب ما كان يتدفق إلينا من مياه والذي يبلغ 5.55 مليار متر مكعب سنوياً لا تكفينا حالياً. فكيف بعد ملء الخزان خلف سد النهضة. سيكون حجم الواصل إلينا. لذا علينا إعلان الحرب علي كل من يعتدي علي النيل سواء بالداخل أو بالخارج. فيا روح مابعدك روح. .. وأخيراً: * حابي.. ينتظر منا جميعاً قبلة الحياة.. ويرجوننا ألا نحابي أي نجامل أعداءه بالداخل والخارج. * ويكفينا.. المؤامرات التي تُحاك ضدنا لمنع تدفق مياهه إلينا. * أقول للمسئولين: إن إثيوبيا ماضية في بناء سد النهضة رغم أنفنا.. وبشروطهم. * زيارة السيسي للإمارات أتت أُكُلها بمشروعات توفر 600 ألف فرصة عمل. * وعد الرئيس بالإفراج عن بعض الشباب المحبوسين.. خطوة تخفِّف من التوتر وتعيد وحدة 30 يونيه. * سبب اعتذار 90% من المرشحين كمحافظين.. إنهم "مش بتوع شغل". * الغرب يواصل بذاءاته ضد الإسلام.. ثم يشكون من الانتقام.. منتهي الغباء. * لا يحق لمسجون سابق أن يترشح لمجلس النواب.. حتي ولو حصل علي شهادة رد اعتبار مشكوك فيها. * لا تخافوا من 25 يناير.. سيكون عادياً كأي يوم من أيام الله.