يشكل نهر النيل أهمية كبرى فى اقتصاديات دول حوض النيل، ففى مجال الزراعة يعتمد المزارعون فى كل دول حوض النيل على مياهه من أجل رى محاصيلهم ومن أشهر هذه المحاصيل القطن، والقمح، وقصب السكر، والبلح، والبقوليات، والفواكة الحمضية. وينظر البعض إلى نهر النيل أنه "أمن مصر القومى" حيث ارتبط بالوطن بدءاً من القدماء المصريين، وكانوا يطلقون عليه " نهر الإله حابى" واعتقدوا بأن نهر النيل يحتاج فى كل عام إلى عروس جميلة تزين وتلقى فى النيل فى احتفالاتهم السنوية بيوم الوفاء. عشق المصريين للنيل لم يتوقف عند تأليهه، ولكن ارتبط نهر النيل بالفنون والثقافة والمشاعر الإنسانية ليس المصرية فقط ولكن بشعوب العالم الذين شربوا من نهر النيل حتى يعود مرة أخرى إلى مصر. لم يقف حب المصريين عند هذا بل كان يذهب بعض المصريين ويحكى ويشكو ويتحدث عن كل مشكلاته إلى شريان الحياة إلى النيل العظيم. نهر النيل الذى يشارك المصريين فى أفراحهم ويسمع غناهم وضفاف نهر النيل هى الأخرى التى تحتشد بالمواطنين كل ليلية للهروب من حرارة الطقس وفى الشتاء للتأمل بمنظر النهر المبدع ليلاً على أنوار القاهرة. مياه نهر النيل العظيم تظل هى المصدر الرئيسى لحياة المصريين على مدار التاريخ فى المأكل والمشرب والمواصلات, فنشأت الحضارات المصرية القديمة على ضفافه وتألقت مجالات الإبداع الفنى والعلمى المختلفة. ففى جميع العصور، منذ بدء التاريخ، اعتني المفكرون بأمر النيل ووصفه، ومحاولة تفسير ظواهره المختلفة، ذلك لأهمية الحضارة المصرية التى تعد من أقدم الحضارات وأرقاها والتى نشأت فى أدنى وادى النيل، ونمت وازدهرت، وكانت ينبوعاً استمدت منه أمم كثيرة حضارتها ورقيها. الآن الخطر يحيط بمستقبل الفراعنة وأحفادهم نهر النيل لن يأتى إليهم وذلك بسبب بناء أثيوبيا ل"سد النهضة"، مما جعل الأصوات تتعالى فى الأونة الأخيرة حول إيجاد حل غير تقليدى لأزمة هذا السد الذى من شأنه الإضرار بحصة مصر من مياه نهر النيل. وخاصة بعد تصريحات صحفية للحكومة الإثيوبية، إنه مازالت مصرة على موقفها من التنعت تجاه المقترحات المصرية، وترفض إيجاد مخرج للمشكلة المتعلقة بتنفيذ توصيات التقرير النهائى للجنة الخبراء الدولية حول مشكلة "سد النهضة" مما جعل البعض يذهب لفكرة التلويح بأى تدخلات عسكرية لحل الأزمة ولكن أى تدخلات عسكرية فى إثيوبيا يعتبر مسماراً فى نعش العلاقات المصرية الإثيوبية. هل يحتاج نهر النيل إلى ابتلاع من يريدون محاولة منعه من أن يسير فى شرايين المصريين كما كان يفعل قدماء المصريين ويغضب النهر العظيم ويقوم بابتلاع كل من تسول له نفسه القيام بمحاولة منعه أن يسير في عروق المصريين.