كتبت من قبل تحت عنوان "كيف تعود الكرة المصرية" 6 عوامل رئيسية مطلوب العمل عليها بأسرع وقت ممكن من أجل عودة الكرة المصرية إلي ازدهارها وتألقها بعد عام الريادة 2014 الذي شهد خسائر بالجملة لكل المنتخبات وأهمها خروج المنتخب الأول من تصفيات كأس الأمم الأفريقية للمرة الثالثة علي التوالي في حادثة سلبية غير مسبوقة ولخصت العوامل الستة في تغيير الإدارة الفاشلة الممثلة في اتحاد الكرة وإقامة بطولة دوري قوية علي غرار المسابقات الأوروبية وتشكيل لجنة أندية محترفة والاهتمام بمنتخبات الناشئين والشباب من خلال استراتيجيات طويلة المدي والاهتمام بإعلان وعودة الجماهير. وكما وعدت القراء بتفنيد هذه العوامل تباعا من أجل استعادة مكانة مصر كروياً علي المستوي الأفريقي علي الأقل قررت الكتابة عن كل بند علي حدة. ولابد أن تكون البداية اليوم بالعنصر الأول وهو الإدارة المتمثلة في أعلي سلطة حاكمة للكرة وهي اتحاد الكرة أو كما أطلقت عليه اتحاد "الكفتة" لأنه لم يستطع حل أي مشكلة أو انجاز أي ملف معلق من ملفات الكرة المصرية المزمنة. ولا يخفي علي الجميع ان الإدارة هي العنصر لنجاح أي منظومة رياضية كانت أو سياسية أو اقتصادية وبدون هذا العنصر لن تتحقق أي من العناصر الأخري لعودة الكرة. وأري انه لا حلول أمام الإدارة الفاشلة إلا الرحيل لأنها لم تحل أي مشكلة سواء أكانت عودة الجماهير أو البث التليفزيوني أو حقوق الرعاية أو تأمين الملاعب وكلها كانت ملفات هامة منذ أحداث ثورة يناير. والأزمة في بلادنا هي اننا نخضع لقوانين ولوائح تحول دون اقصاء هذه المجموعة الفاشلة بدعوي ما يسمي بالتدخل الحكومي الذي تتزعمه جهة أكثر فسادا وهي اللجنة الأولمبية أو "لجنة الكفتة" والتي تتزعم قضية الابقاء علي كل الفاسدين والفاشلين في كل الاتحادات تحت شعار عدم التدخل الحكومي. وأتعجب من عدم تدخل الحكومة في أي بلد مع منظمة فاشلة مثل اتحاد الكرة فشلت كل منتخباتها في التأهل حتي إلي كأس الأمم الافريقية وليس إلي بطولة عالمية بجانب فشلها الذريع داخليا في حل الأزمات المزمنة التي ربما زادت حدة في وجود هذا الاتحاد. وأعتقد ان حل هذا الاتحاد الفاشل هو الحل الوحيد الذي نبدأ بعده في التفكير في مستقبل أفضل للكرة المصرية لأنه لا أمل في هذه الإدارة لتحقيق أي شيء. وحتي أبرهن علي فشل هذا الاتحاد علي طريقة "شهد شاهد من أهلها".. سأذكر هنا ما قاله أحد أعضاء الاتحاد والذي تجمعني به صداقة قوية ولكن لن أذكر اسمه.. فقد سألته: لماذا أنت راض بالبقاء في هذه المنظومة الفاسدة.. ولماذا لم تحاول الاصلاح بكل ما لديك من خبرة في العمل الرياضي.. فأجابني : للأسف لم أستطع فإذا حاولت إثناء الاتحاد عن أي قرار أري فيه فسادا أو غير دقيق قالوا سنقوم بالتصويت وبالطبع لن يجدي التصويت مع هذه العصابة لأنها ستتكتل بالقطع من أجل المصالح ومن أجل اتخاذ القرارات التي تخدم محاسيب مجلس الإدارة فسألته : لماذا إذن لم تستقل وتترك هذه العصابة فقال : بصراحة سأحاول لنهاية لأني كنت أعتبر ان الاستقالة هي انسحاب من المهمة وخيانة للوطن. لم تكن إجابته مقنعة ولكنها أوضحت لي كيف تدار الأمور داخل اتحاد "الكفتة".